ليس عيبا إكتشاف الخطأ، و ليس خطأ إكتشاف العيب، ومرحى لقراءة أكثر واقعية... ولكن الأهم أن ندرك قواعد نهوض حقيقية، والقدرة على إستخدام أفضل أدوات النهوض المتوفرة والمناسبة وحين إكتشافها.
الخطأ الذي يمكن تداركه قبل المضي بقطار التيار الاصلاحي "الفتحاوي" إنطلاقا لمحطات أخرى حيث العودة عن محطات أبعد في المسيرة ستكون أكثر تكلفة وأكثر تعقيدا.
ومع مقال د. أحمد يوسف الذي قدم قراءة ناضجة للتيار الأصلاحي الفتحاوي وحدد قضايا هامة تتعلق بماهية ومسيرة وحالة التيار الاصلاحي، وكانت أخطرها تلك الرسائل التي تتحدث عن محدودية العلاقات والفعاليات المشتركة للتيار مع الأجسام الوطنية السياسية وغيابها المتعمد من قبل التنظيمات الوطنية أيا كان التعليل الذي قدمه د. أحمد يوسف والمتعلق بخشية التنظيمات الوطنية من عقوبات الرئيس، وإقتصار هذه العلاقات الفصائلية مع التيار الاصلاحي الفتحاوي حتى الآن على علاقة مفتوحة على حماس والجهاد الاسلامي وكأنه يوحي بحالة معزولة عن التيار الوطني العام وعندما تكون الحالة هذه مع حماس والجهاد بدون مسمى وحقيقة تبلور جبهة إنقاذ وطنية واسعة تصبح أقرب للإحتواء.
ولأننا منذ البدء تكاتفنا مع قيادة التيار قبل موجات الالتحاق التي تحولت لهيكلة تنظيمة فتحاوية أرهقت بالصدود والعقوبات في صراع حتى الآن ولم تبتعد عن الفكرة الضيقة من الفئوبة التنظيمبة والتحول إلى الفكرة الأوسع لإنقاذ الوطن عبر إئتلاف أو تحالف كنا نتأمله في قادم محطات الديمقراطية وفي مشهد إئتلاف وطني واسع يتمكن من إصلاح التيار الوطني بمجمله وفي شكله القادم الجديد وبصورة أقرب للواقع أن يكون تيار إصلاحي وطني لمنظمة التحرير ككل وليس لفتح فقط، وبقراءة جديدة تتحاوز الفئوية القديمة وتتجنب اعادة تشكيل عناصر الأزمة من تنظيم معين مثل فتح أو من علاقة إئتلافية في منظمة التحرير فينمو على حساب تنظيم فتح نفسه والاقتطاع من أسهم فتح التي أصلا تقلصت، وبالتالي وكون فرصة الانقاذ غير ممكنة وتتقلص البرامج والاهداف على صراع بين طرفين داخل حزب واحد، حتى لو تم إصلاحه، فلن يستطيع إصلاح الآخرين، فالفئوية ضاربة أطنابها في تنظيماتنا الآنية التي فشلت في نقل شعبنا للأمام خطوة، وكانت سببا في إعاقة حركة شعبنا السياسية للتحرر والاستقلال.
بعيدا عن الأنوية والفئوية إنقاذ الوطن يتطلب تيار إصلاح "وطني" وليس تيار إصلاح "فتحاوي" وليكن أوسع تيار به تنوع فكري وثقافي وطني يستطيع النهوض بحالتنا الوطنية، فإفتحوا الأبواب لآفاق أوسع ولا تعودوا للفئوية التي مازالت متعمقة في كل الأحزاب والفصائل وأوقعت الحالة الفلسطينية في المحذور والمحظور..
التيار الإصلاحي الوطني، وليأت كل الناس لهذا التيار الوطني قبل فوات الأوان.
بقلم/ د. طلال الشريف