كشف جارد كوشنر مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وصهره، النقاب عن أن خطته المنتظرة للسلام في الشرق الأوسط، المعروفة إعلاميًا بـ "صفقة القرن"، ستكرّس مدينة القدس عاصمة لإسرائيل ولن تأتي على ذكر حلّ الدولتين.
وقال كوشنر، خلال مؤتمر نظّمه معهد واشنطن للأبحاث، "إن هذا مصطلح (حل الدولتين) يعني شيئا واحدا بالنسبة للإسرائيليين، ويعني شيئا آخر للفلسطينيين، ولذلك تقرر عدم قوله".
وأضاف "لهذا السبب قلنا إنّ كلّ ما علينا فعله هو أن لا نأتي على ذكر ذلك. فلنقل فقط إنّنا سنعمل على تفاصيل ما يعنيه ذلك"، دون مزيد من التوضيح.
وبحسب كوشنر فإنّ خطة السلام التي أعدّها هو وفريقه المكون من مبعوث الرئيس الأمريكي للمفاوضات الدولية جيسون غرينبلات ، وسفير ترمب في إسرائيل، ديفيد فريدمان، "تعالج الكثير من الموضوعات بطريقة قد تكون أكثر تفصيلا من أي وقت مضى".
وأضاف "آمل أن يُظهر هذا للناس أن الأمر ممكن، وإذا كانت هناك خلافات، آمل أن يركّزوا على المحتوى التفصيلي بدلا من المفاهيم العامة"، معتبرا أنّ هذه المفاهيم المعروفة منذ سنوات فشلت حتى الآن في حلّ هذا الصراع
وأكد كوشنر أن القدس كعاصمة إسرائيل، هي جزء أساسي من أي اتفاقية نهائية، مؤكدا في الوقت ذاته أن الخطة تتناول مسائل الحدود والسيادة، دون ذكر القدس المحتلة كعاصمة محتملة للفلسطينيين.
وردا على سؤال بشأن إمكانية قيام إسرائيل بضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة إليها، قال كوشنر إنه يأمل ألا تقوم إسرائيل بخطوات من جانب واحد قبل عرض صفقة القرن الأمريكية، في الوقت الذي تجاهل قضية اللاجئين الفلسطينيين أو قطع المساعدات الأمريكية عن الفلسطينيين بشكل شبه كامل خلال الأشهر الـ 15 الماضية، فيما اعتبر ممارسة للضغط على الفلسطينيين للقبول بـ "صفقة القرن".
وقال أيضا إنه يأمل أن يقوم الطرفان الإسرائيلي والفلسطيني بفحص الخطة قبل اتخاذ خطوات من جانب واحد.
وأضاف أنه يجب على الطرفين أن يقدما تنازلات للتوصل إلى سلام، مؤكدا في الوقت نفسه أن "الإدارة الأمريكية لن تطلب من إسرائيل فعل أمور تعرض أمنها للخطر".
واتهم كوشنر أطرافا بالكذب والمتاجرة بالقضية الفلسطينية قائلا "كثيرون كذبوا على الفلسطينيين، ودول عربية ادعت أنها تقاتل من أجل الفلسطينيين، وفي الوقت ذاته لم تقبل بهم كلاجئين ولم تهتم بأمرهم، وهناك أيضا (حركة) حماس في غزة وهي دمرت المكان، وأصبح والناس رهائن هناك لمجموعة إرهابية، السؤال الآن: هل القيادة الفلسطينية تهتم بهم وحياتهم أم لا؟ هل القيادة لديها الشجاعة لكي تنخرط في المناقشات وتحسين حياة الفلسطينيين؟ أم أن هدفها هو البقاء في السلطة واستمرار الوضع كما هو عليه؟" معتقدا آن السلطة الفلسطينية ترغب بالإبقاء على الوضع على ما هو عليه، مؤكدا أنه اجتمع مع رجال أعمال فلسطينيين وتحدث معهم حول الخطة وأنهم اظهروا رضى بالخطة وضجرا بالواقع.
وحول قرار تبعية الجولان إلى إسرائيل قال، إن "إسرائيل سيطرت على هضبة الجولان لأكثر من خمسين سنة وهناك فوضى الآن في سورية، لا شك في أن الجولان يجب أن تكون جزءا من إسرائيل.
وأشار كوشنر إلى أن ترمب قد اطلع على أجزاء واسعة من الخطة، وأنه ملتزم بشكل شخصي بنشرها.
كما تجنب الرد على سؤال بشأن كيفية تمويل المشاريع الاقتصادية المشتملة في الخطة، علما أن الإدارة الأمريكية اصطدمت بصعوبات جدية في تجنيد التزامات مالية من العالم العربي تجاه الخطة، وهناك احتمال ضئيل جدا بأن يوافق الكونغرس، الذي يسيطر عليه الديمقراطيون، على تخصيص مبالغ كبيرة للخطة في حال رفضها الفلسطينيون والعالم العربي.
و"صفقة القرن" هي خطة تعمل عليها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، لمعالجة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، عبر إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات، بما فيها وضع مدينة القدس، تمهيدًا لقيام تحالف إقليمي تشارك فيه دول عربية و"إسرائيل"، لمواجهة الرافضين لسياسات واشنطن وتل أبيب.
ومن المُقرَّر أن تكشف الإدارة الأمريكية عن تفاصيل "صفقة القرن"، بداية حزيران/ يونيو المُقبل، وفقًا لما صرح به كوشنر مؤخرا، موكدًا أن "الخطة تتطلب تقديم تنازلات من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي".
ولفتت تقارير سابقة إلى أن "الخطة الأميركية تتضمن مبدأ تبادل الأراضي وضم لمستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، وسيطرة أمنية "إسرائيلية" على الضفة ومناطق الأغوار الشرقية، ودولة منقوصة السيادة في أبو ديس وأجزاء من القدس الشرقية".