ان سياسة حكومة الاحتلال الاسرائيلي تجاه ابناء الشعب الفلسطيني قائمة على ممارسة الارهاب والقتل والتنكيل وسرقة الارض الفلسطينية وفى اخر ممارسات الاحتلال الاسرائيلي ممارسة الارهاب الفكري وسرقة وقرصنة الاموال الفلسطينية وضرب كل الاتفاقيات الموقعة وخاصة اتفاقية باريس بعرض الحائط واعتبارها لاغيه من قبل حكومة الاحتلال الاسرائيلي .
ان سرقة الاموال الفلسطينية من قبل حكومة الاحتلال هيا محاولة لتركيع الشعب الفلسطيني وفرض حصار وإرهاب فكري ضد الرئيس محمود عباس لمحاصرته ومحاربة المواقف السياسية للقيادة الفلسطينية وضرب الموقف العربي تجاه عملية السلام والنيل من قدرات امتنا العربية والوصايا التاريخية الاردنية تجاه رعايتها للمقدسات الاسلامية والدينية وخاصة في القدس الشريف ..
ان تلك الحجج الاسرائيلية الواهية والتي تدعي ان القيادة الفلسطينية تحول الاموال الى اسر الشهداء والأسرى فهذه حجج واهية وأكاذيب لا يمكن الصمت عليها كون ان الشعب الفلسطيني لا يوجد اسره فيه الا وقدمت شهداء ولا يوجد بيت فلسطيني واحد دون ان تجد اب او اخ او اخت او زوجة الا وفيه اسرى في سجون الاحتلال وان قوائم الشهداء هم طليعة ابناء الشعب الفلسطيني الكفاحية وان ما يتقاضوه من رواتب هو حقهم الطبيعي اولا كونهم مناضلين وانتموا الي الثورة الفلسطينية ومن حق ابنائهم وزوجاتهم وعائلاتهم ان يحصلوا على المرتبات الشهرية ليستمروا فى الحياة وكونهم منتمين للثورة الفلسطينية وقدموا ارواحهم فداء للوطن وهذا هو جزء من النسيج المجتمعي للشعب الفلسطيني وتركيبة المجتمع الفلسطيني .. فلا يمكن للقيادة الفلسطينية الصمت تجاه مخطط الاحتلال الاسرائيلي وسرقته للأموال الفلسطينية ويمر دون اتخاذ موقف ومجابهته بكل قوة وإصرار على الحقوق الفلسطينية للحصول على اموال الشعب الفلسطيني كاملة وغير منقوصة .
ان الارهاب الاسرائيلي الذي يقوده رئيس الوزراء نيتنياهو بحق الشعب الفلسطيني هو ارهاب منظم واليوم الاحتلال يعيد استنساخ الاحتلال .. اسرائيل تكرر نفسها .. الاعدام والقتل في سجون الاحتلال .. اطلاق الرصاص الحي تجاه المتظاهرين ورفض اي برامج للسلام ووقف الاستيطان .. مشهد امتد علي مدار سنوات الاحتلال ..
في ظل هذه الممارسات لحكومة الاحتلال الاسرائيلي والتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني بات من المهم ان نعيد ترتيب بيتنا الفلسطيني ووحدتنا ونعيد تصويب بوصلتنا بالاتجاه الصحيح قبل فوات الاوان ..
واليوم في ظل تواصل ارهاب إسرائيل وحصارها للشعب الفلسطيني لا بد من تطبيق قرارات المجلس المركزي والمجلس الوطني الفلسطيني فورا والعمل على تعزيز صمود الشعب الفلسطيني فى مواجهة سياسات الاحتلال وإرهاب دولة اسرائيل المنظم الذي يمارس بحق الشعب الفلسطيني .
إن اغلب دول العالم تدرك تماماً بأن السبب الأساسي لاحتدام الصراع هو الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية واستمرار هذا الاحتلال يؤدي بالدرجة الأولى إلى استمرار النضال الفلسطيني ولا يمكن مهادنة هذا الاحتلال على حساب الدم الفلسطيني وسرقة الارض الفلسطينية أو تجاوز الاحتلال على أنه خلاف عابر أو وجهات نظر .
إن الاحتلال هو المشكلة الكبرى وهذا العدوان على الشعب الفلسطيني هو الأساس ولا يمكن لمن كان أن يحاول القفز عن القيادة الشرعية ونضال الشعب الفلسطيني للنيل من صمود الإنسان الفلسطيني وإرادته وعزيمته وإثناؤه عن المطالبة بحقوقه لتقرير مصيره وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة .
