التجربة اليابانية في التعليم ورسالة أ. رنا زيادة

بقلم: مازن صافي

سعدت بالمشاركة في اللقاء الحواري والتفاعلي الذي نفذه منتدى معلمي خانيونس، وقد تم استضافة المعلمة رنا أحمد زيادة، وذلك لعرض تجربتها كونها من أفضل 50 معلم على مستوى العالم والتجربة اليابانية، واستمعت من المعلمة زيادة عن تجربتها في توظيف الرحلات المعرفية لطالبات الصف الحادي عشر علوم والثاني عشر وبالتعاون مع مدارس االضفة الغربية، ونشر المبادرات عبر النهج التشاركي العالمي، والمشاركة معهم في أيام دراسية، وقد أكدت زيادة في عرضها على تركيز اليابانيين على 3 محاور تمثل مرتكزات الهوية اليابانية ومنها الاهتمام بالصحة الجسدية والنفسية والسلوكية، وتعلم اللغة اليابانية كمادة أساسية ومادة الأخلاق التي تبقى مع الطلبة طوال فترات دراستهم الابتدائية والإعدادية والثانوية، وفق  نظام  مدرسي  مؤثر وفعال ومدعم بمجموعة من البرامج التربوية الإضافية والموازية والمناسبة لحاجات الأطفال، وقد أدى ذلك الى ريادة التربية اليابانية وإمدادا جميع الأطفال في اليابان بنوعية عالية ومتوازنة من التعليم الأساسي في مجال القراءة والكتابة والحساب والعلوم والموسيقى والفنون والأخلاق، وذلك خلال تسع سنوات من التعليم الإلزامي، وأثر ذلك على حياتهم العامة.

ولقد استفادت اليابان من العنصر البشري للنهوض بالمجتمع الياباني بعد الحرب العالمية الثانية، حيث دمرت مدنها، وخرجت منها مشلولة تماما، و لإعادة الاعمار البشري والحياتي، كان لابد من الالتزام المجتمعي الكبير نحو التربية والتعليم النابع من تاريخ وحضارة الشعب الياباني.بالتوازي مع التطور الاقتصادي ، وقد تجاوزت مآسي ونكبات الحرب و اعادت بناء العنصر البشري الياباني، وفق تطبيق النظام التربوي الذي اعتمد على بناء الشخصية اليابانية، مما وفر لها عوامل الازدهار التربوي والتعليمي وانعكس ذلك على السلوك البشري الحياتي.

في اللقاء مع أ.رنا زيادة كان هناك حضور لافت من كافة الفئات، حيث الطلبة والمعلمين ونخبة من المجتمع المحلي أصحاب الخبرات والتجارب المختلفة، ولاحظت أن السؤال المكرر في نهاية ما عرضته المعلمة زيادة، تركز حول كيفية توظيف البيئة المدرسية مع البيت مع الشارع مع العادات والتقاليد في المجتمع الياباني وهل يمكن تطبيق ذلك في مدارسنا الفلسطينية، خاصة اننا نعيش في واقع غير مستقر ولازلنا تحت الاحتلال، وفي الوقت الذي يحظى فيه التعليم الفلسطيني بمستوى مرتفع بين دول العالم، بل يعتبر المعلم الفلسطيني خير سفير في العالم وقد نال الشهادات العليا وبل شارك وبجدارة في بناء أنظمة تربوية وعلمية في الدول العربية.

وبرأي أنه لا يمكن نقل التجربة كما هي نظرا لاختلاف طبيعة البيئة والمجتمعات، ولكن يمكن الاستفادة منها والبناء عليها، ولأجل الوصول الى درجات متقدمة من النجاح، نحتاج الى العمل الجاد والاجتهاد والمثابرة والاعتقاد الراسخ بأنهما يؤديان إلى النجاح في الحياة عامة والتعليم خاصة، وألا يخلو ذلك من الدافعية والاعتقاد الراسخ بأننا نملك أهم عوامل النجاح وهو العنصر البشري الفلسطيني .

بقلم/ د.مازن صافي