الحاجة الماسة لِلوبي عربي في اميركا..

بقلم: جاك يوسف خزمو

قام حاكم ولاية فلوريدا الاميركية، رون ديسانتيس، بزيارة رسمية اواخر شهر ايار المنصرم لـ "اسرائيل". وخلالها حل ضيفاً على مستوطنة "ارئيل" في شمال الضفة الغربية المحتلة، وشارك في حفل توقيع اتفاق شراكة وتعاون بين جامعة "ارئيل" الاستيطانية وجامعة اتلانتيك في ولاية فلوريدا. ويعد ديسانتيس من المسؤولين الاميركيين الاوائل بعد السفير الاميركي ديفيد فريدمان الذين يزورون مستوطنات الضفة، وبالتالي يعربون عن دعمهم للاستيطان. ودعما لهذه الجامعة المقامة على اراض فلسطينية محتلة تم أيضاً توقيع اتفاق تعاون وشراكة ثان بينها وبين جامعة فلوريدا، مما يؤكد هذا الاتفاق الثاني على ان ولاية فلوريدا، بفضل حاكمها تدعم الاستيطان وتعزز تواجده، وبصورة اخرى فهي تدعم وتؤيد ضم اراضي الضفة لدولة "اسرائيل"، وهذا مخالف لكل قرارات الشرعية الدولية التي اتخذت منذ حزيران 1967 وحتى يومنا هذا.

زيارة حاكم فلوريدا لها معان ودلائل كثيرة، ومن اهمها ان اللوبي الصهيوني في اميركا يعمل بجد ونشاط، ويمتاز بتحقيق انجازات لصالح اسرائيل. وتقول مصادر اسرائيلية ان ولاية فلوريدا تحتل المرتبة الـ 13 في قائمة الولايات الاميركية الـ 33 التي تتعاون مع اسرائيل في مجالات عدة منها اقتصاية وكذلك ثقافية وسياسية. وتؤكد هذه الزيارة ايضا على ان اللوبي الصهيوني حشد دعم عشرات الملايين، مما يُسمون ويدعون بـ "انجيليين"، لدولة اسرائيل. في حين ان قارة اميركا، وخاصة الولايات المتحدة، تفتقر الى لوبي عربي فعال له وجود على تلك الساحة. وقد ضعف الصوت العربي الاعلامي في اميركا ذاتها بسبب غياب اشخاص مميزين كانوا يتصدون لكل التصريحات العنصرية الموالية لاسرائيل وذلك برحيلهم عن العالم، واذكر منهم د. ادوارد سعيد، د. ابراهيم ابو لغد، د. هشام الشرابي، د. حاتم الحسيني. ولم نجد من ملأ الفراغ الاعلامي المتصدي لهذا اللوبي القوي بعد رحيل هؤلاء. كما ان تواجد السفارات العربية في واشنطن هو ليس لدعم القضية الفلسطينية، ولا القضايا العربية الوطنية الاخرى العادلة والمشروعة حسب نصوص القوانين الدولة، بل تتواجد هناك لتحصل على رضى الادارة الاميركية، وتسايرها الى حد كبير.

إن تواجد لوبي عربي فعّال على ساحة الولايات المتحدة، وكل الساحات الدولية، أمر ضروري لشرح القضية او على الاقل للحد من فعالية اللوبي الصهيوني الذي يضلل الشعوب ويحشد الدعم لاسرائيل ويحولها من طاغية وظالمة الى ضحية، في حين يحول أبناء شعبنا العربي الى ارهابيين و"محتلين" لاراضي فلسطين! وأعداء للاستقرار والهدوء في منطقة الشرق الأوسط!.

لقد حان الوقت للعمل بصورة جدية على مختلف الساحات، واذا استمر التقاعس العربي، فان اللوبي الصهيوني سيؤذي جميع الاقطار العربية لاحقا.. فالامة العربية قادرة على بناء لوبي قوي لانها تمتلك الامكانيات لذلك، ولكن المطلوب أن تظهر النية والارادة والجدية للقيام بذلك وتنفيذه في أسرع وقت!

بقلم/ جاك خزمو