إن حكومة الاحتلال الاسرائيلي بات تعيش في مأزق حقيقي فهو غير قادرين على تحديد رؤية سياسية للتعامل مع المستقبل ويعيشون في عقلية الاحتلال وينتجون انفسهم ولا يمتلكون الا المناورة والكذب للاستمرار في تضليل الرأي العام والمحاولة للنيل من الحقوق الفلسطينية المشروعة .
إن الصراع لا يمكن أن ينتهي بأي حال من الأحوال في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي واحتلال الأرض الفلسطينية واغتصاب ومصادرة الأراضي ولا يمكن للاحتلال أن يستمر في ظل عدوانه الظالم على شعبنا حيث هذا التطاول الواضح على الحقوق الفلسطينية ولا يمكن لأي من كان أن يحاول تمرير مشروع تصفوي استسلامي يهدف إلى إفراغ القضية الفلسطينية من محتواها الوطني .
إن حكومة الاحتلال الاسرائيلي وهؤلاء صناع القرار في اسرائيل يتناسون أن شعبنا وقيادته التاريخية لن يتخلوا عن الحق الفلسطيني المعترف به من الشرعية الدولية ولا يمكن لهذا الشعب أن ينسى حقوقه ونضالاته على مدار الزمن وعلى نيتنياهو أن يتوجه إلى رام الله بدلاً من استمرار مخادعة العالم والتوجه إلى عناوين يرفضها الشعب الفلسطيني والاستمرار في تلفيق الحجج الواهية والأكاذيب التي من شأنها فقط أن تؤجل ساعة الحسم ولكنها لن تستطيع أن تحسم الأمور لصالح نهجه العدواني القبيح .
في الوقت الذي يصّعد فيه الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الهمجي وهجماته المدمرة على شعبنا بارتكاب مجازر جديدة تضاف إلى مسلسل الجرائم التي يرتكبها بشكل يومي بحق أبناء شعبنا واغتيال ابناء شعبنا واستمرار اعتقال الاسري ومحاربتهم وفرض حصاره الظالم حول مدننا ومخيماتنا في الضفة الفلسطينية وتحول قطاع غزة إلى سجن كبير مما ساهم في تعميق الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي باتت تعصف بمكونات مجتمعنا وتهدد بالمزيد من مظاهر التفسخ والتفكك لوحدته الوطنية وتماسكه الداخلي .
ان مسيرة الشعب الفلسطيني تميزت بالتضحية الفلسطينية العظيمة والتي قدمت خلالها مئات الشهداء وآلاف الجرحى والأسرى والمصابين وبالصمود الأسطوري الذي أكد تمسّك أبناء الشعب الفلسطيني بحقهم ووطنهم وأرضهم ومقدساتهم .
كما إن نضال الشعب الفلسطيني تميز بالعدد الكبير من الشهداء والقادة الذين ارتقوا إلى العلا وهم على ثباتهم وصمودهم.. لم يتنازلوا ولم يتهاونوا.. ضربوا المثال والنموذج .. وأناروا بدمائهم طريق النصر والحرية والعودة والتحرير ..
إن مسيرة النضال الوطني الفلسطيني تمثّل إنجازاً سياسياً وشعبياً فلسطينياً يستحق التوقف أمام محطاته في ظل استمرار تضحيات شعبنا وتعاظم عطاءه تستمر حملة الإبادة التي تمارسها حكومة الاحتلال وجيشها ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية والتي يصر قائد الإرهاب الدولي المنظم نتنياهو على استمرارها رغم أنف المجتمع الدولي وبتغطية أمريكية منظمة ..
في ظل ذلك يعيش أبناء شعبنا الفلسطيني بالمخيمات الفلسطينية في أماكن الشتات بلبنان وسوريا وضعا مأساويا صعبا وتلك المناطق التي تشكل أعلى كثافة سكانية في العالم على حافة كارثة إنسانية مخيفة حيث تشهد حياة قاسية وواقع يثير الألم والفزع يتحمله الشعب الفلسطيني الصامد الذي يئن من وطأة الاحتلال الإسرائيلي وممارساته القمعية والذي فاقت جرائمه كل الممارسات النازية ..
ان هذا الواقع الذي يتجاهله مجلس الأمن الدولي في ظل دعم أمريكي مطلق لإسرائيل وحمايتها والذي يفترض بمجلس الأمن الدولي أنه يعبر عن إرادة المجتمع ومن مهامه ردع المعتدين ورفع المعاناة عن المقهورين ويجب على الامم المتحدة والمجتمع الدولي توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني توفير الحماية للشعب الفلسطيني .
سفير النوايا الحسنة في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
بقلم/ سري القدوة