أبو علي حسين رشدان، اللوباني، النيربي، ثم اليرموكي، من حمولة الشناشرة في لوبية، التابعة لقضاء طبريا، والمجاورة لبلدتي الشجرة (بلدة الشهيد ناجي العلي) وبلدة (كفر سبت)، والقريبة من بلدة العمالقة (نمرين)، حيث ورد ذكر بلدة (نمرين) في موسوعة (ابن عساكر) عن تاريخ بلاد الشام وامصارها.
في أجيالنا باليرموك، تعرّفنا على بلدة (لوبية من أبنائها، وبتنا نميّز بين حمولة وحمولة فيها، بدءاً من الحمولة الأكبر (العطوات) الى (الشهايبة) الى (الشناشرة) الى (العجاينة) الى (الفقرا) الى (السملوت) ....الخ.
اللوابنة في اليرموك، تراث يرموكي بإمتياز، إصطبغوا بصفات ذات طابع وبعد إجتماعي (موروثة متوارثة) وبعضها مستحدثة (ففي كل عرس لهم قرص) على حد تعبير المثل الشعبي الفلسطيني. عدا أنهم يبدعون في لهجتهم ولكنتهم المترافقة بحرف (القاف) والألقاب والأسماء المترافقة بــ (آل التعريف)، وبمزايا لها علاقة بتراث البلدة منذ أيام فلسطين ماقبل النكبة.
ونُشير في هذا المقام، بأن غالبية سكان هذه البلدة الفلسطينية لجؤا لسوريا عام النكبة بنسبة تقارب (65%) منهم، غالبيتهم تُقيم في مخيم اليرموك، فيما لجأ الى لبنان نحو (20%) منهم غالبيتهم في مخيمي البص والبرج الشمالي في مدينة صور، ومخيم ويفل (قرب بعلبك)، وتوزع الباقي في مختلف مناطق الشتات، فيما بقيت منهم أعدادٌ قليلة جداً داخل فلسطين المحتلة عام 1948، وهم يقيمون كلاجئين في أماكن عديدة من شمال فلسطين مثل دير حنا والمكر والناصرة وكفر مندا .
وفي هذا السياق، بَرَعَ أهالي بلدة لوبية في الأعمال التجارية وأعمال التعهدات، وأمتلكوا الجرأة والإقدام في الدخول بعوالم التجارة، وراكموا خبرات كبيرة في هذا الشأن. وأستطاعوا بالتالي تحسين أوضاعهم الحياتية من كافة الجوانب خصوصاً منها الجانب الإقتصادي، وهو ما أنعكس على وضع محالهم التجارية على إمتداد شارع لوبية وسط اليرموك وعلى جنباته، وعلى تطوير الشارع ذاته حتى غدا بحلته قبل محنة اليرموك الأخيرة : سوقاً تجارياً ضخماً في مخيم اليرموك، وشعبياً في الوقت نفسه لكل طالبي البضائع الجديدة والمعقولة في أسعارها من عموم مواطني دمشق ومحيطها.
أبو علي حسين رشدان، ومن حمولة الشناشرة، والمشهور باسم أبو على الشنشيري أيام اليرموك، وابو علي أمستردام حالياً بهد هجرته القسرية الى تلك البلاد الأوربية، واحداً من هؤلاء اللوابنة، الذين بنوا حياتهم، وشقوا دروبهم بعرق الجبين، خطوة خطوة، حيث عمل في مجال التعهدات والمناقصات في مناطق دمشق واريافها، عندما انتقل من مخيم النيرب الى مخيم اليرموك منذ سنوات طويلة.
عمل ابو علي باخلاص لخدمة الناس، خاصة بعد وقوع قذيفتي هاون قرب منزله في شارع الجاعونة يوم 14 رمضان الموافق للعام الميلادي 2012 فاستشهد 25 مواطناً وعدد مضاعف من الجرحى، وقد برز دوره في محنة مخيم اليرموك، خاصة بالنسبة لدفن المتوفين من أبناء اليرموك ومواطنيه من فلسطينيين وسوريين، فأخلص في عمله وغامر بحياته مرات عديدة في أداء تلك المهمة تحت وابل الرصاص، والتي تم التنسيق بشانها عبر الدائرة مكتب السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية بدمشق.
أبو علي الشنشيري، هاجر الى ديار الغربة، مرغماً كما يقول، الى هولندا ، وهي من مجموعة الدول الواطئة (هولندا + بلجيكا + لكسمبرغ)، فأصبح اسمه الحركي المتداول (أبو علي أمستردام) في نشاطاته الوطنية مع الجاليات الفلسطينية في تلك المغتربات الأوربية.
نتمنى له ولعموم عائلته دوام الصحة والعافية، ونتمنى منه كتابة الإيجابي في تجربته باليرموك أثناء المحنة تجنباً لأي ضرر قد يمس أحد.
علي بدوان