الوطن يريد من يعمل ولا يريد فرض لغة الاستكبار والتعالي والمكابرة الكاذبة .. حقا نحن نريد من يكون على قدر تحمل المسؤولية فى هذه المرحلة بدلا من اشاعة الكذب والفوضى والفبركة الاعلامية ..
نحن بحاجة لمن يحمي فلسطين ويخفف عن معاناة شعبنا وليس بحاجة لمن يزيد من اعباء اهلنا ويفرض عليهم التسلط والعبودية والدكتاتورية بدلا من السعى الى احتواء الازمات وإيجاد الحلول نحو وحدة الوطن والأرض الفلسطينية .. هناك من يشعل الفتن ويعيش فوق الجراح انها سياسة مكشوفة ولا يمكن ان يصدقها احد .. ولم يعد الموقف ولا شعبنا يحتمل الفرقة والضياع ..
فلسطين والقدس لا تحتاج للكذب والمراوغة وإشعال الفتن والمتاجرة بعذاب الناس ومعاناتهم .. ووحدة فلسطين هيا الهدف كانت وستبقي دوما وأننا اليوم بحاجة الى من يحبها ويخاف عليها ويحميها ويعمل من اجل ان يكون اصغر طفل فيها سعيدا ويبحث عن رفع المعاناة عن اهلنا الذين يدفعون ثمنا لهذا التطرف والتعنت والانقلاب على مدار سنوات الانقلاب الاعمى .. اننا حقا بحاجة لمن يحافظ على العهد ويصون امانة الشهداء ويحفظ وصية الاجداد جيلا بعد جيل من اجل تقرير المصير والحرية لشعبنا والمستقبل لأطفالنا ان يعيشوا بأمن وأمان وازدهار بدلا من الخروج لمستقبل مجهول والضياع والتشرد من جديد والبحث عن غربة قاسية تفقدنا البوصلة الوطنية وتفرض مستقبل صعب على شباب فلسطين ومتاهات البحث عن حياة وحلم بالدولة الفلسطينية ..
كل ذلك يأتي فى ظل ما تشهده الساحة السياسية الدولية والعربية ومواقف الاحتلال والإدارة الامريكية تجاه عملية السلام والتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني وفى ظل هذه الصورة وما يعايشه شعبنا من ازمات بات من المهم ان تتولي القيادة الفلسطينية وتتبني فورا مشروع اعلان تجسيد الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 وان تبدأ فورا بالتعامل مع هذا القرار عبر المؤسسات الفلسطينية بالداخل والخارج ويتم تسمية الاشياء بمسمياتها الطبيعية وهيا دولة فلسطين واعتماد ما يلزم وما يترتب على ذلك من قرارات ومواقف علي كافة الاصعدة العربية والدولية والفلسطينية اننا في هذه المرحلة بحاجة فورا الى إنجاز الاستقلال الوطني وممارسة السيادة في دولة فلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدس وعلى أساس أن الدولة قائمة بفعل الحق الطبيعي والتاريخي للشعب الفلسطيني وبفضل الاعتراف الدولي الواسع بهذه الدولة وليس على أساس ما أخذ او فرض علينا من الاحتلال الاسرائيلي .
اننا امام مرحلة صعبة تمر بها القضية الفلسطينية حيث لا بد اولا التأكيد على ان فلسطين ومكوناتها الطبيعية ومواردها الاقتصادية ومؤسساتها هيا اولوية شاملة للعمل العربي المشترك والتحرك الدولي وفلسطينيا لا بد من التأكيد والعمل على تفعيل قرارات المجلسين الوطني والمركزي لمنظمة التحرير ورفض اي تسوية او مسار سياسي في ظل سياسات الاحتلال القمعية التعسفية لشعبنا الصامد والعمل لنقل ملف القضية الوطنية الفلسطينية للأمم المتحدة كقضية تحرر وطني لتطبيق قراراتها والخاصة بتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني حتى انهاء الاحتلال عن ارضه وتمكينه من ممارسة حقوقه كاملة غير منقوصة .
ان اي تحركات فلسطينية بخصوص ابرام صفقات للتهدئة مع الاحتلال وتغليفها بالغلاف السياسي تمهيدا لصفقة القرن هيا صفقات عميلة ومشبوهة ولا تمت لشعبنا وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية بأي صلة حيث تعد عمل فردي بعيدا عن الاجماع الوطني كما أن محاولات الجانب الإسرائيلي بإدخال الأموال القطرية للمواطنين بغزة لا تهدف إلى تخفيف الحصار بل تُساهم في تكريس انفصال القطاع عن الضفة الغربية حيث يهدف الاحتلال الى استمرار الانقسام وسيطرة حركة حماس بشكل فردي على قطاع غزة وضرب المشروع الوطني الفلسطيني .
اننا اليوم بحاجة الى مواقف واضحة وليس بحاجة الى الشعارات الرنانة وبحاجة الى تسمية الاشياء بمسمياتها وخاصة من قبل التنظيمات الفلسطينية وقوى العمل الوطني حيث يتطلب الاعلان وبوضح عن رفض اي تدخلات سياسية بالشأن الفلسطيني والحفاظ على وحدوية التمثيل والقرار الفلسطيني المستقل والالتزام بالموقف السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية وكل ما يصدر عن قيادة المنظمة من مواقف سياسية وقرارات بهذا الخصوص وعدم اتاحه الفرصة لتمرير صفقة القرن وحرف الانظار عن واقع الاستيطان في الضفة باتجاه ترتيبات مع حركة حماس التى تسيطر علي قطاع غزة بعيدا عن الكل الوطني والتمثيل الفلسطيني بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية التى هيا الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني .
لقد بات من المهم التحرك فورا من قبل القيادة الفلسطينية من اجل حشد الجهود العربية والدول الصديقة لمواجهة الأخطار المحدقة التي تواجه القضية الفلسطينية والعمل بكل الطرق من اجل انهاء الانقسام وتجسيد الوحدة الفلسطينية تعزيزا لصمود اهلنا فى مواجهة ممارسات الاحتلال الاسرائيلي التعسفية تجاه القضية الفلسطينية .
إن دعم القيادة الفلسطينية في هذه المرحلة هو واجب وطني ويتطلب من الجميع المساهمة في مواصلة الحوار لإنهاء حالة الانقلاب والانقسام والدفع بالعملية السياسية إلى بر الأمان للتصدي لكل المؤامرات التي تحاك للنيل من مشروعنا الوطني الفلسطيني والحفاظ علي منظمة التحرير الفلسطينية التي هي الدولة وليست حزبا بالدولة.
فلسطين فيها شعب جبار يؤمن بالنضال ويستعد للتضحية وكل مؤامرات تركيعه باءت بالفشل .. هذا الشعب لم ولن يركع .. ولم ولن يفقد بوصله نضاله الوطني من اجل دولته الفلسطينية ..
عاشت فلسطين الدولة المستقلة
عاش نضال الشعب الفلسطيني
المجد لشهدائنا الابرار
سفير النوايا الحسنة في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
بقلم/ سري القدوة