التفكير خارج الصندوق

بقلم: إياد الدريملى

لازالت قضايا الشباب تحتل موقعاً مركزياً وهاماً في قائمة أولويات الدول حيث يعكس ذلك مكانة وخصوصية قضايا الشباب كونهم احد أهم ركائز نسيج المجتمع الفلسطيني، ولهم أدوارهم و تطلعاتهم واهتماماتهم وهمومهم واحتياجاتهم وحقوقهم، ويعبّر هذا الاهتمام عن مدى تشابك قضاياهم مع مجمل التحديات السياسية التي يواجهها المشروع الوطني الفلسطيني في ظل استمرار الانقسام السياسي والجغرافي وتأثيره على تحقيق نظام سياسي وإجتماعي وإقتصادي و ثقافي مستقر وسليم وفاعل أكثر كفاءة وفعالية, قائم على النهج المبنى على حقوق الإنسان وتعزيز الحريات و ضمان تحقيق المساواة والعدالة، والمشاركة والحوار وتوفير حياة أفضل وبيئة ومناخ آمن يفضي إلى وصول الشباب إلى مواقع صنع القرار والسماح لهم بالانخراط في الحياة العامة والمشاركة الفاعلة والناجزة علي كافة الأصعدة.

فالمتابع لدور الشباب في السنوات الأخيرة يجد أن جهودهم تركزت حول النضال ضد الانقسام كحراك 15 آذار ووثيقة الشباب للمصالحة الفلسطينية وعدّاد المصالحة واخيرا حراك بدنا نعيش ناهيك عن الإعتصامات ومسيرات العودة الفلسطينية وان كان من نصائح يمكن الارتكاز عليها في القادم فتتمثل في:

على قوى الشباب الشروع فوراً في فتح حوار حقيقى وصريح مع مكوناتهم المختلفة لتوحيد جهودهم وخطابهم وتنوع في دواتهم وتحديد مرجعياتهم وتوفير الحد الادنى لتبنى رؤية استراتيجية وطنية شبابية ولتكن هذه المرة الأولى التى تأسس لبروز قوى ضغط حقيقية تفضى لائتلاف قوة شبابية مدعومة من قطاعات واسعة جماهيرياً للعب دوراً أكبر في المشهد السياسى ويحدد متطلبات المرحلة القادمة لأنجاز انهاء الانقسام و عقد الانتخابات العامة من خلال تشكيل حراك شبابي سلمى منظم ضاغط يضم جميع أطياف المجتمع الفلسطيني، للنزول للشارع والبدء بخطة فعاليات مستمرة لتحقيق وتطبيق رؤية الشباب في التركيز علي تحقيق عقد الانتخابات في كافة مناحى الحياة الفسلطينية التى ستكفل تجديد الشرعيات والسماح للجميع للمشاركة في عمليات صنع التغير ودفع عجلة الحياة وضخ دماء جديدة .

الاعلان عن تشكيل شبكة للشباب في محافظات الوطن لخدمة برنامج الشباب يكون على راس اولوياتهم تعزيز السلم الاهلى وتقوية الجبهة الداخلية والانفتاح على قوى المجتمع لدعم برامج انهاء الانقسام

ضرورة الضغط لاعادة بناء اطر وروافد منظمة التحرير واللجان الشعبية بما فيها الاتحاد العام لطلبة فلسطين بتفعيل الانتخابات في مجالس الطلبة والاتحادات وفتح جمعيات الخريجين والمؤسسات المغلقة في كل من الضفة وغزة كمدخل فعلى لاشراك الشباب في انهاء الانقسام

الاستمرار في اطلاق مزيد من الحملات الاعلامية والاعلام الجديد لمواجهة الانقسام واثاره وتشكيل ادوات ضغط جديدة والتصدى للاعلام الحزبى المعزز للانقسام

العمل على تخفيض سن الترشح للمجلس الوطني كما تم الاتفاق عليه في اجتماع العاصمة الاردنية عمان بهدف افساح المجال لدمج الشباب في النظام السياسي الفلسطيني من خلال تعديل المواد والقوانين التي تحد من وصولهم لمناصب قيادية داخل النظام السياسي الفلسطيني والذي من شأنه ان ينعكس علي تقديم افكار شبابية جديدة

إن الخروج من حالة الشلل والانقسام السياسى والجغرافى يتطلب من الشباب التفكير خارج الصندوق ليصنعوا المستقبل بايديهم عبر خلق مساحات وبيئة وطنية وسياسية جديدة امنة لحراكهم المطلبى ويكونوا هم عنوان للتغير وركيزته الأساسية، وصولاً لفرض رؤيتهم واثبات مسؤلياتهم كما في كل مرة من مراحل النضال الفلسطينى كفاعلين حقيقيين على كل الأصعدة، ليتمكنوا من التصدي لكل مظاهر الإحباط واليأس والالتفاف والقمع.

أعتقد أن الطريق ربما قد يكون صعب لكنه ليس مستحيل، فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة.

وأختم قولي بمقولة لكوفي عنان السكرتير السابق للأمم المتحدة : “لا أحد يولد مواطن صالح، ولا أمة ولدت ديمقراطية ولكنهما يأتيان من خلال عملية مستمرة تتطور عبر الحياة، فالشباب يجب دمجهم في المشاركة الأساسية من لحظة الميلاد على اعتبار أن المجتمع الذي يفصل نفسه عن شبابه يهدد استمرار حياته، وهو مجتمع سينزف حتى الموت”

بقلم/ اياد الدريملي

[email protected]