في ظل هذا التشابك وحرب المستدركات وآليات الصراع المتنوعة واشتداد الهجمة والمؤامرات الشرسة ضد الشعب الفلسطيني تعمل حركة حماس وبعض الادوات والهياكل الهزيلة التى تسيطر على قطاع غزة بعزل انفسهم عن الكل الوطني وترفض العودة لحضن الشرعية الفلسطينية وتقف خارج الصف الوطني بالإعلان عن تشكيل هيئة عليا لمواجهة ما تسمى صفقة القرن لتكون حماس وقيادتها بمعزل عن ارادة الشعب الفلسطيني وتقف خارج نطاق الصف الوطني حيث تحاول الالتفاف من جديد على الشرعية الفلسطينية التي تمثلها منظمة التحرير الفلسطينية .
ان من يعتقد أنه ممكن شراء الشعب الفلسطيني والتجارة الرخيصة به فهو واهم ومن يطلقون الشعارات الكاذبة تجاه المصالحة فإن طريق المصالحة يبدأ بوقف كل أشكال الانقلاب والعودة للشعب ووقف كل أشكال الاعتقالات التعسفية السياسية وملاحقة المعارضين ووقف تشويه صورتهم أمام الرأي العام العربي والدولي وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وقبل كل ذلك يجب الاعتذار للشعب الفلسطيني عن كل الجرائم التي ارتكبت بحقهم في قطاع غزة .
إن رفض كل أشكال الانقلاب هو الطريق الوحيد والصحيح لتعميق وتحقيق الوحدة الوطنية وتجسيدها عمليا على أرض الواقع مع الإدراك اولا وقبل كل شيء طبيعة ما يجب اتخاذه من خطوات سياسية تجاه مخططات التصفية الأمريكية وفي مقدمتها مؤامرة صفقة القرن والإعلان رسميا وخطيا لرفض كل المؤامرات التي تحاك ضد الشعب الفلسطيني والالتزام بما يصدر عن قيادة منظمة التحرير الفلسطينية من مواقف واعتبار المنظمة هيا الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
لعل ذلك وما تقدم يكون بمحصلته النهائية خطوات بسيطة نحو تعميق الوحدة الوطنية الفلسطينية كخيار وحيد لشعبنا في هذه المرحلة التي كانت الأصعب من تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي .
ان محاولات القفز عن منظمة التحرير الفلسطينية والعمل على تشكيل هيئة عليا لمواجهة صفقة القرن في قطاع غزة والضفة والشتات والتى تعمل حركة حماس المسيطرة على قطاع غزة منذ الانقلاب على الشرعية الدستورية الفلسطينية على تشكيلها تأتي لتعزيز نفوذها كحركة فى قطاع غزة وتعزز من سيطرتها وتفردها فى حكم قطاع غزة بما يتعارض مع القوانين المتعارف عليها في إطار العمل الوطني الديمقراطي الفلسطيني وأدبيات وقرارات المجلس الوطني والمركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية .
أن الهدف الاساسي من وراء ذلك هو خلق البدائل البائسة التي تستهدف وحدة شعبنا الفلسطيني وتشكك في ممثله الشرعي والوحيد منظمة التحرير الفلسطينية التي تقود نضال شعبنا العظيم الرافض لصفقة القرن ومشاريع التصفية الأمريكية.
إن منظمة التحرير الفلسطينية ومعها كل القوى السياسية الفلسطينية تخوض نضالا سياسيا ودبلوماسيا وجماهيريا على كافة الاصعدة المحلية والعربية والدولية لإفشال المشروع الامريكي الذي يستهدف القضاء على إقامة الدولة الفلسطينية .
ان من يطلقون الشعارات الرنانة ويلهثون وراء تهدئة فى قطاع غزة على حساب التضحيات الفلسطينية والهوية الوطنية للشعب الفلسطيني وان كل من يدعى مواجهة صفقة القرن الامريكية عليه ان يخطو الخطوة المطلوبة لاستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية اولا والعمل على انهاء كل اشكال الانقلاب الذي يشكل بالدرجة الاولي الحاضنة الاساسية والبديل لتمرير مؤامرة صفقة القرن الامريكي والعمل على إنهاء كل الهياكل التي تم إقامتها فى قطاع غزة لتكون بديلة عن مؤسسات الدولة الفلسطينية ووقف إصدار القرارات التي تعمق الانقسام وإلغاء كل ما صدر عن حكومة الانقلاب التى تحكم قطاع غزة ويتعارض مع الدولة وحلم وأماني وتطلعات شعب فلسطين والابتعاد عن فكرة إقامة الإمارة في قطاع غزة بديلا عن الدولة الفلسطينية .
