أمريكا كانت هي المسيطرة على العالم لعشرات السنيين، وكانت هي الآمر الناهي في كل كبيرة وصغيرة في العالم، وكان من يرفض أي قرار من قراراتها يقابل بالحرب أو الحصار المدقع أو غيره. وكانت الإدارات الأمريكية المتعاقبة تسير على نفس النهج، والهدف هو حماية الكيان الإسرائيلي المحتل لدولة فلسطين وأجزاء من الدول العربية.
في هذه الفترة حاولت أمريكا الضغط على إيران من اجل إضعافها والاستفادة من خيراتها النفطية، والقيام بعمل البلطجة على إيران، والهدف الحقيقي هو إضعاف أي دولة من الممكن أن تعارض صفقة القرن المشئومة.
إيران واجهت أمريكا بقوة موازية للقوة الأمريكية إن لم تكن اكبر منها، وفرضت إيران شروطها في منطقة الخليج وتحديداً في مضيق هرمز، واستمرت في تصدير النفط برغم التهديد الأمريكي الذي لم يؤثر على إيران، بل زاد من قوة إيران بأن قامت بإرسال رسائل إلى العالم بأن منطقة الخليج وما تحويه من نفط هو في مرمى الصواريخ الإيرانية؛ أو أي قوة معادية وتحديداً الجيش الأمريكي المتواجد في منطقة الخليج أيضاً أصبح فريسة سهلة وقريبة على الصواريخ الإيرانية، هذه الرسالة فَهِمَتْها أمريكا، وبدأت بتخفيف الضغط على إيران وأعلن ترامب بأنه لا يريد حرباً معها، بل قام بإرسال رسائل إلى دولة محايدة مثل سويسرا بأن هذا رقم هاتف أرسلوه لإيران لان أمريكا تريد التفاوض مع إيران وهذا ما ترفضه الأخيرة وترفض التفاوض بهذه الطريقة، وكان طلب إيران بأن تقوم أمريكا هي من يتصل بإيران إذا كان هناك أي نوع من التفاوض مع أمريكا.
هذه الأحداث جاءت بعد الفشل الأمريكي الواضح في حماية أي دولة في منطقة الخليج، بعدما قامت اليمن بقصف مواقع نفطية مهمة في السعودية، بطائرات مسيرة وصغيرة الحجم وسعرها زهيد جداً بالنسبة لأي صاروخ ممكن أن يطلق عليها من أي مضاد ارض – جو، وحققت الضربة الغاية التي انطلقت من اجلها بكل دقة.
هناك دول عربية كثيرة بدأت تعيد اتفاقيات الحماية التي عقدتها مع أمريكا برغم وجود القوات الأمريكية في منطقة الخليج العربي وحاملات الطائرات والكثير من العتاد العسكري وقف عاجزاً عن التقاط أو رصد مثل هذه الطائرات الصغيرة الحجم.
بقلم/ محمد الكيلاني