حول الحكم باعدام بعض العلماء المسلمين في السعوديه بتهمه الارهاب

بقلم: سهيله عمر

تنتشر في النت اليوم حمله تضامن لمنع تنفيذ حكم الاعدام ببعض العلماء المسلمين بالسعوديه تحت تهمه الارهاب بعد رمضان. وعلى راسهم الشيخ سلمان العوده والشيخ عوض القرني والشيخ على العمري. ولا يعرف ان كان الخبر اشاعه او انه سيتم تنفيذ حكم الاعدام عليهم فعلا

ومع انني لا احب التدخل في الاوضاع الداخليه لاي دوله فكل دوله ادرى بشعابها. لكن عند احكام الاعدام من الواجب ان نطرح اراءنا لان الموضوع يتعلق بارواح علماء دين ومفكرين ابرياء.

تساءلت كثيرا ما هو الارهاب الذي قام به علماء الدين المهددين بتنفيذ حكم الاعدام عليهم. وبما انني لم اتابعهم قط حاولت ان اعود لاي مقطع فيديو لاي من هؤلاء العلماء للبينه. واليكم بعض ما ورد في مقطع فيديو للعالم سلمان العوده

((التسلط على الناس والاستكبار والظلم والبغي، اذن هنا نتحدث عن الفرعونيه بمفهومها الشامل. التي تصل لفعل الظالم الباغي الذي يتجرد حتى من الانسانيه. الانسان يتعدى حدود الانسانيه وحدود السباع عندما يقتل فقط لشهيه القتل. والناس الذين يقتلهم لا يعتبرهم بشر بل يعتبرهم بمرتبه احط من البهائم. هنا يكون قد تجرد الانسان من انسانيته واخلاقه. لذلك الفرعونيه هي نعبير عن الظلم وعن البغي والتسلط. لهذا قال الله تعالى انا جعلنا الدار الاخره للذين لا يريدون علوا ولا فسادا. لذا تكون بالاخره اذا خلى قلبك من العلو والفساد. العلو هو الظلم. وعلو الحاكم يجعله يتكبر على الشعب. فلا يرى انه يحتاج لخدمات وعدل. انما يرى انهم اصبحوا برحمته يعطي هذا ويمنع عن هذا ويعفي عن هذا ويقتل هذا منه منه. وتبقى العله الاكبر فيمن يقوم بتنفيذ عمليه القتل وهو يعلم انه قتل بلا شرعيه ولا حق ولا اذن من الله تعالى . فتجد اناس فقدوا الضمير ويقومون بتنفيذ عمليه القتل بدون حق. وربما يستمتع بهذه الجريمه احيانا))

اما الفيديو الذي تسبب بسجن الشيخ سلمان العوده:
(( اي قانون هذا الذي يترفع عن الذمه الماليه للمسؤل ويغظ النظر عن سجن الفاسد ولا يعيد اذن الجمل الذي اخذه. اي اعلام يستلذ لحفله شواء لمختلسين صغار ويتخم بجعاته المتخمه. من اين لك هذا المنصب والكرسي الطويل. من اين لك هذه الثروه والاساطيل. من اين لك هذا الضمير التقي الذي جعلته نقطه تفوقك وابعدت روح المؤسسات عن ميدانك. اي ضمير هذا الذي يساوي بين مجتمع صارم يطيح بالكبار ويطاردهم بالمحاكم وبين مجتمع يلبسهم البشت باسم الله او الوطن او الشعب. من اين لك هذا القلب الذي جعل مجتمعات تحت خط الفقر وابقى لك منتجعاتك وابراجك الفاخره. من اين لك هذه المساحات التي دفنت بها مقدرات الوطن تحت هواياتك. من اين لك
هذه القسوه التي تجعلك تسافر لبلاد تساوي بين اطرافها واسماءها وتختلف بكفاءاتها ولا يغير بك شيئا. من اين لك هذا الاسم الذي جعلك تتجاوز قدراتك بمراحل وهذه الحظوه التي جعلتك بالصف الامامي))

