إن التشكيك من قبل البعض بقدرة السلطة الوطنية الفلسطينية التي هيا وليدة منظمة التحرير الفلسطينية وطليعة نضال الوطني الفلسطيني «حركة فتح» بالمضي قدماً لتحقيق الهدف المنشود للشعب الفلسطيني بات في مهب الريح ، وخاصة بعد المواقف الصلبة للقيادة الفلسطينية والنجاح فى اعادة تشكيل الحكومة الفلسطينية برئاسة الاخ المناضل رئيس الوزراء الدكتور محمد اشتيه عضو مركزية فتح والترحيب الدولي والعربي الكبير بأهمية هذه الحكومة لمواجهة صفقة القرن والأزمات السياسية التى تعصف بالقضية الفلسطينية ..
هنا وفى هذا المجال نؤكد انه لا يمكن لأحد كان أن يشكك بقدرة منظمة التحرير الفلسطينية و»حركة فتح» على تحقيق الحلم الفلسطيني وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف لأن حركة فتح الطليعة القائدة لمشروع الدولة الفلسطينية القادمة وهذا يترسخ من خلال قدرة حركة فتح علي التعامل مع الممكن الدولي والمتطلب الوطني خلال ما يقارب اثني عشرة عاما من عمر السلطة الوطنية الفلسطينية وأكثر من خمسين عاما من عمر حركة فتح ..
إن الدولة الفلسطينية وبناء المؤسسات هي حلم الشعب الفلسطيني الذي يتطلع ويعمل ويثابر من أجل قيام دولته وحماية مؤسساته من الانهيار والتدمير الإسرائيلي الممنهج وخاصة في القدس الشريف ..
لقد حققت حركة فتح وبالمفهوم الشمولي أسس بناء الدولة الفلسطينية ورسخت في المجتمع المحلي الانتخابات كمبدأ اساسي لتدويل الحكم وعملت علي تطوير وبناء المؤسسات المجتمعية ولا احد هنا ينكر هذا الإنجاز الوطني الكبير بالرغم من ممارسات الاحتلال التي تهدف إلى تدمير المؤسسات الفلسطينية والحلم الفلسطيني ..
ولعل ما هو مطلوب فلسطينياً بهذه المرحلة بات يفرض نفسه على سياسات الأحزاب والتنظيمات والفصائل الفلسطينية وخاصة حركة حماس التي ما زالت تسيطر على قطاع غزة أن تتعاطى مع المتطلب الدولي من اجل النهوض الوطني الشامل وهنا تكمن لغة المسؤولية التي يجب علي ( قيادة المكتب السياسي لحركة حماس ) إدراكها قبل فوات الاوان ومن اجل التصدي لصفقة القرن والحفاظ على وحدة المجتمع الفلسطيني من الانهيار الشامل في ظل التفرد فى ادارة قطاع غزة.
وما من شك بأن تكريس الجهد والوقت والبرنامج الوطني لمختلف الأحزاب السياسية لخدمة الدولة الفلسطينية بعيدا عن الحزبية الضيقة والفئوية العمياء بات من أهم اولويات مشروع الوحدة الوطنية التي لم تعد خياراً فلسطينياً فحسب بل خيارا عربيا حيث يجب أن تتحد كل الجهود لدعم وحدة الصف الفلسطيني ويجب أن تكرس كل المعايير والمنطلقات لدعم هذا الصمود ومشروع الوحدة الوطنية على قاعدة بناء الدولة وتفعيل مؤسساتها ضمن آلية التوجه الوطني وحماية لأهدافنا ودولتنا التي نسعى إلى بنائها في ظل هذه المرحلة الهامة من حياة الشعب الفلسطيني ..
إن آلية العمل الوطني والكفاحي يجب أن تنطلق أساساً ضمن مساحة الحوار الوطني وضمن أسس المصلحة الوطنية العليا التي يجب أن تكون فوق الجميع وبعيداً عن آلية العمل الحزبي الضيقة والمصالح الذاتية الأنانية والفئوية .
من هنا يجب أن تكون برامج المرحلة للأحزاب والمنظمات السياسية لتفعيل آلية البناء والمشاركة المجتمعية في دعم الصمود والمقاومة والبطولة الفلسطينية لتعزيز صورة صادقة لحب الوطن والانتماء فالوطن بحاجة إلى جميع الشرفاء والمخلصين وبحاجة لكل جهد عربي ودولي داعم لآلية البناء المؤسساتي الفلسطيني بعيداً عن النظريات وآليات الهدم والتخريب .. لا يمكن لنا أن نتقدم ونسير باتجاه بناء الوطن دون التعبير عن الحرية ومشروع الوحدة الوطنية ودون أن نكون أحراراً شرفاء أقوياء .. ودون أن نحافظ على كرامة شعبنا ..
