التصعيد القائم الآن بين حركة المقاومة وإسرائيل في قطاع غزة يأتي قُبيل إعلان صفقة القرن المرفوضة من قبل الشعوب العربية وخصوصاً الشعب الفلسطيني، جاء هذا التصعيد لإضعاف حركة المقاومة، لتمرير هذه الصفقة وتوقيتها يدل على ذلك.
قواعد الاشتباك الجديدة التي أعلنت عنها حركة المقاومة منذ أشهر وحرب الأدمغة الذي جاءت على لسان إسماعيل هنية ستكون هي سيدة الموقف في هذه المعركة إن استمرت.
حماس تتحدى هذا الكيان الضعيف وتقول القتل بالقتل والقصف بالقصف، وتوسيع رقعة القصف من قبل المقاومة كلما تمادى هذا العدو بالغارات، هذه المعادلة ستطبق في الوقت الراهن ومن خلال هذا التصعيد سيكون الفعل من قبل المقاومة واضح وقوي كما أعلنت المقاومة.
الإعلام العبري أعلن انه أرسل تعزيزات إلى قطاع غزة وهذا واضح أن التصعيد مستمر وسيطول، وإسرائيل تهرول إلى القاهرة من اجل نزع فتيل الأزمة وعدم تدهور الأوضاع، ومن يضع شروط وقف القصف بالقصف هي الجهة المنتصرة، وكما حصل في السابق المنتصر هي المقاومة، وفي النهاية ستخضع إسرائيل لشروط المقاومة، بعد أن تكون قد تلقنت درساً قوياً من خلال هذه المرحلة الدقيقة والحرجة.
المقاومة وكما جاء على لسان متحدثيها إنها قادرة على الدفاع عن شعبها بكل الوسائل وتملك المفاجئات لتفاجئ هذا العدو بما لا يتوقعه، والإعلام الإسرائيلي بات يتحدث عن صواريخ تنطلق من غزة يزيد مداها على (40كم)، وهذا جزء من المفاجئات التي وعدت بها حماس وتغير قواعد الاشتباك.
لو تعلمت إسرائيل من أبو ليلى وكيفية مقاومته للعدو الصهيوني بسكين منزل، وقتل وجرح الكثير منهم، لما زادت في عدوانها على غزة، لكن إسرائيل لم تتعلم من الدروس السابقة.
هذا التصعيد الخطير سيواجه بقوة إرادة وصلابة لا يمكن كسرها، وفي نهاية المطاف إسرائيل ستستجدي الدول الصديقة لحركة المقاومة من اجل إيقاف الصواريخ التي تسقط عليها، وكما أعلنت إسرائيل أنها بالعشرات، وتحقق أهدافها بدقة وذو قوة تدميرية؛ هذا الخيار للصهاينة ستلجأ إليه بعد أن تفشل مفاوضات التهدئة التي تقوم بها القاهرة، لان إسرائيل هي من بدأ بالتصعيد والمقاومة ترد وتقابل التصعيد بالتصعيد، وهذا كان قرار المقاومة القوة بالقوة والتهدئة بالتهدئة.
والواضح من هذه الغارات محاولة كسر المقاومة، لكن هذه المحاولة قوبلت بقوة عنيفة وغير متوقعة من قبل المقاومة، وكلما زاد التصعيد في هذه المنطقة الملتهبة، تكون قد أُرسلت رسائل إلى البيت الأبيض بأن صفقة القرن لن تطبق على فلسطين، ولا يمكن أن يتحقق أي هدف من أهداف هذا التصعيد الغير مبرر.
بقلم/ محمد فؤاد زيد الكيلاني