حكومة ضيقة جدا وأمنيات صعبة التحقيق

بقلم: جاك يوسف خزمو

من المتوقع أن يشكل بنيامين نتنياهو حكومته الخامسة بعد تكليفه من قبل رئيس دولة اسرائيل روفين ريفلين، وستحظى هذه الحكومة بدعم 65 مقعداً يمينيا من أصل 120 مقعدا. ولكن حزب "اسرائيل بيتنا"، بزعامة افيغدور ليبرمان، لن يشارك في هذه الحكومة حسب مصادر مُطّلعة، وسيكون مجرد شبكة امان لنتنياهو، أي ان حكومة نتنياهو ستعتمد على قاعدة برلمانية ضيقة جدا.

أما أهداف نتنياهو في تشكيل مثل هذه الحكومة وبأسرع وقت فتتمثل بالآتي:

1. بقاء اليمين الاسرائيلي الحاكم من دون مشاركة تيارات الوسط، وتحقيق بعض مطالب هذا اليمين فيما يتعلق بالضفة الغربية والاستيطان، والتعامل مع الملف الايراني والاستمرار في تقوية وتعزيز العلاقات العلنية مع العديد من الدول العربية والاسلامية الى درجة اقامة علاقات دبلوماسية معها.

2. تمرير العديد من القوانين التي تخدم اليمين، وتخدم نتنياهو شخصياً وخاصة تأمين سن القانون المماثل للقانون الفرنسي الذي يمنح حصانة لرئيس الحكومة، ويمنع القضاء من اجراءات ضده.

3. تعيين وزير عدل يميني ليكودي يؤيد نتنياهو، وهذا الوزير قد يبعد عن الحكم من السلطة القضائية من هم ضد نتنياهو الذين يعملون على تقديمه للمحاكمة!

والمؤكد أن أحزاب اليمين جميعا، وكذلك الاحزاب الدينية، ستدعم نتنياهو في تمرير هذه القوانين، لكن هناك عقبات أمام هذه القوانين اذ ان عددا من اعضاء حزب الليكود لن يصوتوا لصالح "القانون الفرنسي" لانه سيسيء لحزب الليكود ونزاهته، وكذلك فان اعضاء حزب "كلنا" بقيادة موشيه كحلون، وزير المالية في الحكومة السابقة، لن يؤيدوا التصويت على هذه القوانين، وقد يكون كحلون فقط المؤيد للقانون، وبالتالي فان مثل هذه القوانين التي هي لصالح نتنياهو من الصعب ان تسن الا اذا حدثت معجزة أو صفقات قدم من خلالها نتنياهو للاعضاء المعارضين المتحالفين معه عروضات اغرائية كبيرة وسرية!

واذا لم تمرر مثل هذه القوانين، فان نتنياهو وبعد حوالي ستة شهور أو سنة، سيعمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية، التي ستشكل تهديدا للاحزاب اليمينية بضرورة تلبية رغباته والا فانهم سيفقدون المكاسب التي حققوها من خلال مشاركتهم في هذه الحكومة.

ولا بد من الاشارة الى ان نتنياهو سيراهن خلال الاشهر القادمة على وقوع خلافات وانشقاقات داخل حزب "ازرق ابيض" بقيادة بيني غانتس، لكن مقربين لهذا الحزب قالوا ان الحزب قوي ومتماسك، ولن يسمح لنتنياهو بأن يحدث أي انشقاق فيه. كما انه سيقود المعارضة، وسيجعل مهمة نتنياهو في تمرير قوانين مخالفة للديمقراطية صعبة جدا.

في الخلاصة، فان نتنياهو سيشكل حكومة يمينية ضيقة جدا جدا، ولكنه لن يستطيع أن يحقق كل أهدافه وامنياته، وخاصة اذا تحرك القضاء، ولم يتردد في محاسبة نتنياهو على اخطائه، وعلى تحمله مسؤوليات ملفات الفساد المتورط فيها.

بقلم/ جاك خزمو