إن القيادة الفلسطينية وطليعتها «حركة فتح» وجماهير الشعب الفلسطيني لقادرة على المضي قدماً تجاه الحلم الفلسطيني ومشروع الدولة الفلسطينية التي هي صمام أمان الحرية والاستقلال والسيادة .. ولنوجه آلية البناء نحو دعم مؤسسات الدولة ولنكرس مفهوم العمل الوطني ولندعم حكومة فلسطين حكومة الوحدة الفلسطينية برئاسة الدكتور محمد اشتيه رئيس الوزراء بعيداً عن حب الذات والبرامج الضيقة التي لا تخدم سوى أشخاص محدودين .. ولنعمل من أجل الوطن وندعم دولتنا ومؤسساتنا الفلسطينية لتكون فلسطينية الوجه *-وعربية العمق وعالمية التوجه .. لنحافظ على إنجازات الثورة الفلسطينية ونحميها ونحافظ على صورتها الوطنية المناضلة المشرفة أمام العالم بعيداً عن التشويه والماكنة الإعلامية الإسرائيلية التي تختلق الأكاذيب وتفتعل المشاكل وتصور الشعب الفلسطيني بأنه شعب إرهابي.
لنبني الوطن .. فالوطن لنا جميعاً .. لنحافظ على الحلم الفلسطيني لأنه حلم الفلسطينيين جميعاً .. لنحمي الثورة ونلتف حولها لأنها ثورة الشعب الفلسطيني وطريقه إلى الحرية والاستقلال وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة والقدس عاصمتها ..
وفي هذا السياق ومع بداية الأزمة التي يعيشها شعبنا بفعل المتغيرات السياسية على ارض الواقع تبقى الحقيقة واضحة .. ويبقى خيار السلام المتعثر والمندثر أمرا واقعا يفرض نفسه بدون شك أمام القيادة الفلسطينية وهنا نقول وبوضوح إن السلام لم يكن يوماً خياراً لحكومات إسرائيل التي تسعى وتعمل على استمرار حالة الاحتلال للمدن الفلسطينية ويبقى هنا المجال مفتوحًا أمام القيادات الإسرائيلية في ظل الإعلان عن تشكيل حكومة اسرائيلية جديدة وفي ظل التحالفات للخارطة السياسية الاسرائيلية العمل الجدي للاستفادة من المتغيرات لدعم عملية السلام والخروج من حالة الاحتقان القائمة وإعادة صرف المستحقات المالية لحكومة الدكتور محمد اشتيه والمضي قدما فى بناء اواصر الثقة وإحياء عملية السلام المبني على منح الشعب الفلسطيني حقوقه وتقرير مصيره وإقامة دولته الفلسطينية وفقا للشرعية الدولية .
وتبقى الحقيقة التي تظهر واضحة وضوح الشمس أن الاحتلال هو المشكلة الكبرى للصراع العربي الإسرائيلي ولا سلام مع الاحتلال .. لا سلام في ظل استمرار احتلال الأراضي الفلسطينية منذ عام 1967 ..
إن مسؤولية إسرائيل تبدأ أولاً في الاعتراف أمام العالم بمسؤولية احتلالها للمـــدن الفلسطينيــــة والسعي لإنهاء هذا الوضع المأساوي الذي يعيشه الشعب الفلسطيني.
إن ممارسات الاحتلال القمعية هي ممارسات معادية للشعب الفلسطيني ولا يمكن لها أن تستمر في ظل الجهود الدولية الهادفة لإحياء عملية السلام.
إن السلام الحقيقي يبدأ في الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني ومنحه الحرية ومساعدته لإعادة أعمار أراضيه وما دمره الاحتلال ووقف كل الأنشطة العدوانية ضد شعبنا الذي يتطلع لنيل حريته واستقلاله وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة والقدس عاصمتها ..
إن المطلوب فلسطينيا في ظل هذا النوع من التشابك المعقد ولغة القوة التي يفهمها ويمارسها الاحتلال هو العمل ضمن مشروع وطني شامل وليس مشروع انفصال للوطن والتفرد في السيطرة على قطاع غزة ضمن اجنده فئوية خاصة لحركة حماس وهي حركة فلسطينية شاركت في الانتخابات الفلسطينية ولا بد لها ان تعود وتتراجع عن سيطرتها على قطاع غزة وتدعم الحكومة الفلسطينية فى مواجه تعنت الاحتلال الاسرائيلي ومشاريع التصفية التي يتعرض لها شعبنا .
إن الشعب الفلسطيني ليس لوحده في العالم وان المتغيرات الدولية هي التي تحكم السياسة وما يجب ان يحكم سياستنا الفلسطينية هو المتطلب الفلسطيني أولا وأخيرا قبل كل شيء وليس نهج حركة الأخوان المسلمين ومدي تأثرنا وتأثيرنا فيها إقليميا وعربيا ودوليا .
إن الواقع المر والظروف القهرية ومؤامرات التسوية التي تحاك ضد الشعب الفلسطيني تتطلب الحكمة في اتخاذ القرارات والعمل علي دعم صمود الشعب الفلسطيني والمضي قدما في بناء المؤسسات الفلسطينية القادرة على حماية اهدافنا الوطنية المتكاملة ..
سفير النوايا الحسنة في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
بقلم/ سري القدوة