ليس لدى غزة ما تخسره سوى الحصار والعقوبات، ولغزة الكثير من الفوائد والمنافع من خلال التصعيد، فغزة التي ملت الانتظار، وضاقت ذرعاً بالوعود؛ قررت أن تشق طريقها بسيف العدل، وأن ترفع صوتها بالحق في كل اتجاه، وهي تقول للقاصي والداني: من اراد دفن غزة بالجوع والحصار ستدفنه غزة بالقلق وعدم الاستقرار، ومن أراد أن يحفر قبراً لغزة، ستحفر له غزة قبرين من انعدام الأمن والانهيار.
غزة تخوض حربها لا بهدف الدفاع عن نفسها، غزة قنفذٌ بريٌّ، ولا مطمع للأفاعي بالالتفاف حولها، فغزة التي تحمي نفسها بنفسها، تدافع عن الأمة العربية كلها، وتتصدى للمؤامرة على القضية الفلسطينية بشكل عملي، وهي تضع دماءها ورجالها ونساءها وأطفالها ومستقبلها ورغيفها وشربة ماءها في مواجهة صفقة القرن.
معركة غزة تجيء لتدافع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ومعركة غزة جاءت لتحول دون ضم الضفة الغربية، وحرب غزة تقول للجولان أنت عربية سورية، وتقول لمزارع شبعا أنت عربية لبنانية، ولن نسمح لترامب وكوشنير وديفيد فريدمان وجيسي غرينبلات، لن نسمح لهؤلاء المتآمرين برسم خارطة المنطقة العربية وفق جبروتهم وأموالهم وتحالفاتهم الصهيونية.
وغزة بحاجة إلى العرب جميعهم، ليمسكوا بمقبض سيفها، ويضربوا بحده عدوهم وعدوها، حتى تضيء نجمة الديمقراطية صحراءهم العربية، فقد تعودت غزة القتال بلا خوف، ولم تفقد البوصلة، وهي تمد يدها للسلام، سلام الأحرار الشرفاء القادرين على أن يكونوا نداً في كل وقت، والقادرين على تهديد عدوهم في كل وقت، فغزة المقاومة شعب يعانق أخوته في الضفة الغربية، ويفتخر بأمته العربية، يجوع ويتمنى لهم الشبع، يموت ويتمنى لهم الحياة، يتعذب ويتمنى له الهناء، يبكي ليمسح دموعهم، وهو يقدم لهم الفرح بالانتصار.
د. فايز أبو شمالة