وهنا اتساءل؛ افيدونا بماذا اخطا هذا العالم .هو يتحدث عن فساد الحكم بعيون تعكس لب الحقيقه الامر وهو ما نشهده جميعا منذ بدا الخلافه الامويه لليوم ويدعو للتقوى والاصلاح. هو يعبر عن شعور كل مواطن مسلم يرفض الظلم والاستبداد والفساد. هل ذنبه انه عالم مفكر فصيح اللسان بليغ البيان يوحي اليه الله ما يجب ان يدعو اليه. اليس الظلم والتسلط على الناس والاستكبار هو جوهر ما يعاني منه كافه طوائف المسلمين.

ارى ان كل ما قاله صحيح من واقع حالنا منذ بدا الخلافه الامويه لليوم. والا لماذ الصراعات والفتن والحروب في الدول الاسلاميه منذ مقتل سيدنا الحسين وعائلته ظلما وعدوانا حتى اليوم. ولماذا قتل الخلفاء الراشدين. لماذا الفتن في البحرين والعراق والسودان ومصر وليبا والجزائر والسودان وفلسطين وبكل دوله اسلاميه. لماذا التهديد الايراني بالخليج. ولماذا الاحتلال الاسرائيلي الذي شردنا من اراضينا ويتلذذ بقهرنا وقتلنا واسرنا. ولماذا نشات الاحزاب. اليس كل ذلك فتن وصرعات على السلطه والمناصب ومتاع الحياه الدنيا

لقد لعن الله بني اسراءيل في كل الكتب السماويه السماويه ان قتلوا علماءهم الاتقياء وانبياءهم بحجج كثيره، فهل نسير نحن المسلمون على دروبهم نعدم كل من يحذر من الفساد في الحكم ويدعو للتقوى والاصلاح. هل تعودون للجاهليه فيقتل كل من يذكر من خشيه الله ويحذر من فساد الحكم ويفضحه.

اي ارهاب قام به هؤلاء العلماء. هل يملك اي منهم قطعه سلاح يرهب به الناس. هل اعدوا جماعات مسلحه تقاتل بها المدنيين واجهزه الامن. هل يستطيع اي سعودي او اي حتى خليجي بالمجمل ان يملك قطعه سلاح عدا اجهزه الامن التي تكون مواليه ولاءا تاما للسلطه الحاكمه بالخليج ويتم انتقاء افرادها بالفرازه خشيه اي انقلابات. هل دعوا لقتال اجهزه الامن السعوديه او قتل المدنيين. هل دعوا لاشاعه الفوضى في السعوديه. هل دعوا للتشيع او التنصر او التهود او ترك دين الله.

كان هؤلاء العلماء يعيشون مرفهين لديهم كافه الحقوق ومتع الحياه بالسعوديه. ولو شاءوا لسكتوا وتقربوا للحكام بقدراتهم البلاغيه والفكريه ولن يلومهم احد. لكن العالم الحق لا يستطيع ان يكتم كلمه الحق ولا يستطيع ان يتوقف عن الدعوه للاصلاح. ولا يستطيع ان يصمت عندما يرى ظلما او فسادا. العالم الحق لا يستطيع ان يوافق على تنفيذ احكام اعدام ضد ابرياء وهذا جوهر ما حذروا منه ليقعوا اليوم في نفس المصيده.

هل يعقل ان هؤلاء العلماء لو كانوا بالدول الغربيه لطلبوا اللجوء واصبحوا امنين على حياتهم يكتبون كما يشاءون بينما يفتقدون الامان ببلدهم مهد الاسلام فتهدد حياتهم

نناشد السلطات السعوديه التراجع عن تنفيذ احكام الاعدام بالعلماء المسلمين المعارضين. فهم ليسوا اكثر من دعاه يدعون للاصلاح وتقوى الله ولا يخشون الا الله.

[email protected]