عدواني، غير محترم ، عنيف، صانع مشاكل، يعاني نقصاً في التربية والتعليم والأهم لا مبالي بالمعايير الثقافية والقانونية للدول الأخرى! جملة صفات تترجم ما يعرف بظاهرة "الاسرائيلي القبيح" أو "السائح الغير مفضل" المنتشرة في عالم السياحة والسفر والفنادق، حيث لا توجد جنسية معروفة بنوع السلوك الذي لا يطاق إلا الجنسية الاسرائيلية. وهذا كلام لا أدعي أنه من تأليفي حتى لا أتهم بمعاداة السامية بل مصدره التقارير الاسرائيلية نفسها، ومدونات المجتمعات اليهودية في الخارج التي تقاتل للدفاع عن صورة اسرائيل، والنقاشات المستمرة لمجموعات العمل الصغيرة والكبيرة ذات العلاقة التي تعقد باستمرار في محاولات متكررة ومستميتة للقضاء على هذه الظاهرة، وللحد من السلوكيات المقززة التي ينتهجها السياح الاسرائيليون في الفنادق والطائرات والحدائق العامة وأماكن العبادة أثناء رحلاتهم في الخارج. حتى أن أحد الخبراء أوصى بمنع الشبان اليهود من السفر لمدة 6 أشهر بعد التجنيد!
ماحدث قبل عدة ايام أعاد ظاهرة "الاسرائيلي القبيح" الى الواجهة مرة أخرى وأشعل مواقع التواصل الاجتماعي اليهودية نقاشاً وضجيجاً، فقد تم القبض على سائحة اسرائيلية "معلمة"اسمها أولجا كانت في رحلة الى ايطاليا مع مجموعة من الاطفال، وتم احتجازها من قبل الشرطة الايطالية لانها حفرت / بحجر/أحرف اسميها على أحد أعمدة "الكولوسيوم"التاريخية الذي يعود تاريخ بنائه إلى العام 70ميلادية . والمعروف أن "الكولسيوم"أو المدرج الروماني هو رمز للحضارة الرومانية وأحد أعظم الابنية المعمارية العبقرية في العالم. ورغم أن أولجا قالت أن مافعلته هو أمر "بريء وغير مؤذ"، إلا أن السلطات الايطالية اعتبرت هذا التصرف اللا مسئول تعديًّا على الثقافة والحضارة الايطالية وطالبت بترحيل أولجا.
وبعد البحث والتدقيق، وجدت أن هذه ظاهرة"الاسرائيلي القبيح" ليست بجديدة ولم تأت نتيجة جهود فلسطينية لتشويه الصورة الاسرائيلية ولا توجد لها علاقة بتاتا بمسألة الصراع العربي الاسرائيلي، بل من معاناة عمال الفنادق وضباط الأمن وشركات السياحة العالمية من سلوكيات السائح الإسرائيلي التي تزكم رائحتها أنوف البلدان السياحية، والتي تصل إلى شتم موظفي الفنادق والقاء القاذورات من شرفات الغرف والتعدي على حرمات الاماكن المقدسة بالكتابة بالعبرية وتشويه معالمها.
قامت بعض المنتجعات في تايلند وعدد من الجزر اليونانية بوضع لافتات صغيرة كتب عليها: " الاسرائيليون غير مرحب بهم لأنهم صانعو مشاكل "! كما يرفض عدد لا بأس به من الفنادق اعطاء اذن المغادرة للسياح الاسرائيليين الا بعد التأكد من سلامة الغرف وعدم تخريبها أو سرقتها. والحقيقة أن هذا أمر مبرر فقصص السياح الاسرائيليين مروعة ومقززة فعلى سبيل المثال لا الحصر:تم القبض على سائح اسرائيلي في ديسمبر 2011 اتهم بافتعال حريق ضخم في حديقة "توريس بيل ديل" الوطنية الأكثر شهرة في تشيلي تسبب باحتراق مئات الدونمات في الحديقة واجلاء 400 سائح عنها. وبعد سنة واحدة في نوفمبر من العام 2012 تم طرد سائحان اسرائيليان من الحديقة لتخييمهما في منطقة ممنوعة تعد محمية طبيعية وذلك بعد مشادات طويلة مع ضباط الأمن، وبعد شهر فقط طرد خمسة سياح اسرائيليين أيضاً من الحديقة ذاتها لاشعالهم النار، وفي نفس الشهر طرد أربعة اسرائيليين لخلاف مع الحارس في منطقة التخييم !!
بالنسبة لي كفلسطينية فهذه التصرفات متوقعة ، لأن استباحة الآخر هو جزء متجذر في التكوين اليهودي والعقلية التلمودية ويمارس يوميا على أرض الواقع! أما بالنسبة للحالمين بعقد الصداقات المجانية مع الدولة الاسرائيلية فيتوجب عليهم مزيداً من الاطلاع والتريث!!
ولكم أن تتخيلوا لو أن عربياً قد قبض عليه وهو يفعل فعلة أولجا ؟؟؟
بقلم/ د. أماني القرم