يقول (جنرال الحروب الاسرائيلية بيني غانتس ) زعيم حزب ( أبيض أزرق ) المرشح الصامت كما يطلقون عليه في الساحة السياسية الاسرائيلية والرئيس السابق لهيئة الأركان العامّة في جيش الاحتلال وهذا اقتباس حرفيّ : ( هل تعلمون يا معشر العرب أننا مسيطرون عليكم من كل الاتجاهات والنواحي؟ إننا مشددين قبضتنا الحديدية حول بلادكم ابتداء من نهر الفرات في العراق ونهر النيل في مصر والسودان، فقبل مده سيطرنا على دول العرب بعملية ( الربيع العربي ) فأسقطنا كل الأنظمة العربية وأولها تونس ثم مصر التي كنا نخشاها ونخشى جيشها لكنها اليوم لا تملك جيش وكذلك ليبيا وسوريا وضربنا مخزن الأسلحة الذي في السودان ولم يتجرأ حاكم عربي بأن يرد ولو بكلمه أين جيش محمد الذين تتكلمون عنه وتتوعدون دولة إسرائيل العظمى به ؟ الشعب الإسرائيلي سيحكم العالم في يوم من الأيام وسوف ترون يا عرب يا إرهابيين ) على حدّ تعبيره ..
هذا نموذج بسيط للفكر الاسرائيلي المتطرف الذي ترفض امريكا النظر اليه وهذا هو المعني الحقيقي لمعاداة السامية وإرهاب الدولة المنظم الذي تمارسه حكومة الاحتلال العنصري الاسرائيلية ..
أن العنجهية والغطرسة الإسرائيلية تدفعنا الى ضرورة توحيد الصفوف فأننا حقا امام مواجهة مفتوحة لعدو صهيوني حاقد يتمني لنا ولأطفالنا الموت ويرفضون لنا حتى العيش بأبسط وسائل الحياة ويحاربون كل شيء فلسطيني وعربي بالرغم من أنهم احتلوا أرضنا .. وقلوا أطفالنا وشردوا شعبنا ودمروا أرضنا وأقاموا دولتهم إسرائيل في يافا وحيفا وعكا ومازالوا يحتلون الأرض الفلسطينية يحاصرون قطاع غزة ويحتلون القدس والضفة الغربية ويتمنون الموت لكل ما هو فلسطيني وعربي فهم لا يحبون الحياة للبشر ويحاربون كل الاشياء الجميلة من حولنا ..
أي عنصرية إسرائيلية هذه التى يشهدها اليوم المجتمع الاسرائيلي ويمارسها قادة وجنرالات الحرب الاسرائيلية وأي نوع من البشر هؤلاء تجار الحروب ومن يسفكون الدماء !!!!
انه الحقد والكراهية التى تربوا عليها في ( مدارس البلماخ والهجنا وتشيرن ) حيث ممارسة سفك الدماء والقتل والعنصرية والتي تغرس بهم في المراحل الأولى من حياتهم حيث يتعلمون الحقد ويشربون حليب الكراهية لكل فلسطيني وعربي ويرفضون اليد الممدودة للسلام .. ويمارسون الإرهاب المنظم من خلال أدوات ووسائل وأجهزة معقدة التركيب أعدت خصيصا لمحاربة العرب وقتل أبناء فلسطين ويمارسون حقدهم الأسود وإرهاب دولتهم المنظم بحق أبناء الشعب الفلسطيني وبحق الطفولة الفلسطينية ..
هذا هو تركيبة المجتمع الاسرائيلي وهذا هو الصهيوني .. هذا هو انتم لم نستغرب شعاراتكم ولا تمنياتكم بقتل العرب وتشريدهم ولم نستغرب أن القادة في اسرائيل الذين نفذوا المذابح والجرائم علي مدار التاريخ بحق شعب اعزل يمارسون اليوم ابشع انواع العنصرية والعداء للشعوب العربية ..
لكن الشيء الوحيد الذي يمكن أن نستنتجه من تلك الحماقات أن ( الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ) هو صراع قائم وان المجتمع الاسرائيلي غير جاهز لتحقيق السلام .. فالصراع قائم ولا يمكن للحق الفلسطيني ان يسقط في التقادم .. وحتما ستنتصر قوة الحضارة علي حضارة القوة والغطرسة والعربدة التى تمارسوها والتي تفرضوها .. ستنتصر الحضارة الفلسطينية علي بطشكم وإرهابكم وعنجهيتكم وحقدكم الأسود علي شعبنا الفلسطيني وستنتصر رسالة شعبنا ورسالة ( السلام الفلسطينية ) وإيمانه المطلق بحقه واستعداده الدائم للتضحية من اجل وجوده وحياته الكريمة وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة والقدس عاصمتها..
في ظل امتداد وإفرازات العقلية الصهيونية وتعفنها الفكري تتماشى مخططات الاستيطان للنيل من الارض الفلسطينية وسرقتها حيث تمارس اسرائيل سرقة الارض وتوسيع الاستيطان بكافة أشكاله على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 والغير الشرعي حسب قرارات الشرعية الدولية وإن هذه المواقف العنصرية الاسرائيلية هيا مواقف مرفوضة وغير مسئولة وتمثل خروجا عن القانون الدولي واستفزازا للشعب الفلسطيني وامتنا العربية حيث سيبقون صامدون متمسكين بالحقوق المشروعة وفي مقدمتها القدس ومقدساتها وحقه بالحرية والاستقلال وإقامة دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني .
أن الموقف الفلسطيني الثابت والواضح والراسخ الذي تؤكده دوما القيادة الفلسطينية هو رفض كل المشاريع التصفوية الاسرائيلية والتصدي لكل المؤامرات التي تحاك للنيل من القدس واللاجئين و وحقنا الفلسطيني .
إن استمرار قادة الاحتلال بممارسة هذا الارهاب الفكري والتطرف والإدلاء بمثل هذه التصريحات لن يؤدي سوى إلى مزيدا من التوتر والاحتقان لدى الشعب الفلسطيني والأمة العربية وأن كل من يعتقد أن هذه المؤامرات ومثل هذه المواقف والتعنت الفكري وصفقة القرن ممكن ان ينالوا من شعب فلسطين يكون واهنًا لأن الشعب الفلسطيني البطل لن يسمح بمرور أي مؤامرة تنال من حقوقه وفي مقدمتها القدس ومقدساتها ويتصدى لتلك المؤامرات ويحطمها علي صخرة صموده ونضاله ومقاومته للعدو والاحتلال الغادر .
ان التاريخ يصنعه الرجال ولا يمكن ان تنتصروا علي من يمتلكون قوة الحضارة ..
بقلم/ سري القدوة
سفير النوايا الحسنة في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية