كأنّكِ أنتِ تشبهينها في الحُلْمِ

بقلم: عطاالله شاهين

انبهرَ حينما رآها تسيرُ على الشّارع ذات جوٍّ ماطرٍ، فقال: يا للهول إنّها هي تلك المرأة، التي رأيتُها ذات حُلْمٍ، فدنا منها عندما راحتْ تننتظرُ حافلةً، وقال لها: كأنّكِ تشبهين امرأةً رأيتها ذات حُلْمِ قبل أيام، حينما كنتُ نائماً على فراشِ صديقتي، التي سافرت في مهمة عملٍ قبل أيام، وأعطتني مفتاحَ بيتها للعناية به، فقالت له: أأنتَ متأكد بأنني أشبه تلك المرأة التي رأيتها في حلمكَ؟ فردّ عليها: بلى، أنتِ تشبهينها حتى في ابتساماتكِ، وبصوتك الناعم، لربما تكونين أنتِ التي رأيتها في الحُلْمِ، وحين وصلتْ الحافلةُ، صعدتْ تلك المرأة إليها، أما ذاك الشاب ظلّ ينتظر حافلةً أخرى، وقبل أنْ تتركه، قالت له: أرجوكَ أن تحلمَ بي الليلة، وغدا سأراكَ هنا لتقولَ لي إن كنت فعلا أشبه تلك المرأة، التي رأيتها ذات حُلْمٍ، وفي تلك الليلة وضع رأسه على مخدّته الملونة، وراح ينعس، كان توّاقاً لرؤيتها في الحلم، وفعلا حلِمَ بها، وفي صباح اليوم التالي رأته يقف في موقفِ الحافلاتِ، فقالت له: أحلمتَ بي؟ فقال لها: حلِمتُ بأنّ امرأةً كانتْ ترقدُ بجانبي، إنها تشبهكَ، فابتسمتْ، وقالت في ذاتها: يا للمسكين لقد نسي بأنني زرته ليلة البارحة، يبدو بأنه كان ثملاً، فقالت له: أأنتَ متأكدٌ بأنك رأيتني ليلة البارحة في حُلْمِكَ؟ فقال لها: رأيتُ امرأةً تشعل ضوءا أحمر في غرفة مليئةٍ بلوحاتٍ مجنونة بصمتها، فقالتْ له: أكنتُ أشبه تلك المرأة، فقال لها: إنك تشبهينها، فابتسمتْ، وتركته يقف هناك مندهشا من حُلْمِه الذي بات يجنّننه..

عطا الله شاهين