منطقة الخليج العربي في هذه الفترة تشهد غلياناً لم يسبق أن حصل قبل ذلك في التاريخ الحديث، فهناك جيوش تتجمع في هذه المنطقة وتحديداً في مضيق هرمز، من اجل الضغط على إيران لمنعها من تصدير النفط، أو المواجهة العسكرية في حال فشلت عملية الضغط عليها، والأهداف كثيرة منها تطبيق صفقة القرن وإضعاف القوى الموالية لإيران.
أمريكا قطعت آلاف الكيلومترات من أجل التواجد بقرب إيران، وتحديداً في مضيق هرمز لكي ترعب إيران وتجلبها إلى طاولة المفاوضات، التي تريدها أمريكا سواء كان بإرسال رقم هاتف، أو بإرسال حاملات طائرات إلى الخليج العربي وفِرَق عسكرية أمريكية للضغط على إيران.
الواقع أن أمريكا تناست أو تجاهلت أنها في منطقة الخليج العربي وتحديداً في مضيق هرمز، وهذا بالمفهوم الجغرافي أن القوات والبوارج الأمريكية في مرمى صواريخ إيران، أي أن أمريكا تلعب في حارة إيران بطريقة البلطجة التي استعملتها سابقاً مع دول العالم وباعتقاد أمريكا أنها حققت نجاحات في وقتها مع هذه الدول، إيران لن تفوت هذه الفرصة وأعلنت أن جميع القواعد العسكرية في منطقة الخليج العربي وفي ومضيق هرمز تحت أعيننا وسيطرتنا وفي مرمى صواريخنا، في حال ارتكبت أمريكا أي حماقة غير محسوبة، وعلى أمريكا أن ترجع من حيث أتت أو أن تلتزم الهدوء التام في هذه المنطقة، أو تأتي إلى طاولة المفاوضات.
هذه القوة والثقة الإيرانية النابعة من إرادة الشعب والقيادة، ترعب أمريكا وتجعلها تُعيد حساباتها مع أي دولة كانت.
إيران تقوم برصد هذه السفن الحربية الأمريكية بين لحظة وأخرى وتقوم بإرسال صور جوية عالية الوضوح والدقة لمثل هذه السفن مع ما تحويه من حمولة سواء كانت عساكر أو عتاد عسكري أو طائرات أمريكية مقاتلة، هذا الوضع الجديد أربك أمريكا وأدخلها إلى منطقة قوة لا يستهان بها مثل إيران ومحور المقومة، وإن حاولت أمريكا ضرب إيران سيكون الرد الإيراني غير متوقع وغير مسبوق.
وكما جاء على لسان القادة الإيرانيين بأن إسرائيل لن تصمد لأكثر من نصف ساعة في حال تم نشوب الحرب على إيران، ناهيك عن القواعد العسكرية الأمريكية المترامية الأطراف في منطقة الخليج العربي وهي في مرمى الصواريخ الإيرانية أو الطائرات المسيرة التي تم استعمالها في السعودية من قبل الحوثيين قبل فترة.
بقلم/ محمد الكيلاني