الجيل الشبابي الجديد في مجتمعاتنا العربية هو جيل يفتقد للفكر ، للثقافة ، للوعي النقدي ، للجدل العميق ، والرؤية المستقبلية ، ولما كان في الأمة من ايجابيات ومفاهيم سلوكية وقيمية ومقاييس اجتماعية واخلاقية وتربوية .
هو جيل بلا هوية ، غير قارئ ، اهتماماته تنحصر في الثراء المادي بأي شكل من الأشكال ، في الشرب والمأكل ، في اطلاق اللحية وزرع الشعر ، في النرجيلة ، في السفر وشمات الهوا ، وأخر صرعات عالم الأزياء والسيارات والهواتف النقالة ، وما يطلبه البيت العصري الحديث من أثاث ومستلزمات وكماليات .
المشكلة اليوم في الواقع والبدائل المطروحة له .غياب المثقف العضوي النقدي المشتبك الفاعل في حياتنا الاجتماعية والفكرية والثقافية له آثار سلبية على مجمل التفكير العام ، وجعل مجتمعنا بلا أجندة ورؤى مستقبلية . وحتى مفهوم الدين بات مغايرًا ، وأصبح بالنسبة للكثيرين من أبناء الجيل الحالي الانغماس في العبادة والمظاهر الشكلية دون سيرورة وحركة ايجابية نهضوية في المجتمع .
المطلوب الآن اعادة النظر في المفاهيم السائدة ، وفي الأساليب التربوية المتوارثة ، واعادة بناء هيكلية مجتمعنا من جديد ، والقضاء على السلبية لدى شبابنا الصاعد ، وخلق أجيال جديدة واعية ايجابية تؤمن بالتضحية والعمل التطوعي والقيم الأصيلة ، ومساهمة في نهضة وتطور المجتمع .
فبناء مجتمع عربي أفضل يتطلب بناء جيل جديد أفضل وأكثر وعيًا من الجيل السابق ، على أساس قوي وثابت من الفكر السليم والمنهج القويم والعقيدة الصافية التي لا يخالطها أي شائبة . وإذا لم نتحرك ونبادر إلى التغيير النوعي الجذري في مجمل أحوالنا وأوضاعنا ومفاهيمنا وسلوكياتنا العامة ، سيبقى مجتمعنا غارقًا وموغلًا في حالة اللامبالاة والتمزق والتفكك والصراع الطائفي والعشائري والعائلي ، وسيكون مصيره الانهيار المحتم .
بقلم/ شاكر فريد حسن