جريمة العصر اغتيال القائد الفلسطيني الكبير خليل إبراهيم محمود الوزير والمعروف باسم أبو جهاد ليلة 15 أبريل 1988
مسرح الجريمة : العاصمة التونسية / حمامات الشط
تنفيذ وإشراف وحدة ( كوماندوس سايريت ماتكال ) التابعة لجهاز الاستخبارات الاسرائيلي ( امان ) والمشرف العام علي التنفيذ ومصدر الاوامر ( حكومة الاحتلال الاسرائيلي ) ..
جريمة العصر هيا تلك الجريمة التي ارتكبتها حكومة الاحتلال الاسرائيلي وتتفاخر اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية فى ممارستها وتتسابق للاعتراف بها وتنشر اسماء من نفذوها وتفتخر بهم وتعاملهم كإبطال .. هذا هو نموذج ارهاب دولة الاحتلال الاسرائيلي المنظم الذي تمارسه عصابات الاحتلال فى ظل صمت دولى واختراق وفضائح قانونية دولية تمارسها اسرائيل ومؤسسات دولتهم القمعية ..
في ظل هذه المعطيات الواضحة الان والتى اعلنت اسرائيل مسؤوليتها المباشرة عن عملية اغتيال الشهيد القائد ابو جهاد لا بد من المؤسسات الفلسطينية الامنية والقيادة الفلسطينية تشكيل لجان تحقيق حول عملية اغتيال الشهيد خليل الوزير والوقوف امام الحقائق والدالات والمعطيات التى ادت الي تنفيذ هذه الجريمة وتقديم من ارتكبها الى محكمة العدل الدولية ورفع هذا الملف الى الامم المتحدة وتشكيل فريق دولي للتحقيق بهذه الجريمة ومحاكمة من تورط فى عملية الاغتيال السياسية ..
اننا امام تساؤلات متعددة حول ظروف اغتيال الشهيد خليل الوزير من مسرح العملية ومن خلال المعطيات الامنية التي كشف عنها والمتابعة لها حيث تتلخص هذه القضايا بالنقاط التالية :
اولا : من قام بقطع كل الخطوط الهاتفية ليلة الحادثة في حي سيدي بو سعيد بتونس الذي يسكنه الشهيد أبو جهاد؟
ثانيا : من قام بعملية التمشيط الأمني في شوارع سيدي بو سعيد في قلب العاصمة التونسية حيث يسكن الشهيد من أجل إفراغ المكان والتهيئة للعملية؟
ثالثا : من اصدر التعليمات والأوامر في تونس بسحب الشرطة المكلف بحراسة أحد منازل المسئولين التونسيين المواجه لمنزل أبو جهاد عشية الحادثة لتسهل مرور اعضاء الموساد ؟
رابعا : في ظل ما تقدم نقف امام التساؤل الاهم من من أعطى المخابرات الإسرائيلية نسخة من المخطط الهندسي لمنزل أبو جهاد وأتاح بذلك التدرّب على منزل مشابه في إسرائيل كما أوردت ذلك جريدة معاريف الإسرائيلية والعديد من وسائل الاعلام الاسرائيلية في 4 يوليو 1997؟
اننا ومن خلال الحقائق والاعترافات الاسرائيلية نقف امام جريمة مكتملة الاركان نفذتها اجهزة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية لا بد من محاكمة من ارتكبها من خلال المحاكم الدولية .
خليل الوزير ابو جهاد الشهيد القائد الذي اعترفت اسرائيل بقتله وتستعرض على طول وعرض وسائل اعلامها كيفيه التخطيط لقتله واختراق جنود الاستخبارات العسكرية الاسرائيلي الحدود التونسية ووصولا الى منطقة سيدي بوسعيد في العاصمة التونسية وصعودا الى منزل الشهيد القائد وتلك الرصاصات القاتلة التي صوبها ( المجرم موشيه يعالون ) فى إطار عملية سرية لاغتياله عندما كان قائدا لوحدة ( كوماندوس سايريت ماتكال ) التابعة لجهاز الاستخبارات الاسرائيلي حيث صعد الى غرفه الشهيد ابو جهاد فى خلسه من الليل ليوجه رصاص الحقد الاسرائيلي الي راس الشهيد بشكل مباشر ويقوم بإطلاق اكثر من ثلاثة عشره طلقة وليتأكد بنفسه ان الشهيد ابو جهاد قد فارق الحياة ..
الشهيد القائد أبو جهاد ملهم الثورة ورمز الكفاح الوطني الفلسطيني التحرري ... ابو جهاد ايقونة الثورة الفلسطينية المعاصرة .. ابو جهاد احببناه .. وشكلت تعليماته منهجا لحياة ابناء الشعب الفلسطيني .. فكان الحاضر دائما بحضوره وشخصيته وروعته وخطواته الواثقة وكلماته الحية التى شكلت محورا هاما من ابجديات العمل النضالي والصمود الشعبي الفلسطيني ( لا صوت فوق صوت الشعب الفلسطيني .. لا صوت يعلو فوق صوت الانتفاضة .. لا صوت يعلو فوق صوت منظمة التحرير الفلسطينية ) .
لأنه اول الرصاص وأول الحجارة .. لا يختلف عليه احد ويهتف بحياته كل فلسطيني فهو من عشق الارض وعمل من اجلها وهو من اقدمت اسرائيل علي اغتياله بشكل همجي ووقح متحديه العالم وقامت بإعدامه بشكل إجرامي لا يسبق له مثيل في العالم اجمع ...
ابو جهاد عقل الثورة ورمز الوطنية الفلسطينية والثورة والكفاح .. ابو جهاد عنوان المقاومة وحكاية الانطلاقة ومعنى الانتفاضة ورمز الاستشهاد والبطولة .. ابو جهاد نفتقدك الان ونحتاج الي حكمتك في توحيد شعبنا وتوجيه مسارنا الوطني وحتى لا نفقد البوصلة وندور في نفس الدائرة كان لزاما علينا أن يكون ابو جهاد هو عنواننا الثوري والوطني الدائم الحاضر .. ابو جهاد مدرسة المقاومة والتاريخ المشرف لثورتنا وكفاحنا التحررى وبندقيتنا الفلسطينية التي كانت دائما مشرعة في وجه الاحتلال ولم تضل الطريق يوما او تفقد البوصلة .. ابو جهاد موحدا لشعبنا ورمزا لمسيرتنا ووحدتنا الوطنية ..
اننا وفي ذكري رحيله نتطلع الي منهج ابو جهاد وروحه الكفاحية والوطنية من اجل الاستمرار في مسيرتنا والعمل علي توحيد الجهد الفلسطيني والانطلاق نحو المجد الفلسطيني نحو دولتنا الفلسطينية المستقلة .
من اقوال الشهيد خليل الوزير " أبو جهاد "
( رأسنا سيبقى في السماء ، و أقدامنا مغروسة في تراب وطننا ، جماجمنا نُعَبِدُ بها طريق النصر والعودة الأكيدة ، البوصلة لن تخطئ الطريق ، ستظل تشير الى فلسطين .)
المجد كل المجد والخلود كل الخلود لشهيدنا أمير الشهداء ابو جهاد.
سفير النوايا الحسنة في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
بقلم/ سري القدوة