جفن العميد لا ينام والأيادي على الزناد

بقلم: أسامة فلفل

حب العميد يجري في داخلنا من الوريد إلى الوريد، مجرى الدم بالعروق، ولا يمكن أبدا أن يشيخ هذا المعلم الأول منهل ومعقل ومصنع الوطنية والرجال، فقد تفقد الأقفال لونها الذهبي، وقد تتلاشي نضارة الخدود، ولكن القلوب المحبة والعاشقة والتي نهلت من معين العميد تعريف جيدا، أنه لا صقيع الشتاء وبرده القارص يؤثر فيها، بل دفئ الصيف لا يزال يلامس خلجات القلوب المتيمة بحبه الخالد الذي لا يدفن ولا يموت أبدا.

احذروا يا أحباب العميد العتب في هذه المحطة الاستثنائية الفارقة والمصيرية، مع معرفتنا الجيدة أن العتب صابون القلوب، ولكن أرجوكم لا تكثروا من استعماله في هذا الوقت لأنه يسبب الجفاف ويشقق الروح والجسد.

فالعميد يا سادة يا كرام في القلب كانت جذوره على مدار مراحل التاريخ أعمق من أن تقتلع، الا إذا اقتلع القلب نفسه، نعم في هذا القلب المشبع بصدق الانتماء تراكمت أشياء كثيرة سيدهش منها الكثيرون، حيث سينكشف كل شيء يوم الحساب.

اعلموا أيها العاشقين والمحبين للقلعة البيضاء نادي غزة الرياضي عميد الأندية الرياضية ومنارة الرياضة الفلسطينية، أن القلب الأبيض بعواطفه المشبعة بقيم الانتماء يماثل الأرزة بأغصانها المتفرقة، فإذا ما فقدت شجرة الأرز غصنا قويا تألم ولكنها لا تموت بل تحول قواها الحيوية إلى الغصن المجاور لينمو ويتعالى ويملا بفروعه مكان الغصن المقطوع، هل وصلت رسالتي لكم ؟؟؟؟

اليوم لا يمكن أن نرى الأشياء إلا من خلال حجم التضحية والبطولة والعطاء الخالص، فكل الأمور الجوهرية الحقيقية غير مرئية، ولكن سوف يأتي وقت ليس ببعيد تعري الشمس وتكشف الأسرار وترمي بالمتخاذلين في كهوف النار.

أخيرا ...

أقول لقد عثرت على شيء سأفعله بلا استئذان من أحد وبلا تردد، سوف أمضي ومعي إخوتي وأحبتي والذين زرعوا بذور الحب والعطاء وأصبحت تملأ الوادي سنابل إلى حيث ذلك الطريق الذي سلكناه في رحلة العطاء الخالدة مع بوصلة وقبلة الرياضة الفلسطينية، سنقف ونحرم أولئك الذين باتو يعتقدون أن العميد أصبح مرتعا لسهامهم السوداء.

سنقف بالقريب في ميدان وبستان وواحة هذا المعلم ننشد نشيدنا الوطني ونشيد العميد ذلك النشيد الذي مازال يغذي روح الحب والفؤاد، ولن يكون مكان للذين تركوا المعلم غزة الرياضي في محنة الإخلاء وحيدا.

واهمون من يعتقدون أن العميد سيموت، هذا المارد الأبيض الذي خرج من بين القمقم ومن بين حطام كل النكبات والثورات والمحطات الصعبة منتصرا شامخا، وظل مركز إشعاع حضاري للوطن المفدى والرياضة الفلسطينية وللحركة الوطنية، قادر اليوم على تجاوز التحديات والمنعرجات ... وحتما فجر النور قادم لا محالة والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

بقلم/ أسامة فلفل