خوفي ولهفي عليك يا العميد يا رمز التاريخ والحضارة، جرحك اليوم ينزف من دم العاشقين من أبطالك وروادك المحطمين الآمال، اليائسين من تداعيات الأحداث وتسارع وتيرتها، التي اغتيلت آمالهم وقتلت البسمة على الشفاه، وفقدت المعاني وتشابهت الكلمات، واغتيل الأمل وعشعش الحزن والحسرة والألم في كل القلوب بعد صدور قرار الاخلاء!!!!!.
هل يبقى العميد الحاضنة الشرعية للرياضة الفلسطينية مركز اشعاع حضاري لوطن ظل عقود ومازال في مرمى الاستهداف؟؟؟، هل يستطيع الغيورين الذين ضاقت بهم الدنيا ذرعا مما وصلت إليه الأمور من إنقاذ سفينة العميد التي تلاطمها أمواج البحر العاتية؟؟؟ هل ينجح الرجال الذين صنعوا المجد وكتبوا صفحات العزة والكرامة عبر مراحل التاريخ من صون كرامة العميد والمحافظة على إرثه التاريخي والنضالي الذي أخشى أن يتلاشى على إيقاع حالة الجمود وعدم الاكتراث.
لا أستطيع الإجابة لأنني أستغرب وأستهجن الموقف الساكن الصامت الجامد المتحجر الذي يشيع في النفس اليأس والإحباط، فلم أكن أتصور في يوم من الأيام أن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه من فقدان وغياب روح العطاء والمبادرة وعدم الاكتراث، لا يمكن أن يصدق أحد ما يجري على أرض الواقع بأن الإرث التاريخي للحركة الوطنية والمعقل الوطني والرياضي الذي شكل رافعة الصمود والتحدي والبطولة عبر كل الحقب الزمنية الغابرة ومصنع الوطنية والرجال أن يصبح مجرد أثر بعد عين.
أيها العميد الجريح رموزك التاريخية القائد الوطني الكبير والمؤسس وعمدة المدينة الصامدة المثابرة ما عاد له بريق، والأيقونة التاريخية المرحوم صبحي فرح الذي كان يصب الزيت على الاحتلال الغاشم ويضع اللوائح والقوانين نفذ زيته واغتصب اللصوص كل تاريخه!!! وأما القائد الوطني الكبير زكي خيال مؤسس سرايا كتائب الفدائيين وعبد الكريم الشوا صمام أمان المقاومة الفلسطينية وقلبها النابض بالعطاء كانوا يراهنون على أبناءك بحفظ الموروث وصيانته.
هل يعقل يا سادة يا كرام العنوان التاريخي والمعلم والوجه الحضاري الذي ينبعث منه عبق الحضارة والتراث والانجاز الوطني والرياضي ان يبقي في مرمى النيران التي تستهدف اختفاء معالمه من قلب المدينة الصامدة عاصمة المقاومة والبطولة.
يا للعميد الغالي على ما يقاسي، هل يمكن للعميد أن يندثر ويتلاشى ويختفي من قلبك يا غزة هاشم يا مدينة الإيباء ويا حبيبة السماء، يا من علمتي مدن وعواصم العالم كيف يكون الفداء.
معقول عز الدين وسالم ومعمر وعلى وزكريا ومحمد وعثمان ما عاد يلتقون، ساحة العميد أضحت اليوم قطعة من جهنم كما هي معظم أرجاء المدينة الصامدة وغزة تحديدا، لم أعد أعرف سر ذلك.
يا حسرتاه ،،، العميد غزة الرياضي كان بوابة عنيدة لم يجرؤ أحد اقتحامها ، بات اليوم مشروعا مشاعا يتقاسمه ويتطاول عليه كل من اشتهاه.
اليوم مدينة غزة المثابرة التي يقع نادي غزة الرياضي في قلبها النابض بالحياة والمقاومة ما تزال تذكر آخر كلمات قالها الزعيم والقائد الوطني الكبير المؤسس وعمدة المدينة المرحوم الحاج رشاد الشوا (غزة العزة بمساجدها وكنائسها ومؤسساتها وأبطالها ورجالها وشيوخها وأطفالها ونسائها ومقاومتها الباسلة ستظل عصية على الانكسار وحتما سيهزم الاحتلال والغزاة على أبوابك يا غزة هاشم)
لا أصدق ما يجري اليوم ويرفض عقلي أن يصدق اختفاء معالم التاريخ والحضارة من قلب المدينة الصامدة، وهل هذا أصبح حقيقة واقعة؟؟؟ أعتقد ستفضي الأيام وتكشف الأسرار وسيكتب المؤرخون والكتاب فصلول هذه المحطة وسيعرف القاصي والداني الحقيقة المرة.
لكني رغم الحزن والحسرة والألم أقول لك يا غزة العزة إن العميد لن يموت وسيبعث من بين الرماد، فعدي العدة يا غزة للقادم، فما الليل إلا مرحلة يطلع الفجر بعدها وستنكشف الأسرار.
ختاما ...
مهما طال الزمن أو قصر ومهما قست الأيام أحبك يا العميد وأعلن على الملأ عشقي وإكباري بمدادي لتاريخك العريق وقائدك الفقيد المرحوم الحاج رشاد الشوا وكل الرموز والمشاعل والأبطال والسفراء أحبكم يا رجال وأبطال وجماهير العميد.
كتب / أسامة فلفل