سيجارة لفّ وشطيرة خبز جافّة في هذا المساء المليء بالغبار، كأنه من أيام زمننا الحزين
مشاهدة مسلسلات كل يوم، وسجائر اللفّ كجبوب أكامول لا تفارقه..
لا يرى المشهد من شرفته على الحارة ساحرا بل يراه يعم بفوضى غريبة تختلف عن فوضى أيام زمان أيام عيشة البساطة...
وكل ما تصوّره عندما يهم كعادته في كتابة نصوص مجنونة يراه من شرفته، ولا يعتقد بأن ما يراه من مشهد مسائي هو مشهد عادي..
أقنع نفسه بأن لا يشاهد مسلسلات تافهة..
لا يرغب أن يكتب نصوصا مختلفة ليغير ولو قليلا المشهد الذي يراه من الشرفة الجميلة بزخرفة درابزينها الحديدي في هذا المساء المغبّر..
فالحياة يراها فوضى بكل ما فيها من صراخ، ومن ضجة أهل الحارة، ومن جنون الغيرة في عيونهم ومن منظر الأرصفة الغير نظيفة..
ما أصعب الولوج في صحراء من جنون الحياة لا تهدّئه ولا تسر عينيه، لهذا فالعلةّ أنها أستعصيتْ عليه استيعاب ما يحدث من حوله من فوضى هبلة..
يرغب أن أكون كما هو في حياته وروتينه البسيط، وأن تكون سجائر اللفّ خاصته، كعلاج يهدّئه من جنون فوضى الحياة...
أحيانا يرى نفسه هو هو بهدوئه وصمته وحزنه على ماضٍ بلا فوضى..
بقلم/ عطا الله شاهين