إسرائيـل تراقـب انهيار السلطة و ابومازن يعيش نهايـة لعصره البائس ..

بقلم: عودة عابد

ان انهيار السلطة الفلسطينية بات واقعيا وحقيقيا؛ لأن الموانع التي حالت في الفترة الماضية عن انهيارها سقطت، وبات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو رهينة بأيدي المتطرفين؛ رغبة منه بالبقاء في صدارة المشهد السياسي الإسرائيلي، في حين أن محمود عباس يعيش نهاية بائسة لعصره السياسي الذى يشوبه الازمات والانقسام الداخلى والازمة المالية وفقدان الثقة من مناصريه..
في كل مرة كانت إسرائيل تجمد أموالا للسلطة الفلسطينية، أو تمارس مضايقات اقتصادية عليها، كان يعلن قادة السلطة بلا استثناء أنهم بصدد تسليم مفاتيح السلطة لإسرائيل، وتفكيك السلطة، وفي كل مرة كان يتوقف هذا السيناريو في اللحظة الأخيرة، ولم يكن أحد في إسرائيل يتأثر بصورة فعلية من تهديد رئيس سلطة المقاطعة، لكن هذه المرة يبدو الأمر حقيقيا".
أن "طرفا اللعبة الخطيرة السائدة اليوم هما: نتنياهو المكبل بمطالب اليمين لتشكيل حكومته الخامسة، وعباس اليائس المريض الذي يقضي أواخر عهده السياسي بدون جدوى، فيما زعماء المنطقة العربية والعالم باتوا محبطين من هذه المسألة، رغم جهودهم الحثيثة لمنع سقوط السلطة الفلسطينية".
ان "نتنياهو مارس سابقا دور المسؤول الواعي الذي يوقف تحويل الأموال للسلطة الفلسطينية من جهة، ومن جهة أخرى يحولها باليد الثانية، وينجح في الرقص على هذا الأحبال الدقيقة، لكن الوضع اليوم يبدو مختلفا كليا، فالأمر لا يتعلق بتجميد أموال السلطة الفلسطينية، وإنما باقتطاع جزء واحد من أموالها، وهي التي تمنحها لعائلات منفذي العمليات المسلحة بناء على قانون أقره الكنيست في يوليو 2018".
كما ان نتنياهو عمل في السابق لخدمة المصلحة الإستراتيجية الإسرائيلية التي رأت في بقاء السلطة الفلسطينية، واستمرارها، حاجة أمنية إسرائيلية واضحة، اليوم باتت مصلحة نتنياهو تتركز في بقائه على رأس الحكم في إسرائيل، لأن شركاءه في الائتلاف الحكومي يسرعون في سيناريو انهيار السلطة الفلسطينية، وحلول الفوضى، ويعتبرونه الواقع الافتراضي النموذجي .
لذا أقول أن الرفض ليس دوما موقفـا وطنيـا أو بطوليـا..
من موروثات الثقافة السياسية العربية وإلى وقتنا القريب، تعتبر أن موقف الرفض ،بكل أشكال حمولته الأيديولوجية من أقصى اليمين إلى أقصى اليساريتضمن حكم إيجابي يصنف صاحبه كرجل المبدأ والمدافع عن الشعب وقضاياه ،إلا أنه ثَبُت بالممارسة أن خطاب الرفض لا يعبر عن موقف وطني أو بطولي إن لم يكن مصحوبا بإستراتيجية وطنية لمواجهة ما يتم رفضه ،وهذا ينطبق على رئيس المقاطعة الذى يرفض استلام المقاصة ويريدها كاملة، دون بدائل استراتيجية وطنية لمواجهة رفضه المطلق، كما انه غيرمدركا المتغيرات السياسية للواقع الاسرائيلى اليوم ، والمتغيرات التى طرأت على الواقع العربى البائس..
ورغم المخاطرة الإستراتيجية التي تحيط بالوضع الفلسطيني الإسرائيلي، فهل ما زال هناك بصيص أمل فى تغيير المواقف؟؟.

د. عودة عابد..