جولة تكتيكية ... ورمضان كريم

بقلم: وفيق زنداح

قد يتدحرج العدوان الاسرائيلي الارهابي بنسبة قليلة نظرا لما يحكم معادلة المواجهة القائمة من حسابات خاصة تحكم التصرفات الي درجة عالية .

نتنياهو الذي لا زال في طور تشكيل حكومته المتعثرة ... ويرغب في التكتيك الائتلافي لجعل قوى اليمين واليمين المتطرف اكثر استجابة لشروطه الائتلافيه ... وحتى يستكمل التشكيل على ارضية اقوى واكثر تماسكا ... وهذا بطبيعة الحال لن يتحقق الا اذا كان نتنياهو اكثر عدوانية وارهابا وتطرفا ... كما هو حادث بهذا العدوان التكتيكي غير المبرر بالمطلق .

لم يحدث ما يوجب العدوان الارهابي ضد القطاع في ظل تفاهمات قائمة لا يعمل نتيناهو على تنفيذها .... ويستخدم سياسة القطارة في تنفيذ ما يريد ... بحسب ما يجري من ائتلاف حكومي يجري العمل على احداثه وفق رؤية يمينة متطرفه .

صحيح ان اسرائيل لم تلتزم كعادتها لا بالاتفاقيات ... ولا بالتفاهمات .... باعتبار ذلك سياسة قائمة ومعلومة ... الا ان بعض التفاهمات كادخال المال القطري ربما يدخل في أي وقت وحتى السولار الخاص بمحطة الكهرباء والحديث انه يدخل من معبر كرم ابو سالم .

أي ان نتنياهو لم يحسم امره لحرب رابعة ... لكن كافة المؤشرات تؤكد على انها جولة تكتيكية عدوانية .... بنتائجها المدمرة والكارثية .... لكن اهدافها مؤقتة ومتزامنة مع رؤية عنصرية ارهابية تريد ان ترى الدماء والممتلكات والخوف والفزع في عيون الاطفال والنساء .

نظرة عنصرية اجرامية لممارسات ارهابية ونحن عشية شهر رمضان المبارك والذي يؤكد ان المحتل الاسرائيلي لا يأخذ باعتباراته أي حقوق انسانية او دينية او حتى سياسية تمثل بالنسبة لنا خطوطا حمراء لا يمكن تجاوزها او القفز عنها باعتبارها حقوقا اساسية نتطلع اليها لتحقيق حريتنا واستقلالنا في ظل دولتنا وشرعيتنا الوطنية .

تفاهمات اللحظة الراهنة ... والمعادلة القائمة .... والتي تكسر بحسب الحسابات والمصالح الضيقة تعيدنا الى ضرورة ان تكون التهدئة على المستوى الرسمي كما حدث بالعام 2014 وحتى لا نعطي المزيد من الفرص لعدو مجرم لا يلتزم بسياساته ومواقفه .

شهر رمضان المبارك بكل ما فيه من روحانيات وتجليات عظيمة يفرض على كل منا ان يراجع حساباته ومواقفه ... فالشهر الكريم فرصة للمراجعة الذاتية وللجميع ... حتى يكون لكل انسان الحق في مراجعة نفسه والعودة الى ربه مستغفرا ومؤمنا وفاعلا من اجل مجتمعه ووطنه ... شهر الفرصة التي تأتي الينا لكي يعود كلا منا الى ربه وان يخرج من داخلنا كل حقد وغل ... وان نجعل من الشهر الكريم شهر مغفرة ورحمة ... وهذا لا يجب ان نفوته او نتغاضى عنه باعتبارنا امام فرصة المراجعه التي ننشدها وعلى كافة المستويات .

مناسبة عظيمة .... حتى وان احاطها قصف عنيف .. ودماء تسيل ... ومنازل تهدم ... واطفال يصرخون .. وامهات يخافون على اولادهم ... وفقر طال اغلبيتنا واحتياجاتنا لا يتم تلبيتها لا في رمضان ولا في غيره في ظل صمت وتجاهل لا نعرف اسبابه الحقيقية .

ونحن امام هذه المناسبة الدينية العظيمة نأمل من الله عزوجل ان يغفر لنا ... وان يسامحنا على اخطاءنا .... وان يجعل من هذا الشهر بداية صحيحة للعودة الى وحدتنا التي اضعناها بجهلنا ... وان نعيد تماسكنا الذي افتقدناه ... وان نعود الى قلوبنا التي اصبحت مشتتة .

شهر رمضان المبارك يجب ان يكون دافعا للتحلي بأعلى درجات المسؤولية الوطنية والتاريخية باعتباره شهرا يعيد الانسان الى دينه وربه وتعاليمه .... وحتى لا نبقى على حالة العبث والسير الى المجهول في ظل الخطر القادم .

مواجهة الاخطار المحدقة بنا ومن بينها العدوان سواء كان تكتيكيا في ظل استراتيجية قائمة لا يمكن ان يوفر عوامل المواجهة الا في ظل انهاء الانقسام والذي يطغى علينا بكل فصوله واحداثه ونتائجه المدمرة ... ولا زلنا نعاند انفسنا .. ونكابر الى حد الغرور ولا نريد ان نرى الحقيقة في ظل ازمة لا بد من مواجهتها لها علاقة بفكرنا السياسي ورؤيتنا ... وحتى بدرجة احساسنا بالمسؤولية .

شهر كريم في ظل جولة تكتيكية قد تنتهي الى حين ... لكنه شهر سيبقى على الدوام لإحداث المراجعة وتصويب المسار ... واحداث ما نأمل ان نكون عليه من وحدة وتماسك وانهاء كامل لهذا الانقسام الاسود وجذوره .

فرصة سانحة للمراجعة والتقييم ... والاعتراف بالأخطاء حتى لا نستمر عليها ... وحتى لا نصل الى مرحلة عدم المقدرة على العودة .

وكل عام وانتم بخير

بقلم/ وفيق زنداح