ولأن الطريق إلى الهلاك الفلسطيني وتصفية القضية الوطنية أصبح ماثلا للأعيان وللعقول فعلى الخيرين والمفكرين الشرفاء الذين لا يهمهم إلا مصير شعبهم وقضيته ومستقبل أجياله، الذين ينظرون بعقولهم قبل أعينهم، الذين لا ناقة لهم ولا جمل في إستمرار الإنهيار والدمار ليتمسكوا بمصالح ذاتية أو فئوية و الإحتفاظ بها كغنائم والتي حتما ستضيع لو تصالح شعبنا مع ذاته ومع مكوناته السياسية التي خذلته طويلا في انتظار المصالحة والوحدة من جديد بعد غياب طال تدهورت فيه كل مناحي حياتنا وأصبح التآمر علينا كشعب وعلى قضيتنا ومستقبلنا سهلا وواضحا للأعمى والبصير، أعمى القلب وأعمى البصر.
نطلقها مجلجلة وعلى رؤوس الأشهاد تعالوا إلى "العفو العام" لكل ما مضى من مرحلة سوداء في تاريخ شعبنا مادامت أوضاعنا في سباق مع الزمن نحو الهاوية، ولابد من طريقة ننقذ بها أنفسنا إن كنا عقلاء، ولأن الأمور أصبحت أكثر تعقيدا في علاقتنا البينية كفلسطينيين أكاد أجزم بأننا فقدنا البوصلة ونحن تائهون ونحتاج من يرحمنا ويسمو في تفكيره حتى لو أساء سابقا التصرف وذلك من أجل الوطن الذي يضيع منا ونحن نتفرج أو نشكو حالنا وبعضنا للآخرين.
نعرف أن الكثيرين تطاولوا في حدودهم على شعبنا وأساءوا إدارة قضيتنا، ونعرف أن الكثيرين قد نهبوا ما استطاعوا من مالنا ودمنا ولحمنا، ونعرف من أخذ ما ليس هو حقه وصادر حقوق الآخرين، ونعرف من حصلوا على وظائف ومصالح ومشاريع بالتدليس وبقوة الفئوية وأحيانا بالتهديد والتزوير ناسين أو متناسين أنهم قد أضاعوا فرص وحقوق آخرين كانوا الأحق في ذلك، ونعرف كم من مأساة خلقوها لمواطنين أيرياء صادروا أو سرقوا حقوقهم وهم لا يعلمون ودون وجه حق، ونعرف من شوه أناس ليأخذ مكانهم، ونعرف كيف تلاعب الفهليون في مصير الناس وكيف صعدوا على ظهورهم ودمائهم، ونعرف أن البناء الذي بني في حقبة الحكام المنقسمين سابقا ولاحقة كان فيه إعوجاجا وظلما تنوء من حمله الجبال، ونعرف من تمكن من دفئ الحياة و نعيمها دون وجه حق ودون كفاءة ودون مستلزمات تلك الكفاءة ومتطللبات الموقع أو الوظيفة.
كل ما ذكرته قد جرى ولا يزال يجري في نطاق حزبين تمكنا من السلطة بالقوة والإرعاب بعد تجاوز حقوق المواطنين في تجديد الشرعيات للحكةم وعلى خلفية القوة والبطش بالمناوئين لهم وكذلك الأبرياء من المواطنين ولزوم إستمرار سلطة إستمرؤها في غياب فعل جماهيري قادر على التصدي لهم وإنفلاته من قبضتهم ااحديدية.
ولأننا كشعب لم نتمكن سابقا وحتى الآن وقد لا نتمكن قريبا من محاسبة المخطئين والخطائين.
أمام ما هو أهم وأكبرا خطرا على حياتنا ووطننا وقضيتنا ومستقبل شعبنا من مؤامرات وأملا قي استعادة وحدتتا كشعب وانجاز مصالحتنا لنواجه المؤامرة متحدين، ندعو "للعفو العام" عن كل ما مضى عل هذا العفو العام أن يريح النفوس القلقة على مستقبلها وما إقترفته من أخطاء وجرائم وكي يصبح هذا العفو العام جسرا لحمايتنا وحماية بلدنا وشعبنا وأجيالتا وأيضا حماية من لم تتمكن عقولهم من تبيان الواجب وإدراك القضية والذهاب للوحدة المطلوبة والواجبة لشعب صابر وقضية مقدسة تضيع من بين أصابعنا كأننا طرش في الزفة فلا يسمعون ولا يعرفون ولا يدركون بأن ما يفعلونه حرام ويواصلون فعله، إمضوا إلى طريق " العفو العام" فإن تفعلوها نجوتم ونجا شعبنا وإلا فأنتم ملعونون تصيبنا لعناتكم بسبب أفعالكم..
العفو العام مقدمة للنهوض وتنفيذ المصالحة والتصدي للصفقة.
د. طلال الشريف