ان منظمة التحرير الفلسطينية هي الشرعية الوحيدة التي تمتلك التحدث باسم الشعب الفلسطيني والتي تملك القدرة علي حل جميع الملفات الاستراتيجية المتعلقة بقطاع غزة والتي يجب ان تتمكن من العودة للعمل في قطاع غزة وتمكينها من العمل بكل حرية لإعادة بناء وهيكلة المؤسسات الفلسطينية من اجل ان تكون غزة جزءا من فلسطين وان يكون لفلسطين حكومة واحدة وقانونا واحدا وشرطة واحدة .
ان كل مشاريع الوهم وبعد كل ما جرى من مؤامرات واستخفاف بعقول البشر هل يمكن لنا ان ندرك الحقيقة ونعي جيدا من يحاصر غزة ومن يختطفها رهينة لبرامج فاشلة ومشاريع وهمية ومن هم الذين يبيعون الوهم للشعب من اجل استمرار حكمهم وضياع وتدمير قضيتنا وافتقاد شعبنا للبوصلة الوطنية .
ان شعبنا الفلسطيني متمسك بالوحدة الوطنية كخيار استراتيجي ثابت في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي ومحاربة عنجهية الاحتلال وتعرية جيشه والكشف عن جرائم اسرائيل وحكومتها امام العالم اجمع لذلك كان موقف القيادة الفلسطينية التوجه الي جامعة الدول العربية ووضع الملف الفلسطيني امام المسؤولية العربية لإعادة تفعيل المصالحة وضمان تنفيذها ورعايتها عربيا ووضع النقاط على الحروف في ظل تواصل مؤامرات حكومة الاحتلال واستمرار الادارة الامريكية فى حربها ضد الشعب الفلسطيني وحصارهم للقيادة الفلسطينية حيث لا بد من ان يكون الرد الفلسطيني على هذه المؤامرات واضحا وهو التمسك بشرعية القيادة الفلسطينية ووحدوية التمثيل الفلسطيني ومزيدا من الالتفاف حول منظمة التحرير الفلسطينية والتمسك في بناء اكبر جبهة مقاومة وطنية ثابتة تعتمد اساسا علي المشروع الوطني الفلسطيني وإقامة الدولة الفلسطينية ورفضا لكل اشكال الهدنة المجانية مع الاحتلال والتصدي وإفشال مؤامرة ( ادارة قطاع غزة ) المزعومة .
اننا ندعو جميع الفصائل الفلسطينية ومؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني الي الوحدة والحرص واليقظة ودعم الخيار الوطني الفلسطيني في اطار المؤسسات الشرعية الفلسطينية مؤسسات الشعب الفلسطيني التي باتت تتعرض الى اكبر مؤامرة من اجل سرقتها وتشويه صورتها وان نعمل جميعا من اجل حماية منظمة التحرير الفلسطينية صوت الشعب الفلسطيني وصوت من لا صوت لهم من اجل حماية شعبنا وحماية المشروع الوطني الفلسطيني ومن اجل وحدة فلسطين وضمان قيام الدولة الفلسطينية.
ان وحدة الموقف الوطني وتمسك جماهير شعبنا الفلسطيني بالقضية الوطنية العادلة وبالمشروع الوطني القائم على إنهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس يعد من اولى الاهتمامات الفلسطينية في ظل هذا العدوان والمؤامرات التي تحاك ضد شعبنا وقيادتنا يكون لزاما على الكل الوطني التمسك اليوم بخيار الدولة الفلسطينية ومحاربة مشاريع التصفية التي يقودها بعض القيادات المتآمرة على الشعب الفلسطيني والتي هي هدفنا الاستراتيجي والوحدة الوطنية طريق بناء الدولة وأن نعمل على تدعيم هذه الحقوق من خلال الدعم العربي والدولي لقضيتنا الفلسطينية ونضالنا الوطني وهدفنا المقدس.
بقلم/ سري القدوة
سفير النوايا الحسنة في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية