ما الفرق بين أشرف الجعبري وأشرف العجرمي؟

بقلم: فايز أبو شمالة

قبل شهر، اهتمت وسائل الإعلام بالمناظرة التي جرت بين الصهيوني أيدي كوهين ووزير الأسرى السابق أشرف العجرمي، الذي قال: إن الفلسطينيين ساهموا في أمن إسرائيل أكثر مما ساهمت إسرائيل في أمن الفلسطينيين، ليرد عليه كوهين مستهزئاً، ويقول: نحن نحافظ على مؤخراتكم في رام الله!.

اليوم يكتمل المشهد مع بروز اسم أشرف الجعبري، رئيس الغرفة التجارية الفلسطينية الإسرائيلية المشتركة، والتي تتعرض لهجوم عنيف من قيادة السلطة الفلسطينية، فهي متهمة بالتعاون مع إسرائيل، لأن بعض مؤسسيها يعلن عن رغبتهم في المشاركة في ورشة البحرين، ونسيت قيادة السلطة الفلسطينية أن قيادة الغرفة التجارية الفلسطينية الإسرائيلية المشتركة هم نتاج طبيعي لسياسة اللقاءات المباشرة بين قيادة منظمة التحرير والقيادات الأمنية الإسرائيلية، وفي الوقت الذي تتهم فيه قيادة السلطة الفلسطينية قيادة الغرفة التجارية بأنها تتعاون مع الإسرائيليين، يتهم أشرف الجعبري قيادة السلطة الفلسطينية بالفساد، وقد توعد برفع قضايا ضد السلطة في المحاكم الفلسطينية والاتحاد الأوروبي، لأن لديه ملفات جاهزة على فساد المسئولين الفلسطينيين وفق قوله!

في المقابل، فإن حركة فتح تهدد أشرف الجعبري، الذي تربطه علاقة متينة بالاقتصاد الإسرائيلي، وبالسفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان، الذي يدعو إلى ضم أجزاء من الضفة الغربية إلى إسرائيل، والسفير صديق أشرف الجعبري، ويرعى التعاون بين الغرف التجارية الفلسطينية والإسرائيلية، وهذا ما أشارت إليه صحيفة "مكور ريشون"، حين قالت: إن التعاون قائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين من خلال الغرفة التجارية المشتركة، التي يديرها "آفي تشيرمان" من مستوطنة أريئيل، وأشرف الجعبري من مدينة الخليل، وقد أجرى الرجلان صفقات تجارية مشتركة برعاية أمريكية، وقبل ثلاثة أشهر نظمت الغرفة التجارية الفلسطينية الإسرائيلية مؤتمرا احتفاليا لمدة يومين في فندق الملك داوود بالقدس، وقد حضره رجال أعمال فلسطينيين ومندوبين أمريكيين ورؤساء التجمعات الاستيطانية.

لا يوجد فرق كبير بين اسم أشرف الجعبري واسم الوزير السابق في السلطة الفلسطينية أشرف العجرمي، الفرق مقتصر على حرف واحد، فالجعبري يرتبط مع الإسرائيليين باتفاقيات تجارية تؤسس للأمن الإسرائيلي، والعجرمي يمثل السلطة، التي ارتبطت مع الإسرائيليين باتفاقيات سياسية أسست للأمن الإسرائيلي، وبين تجارة الجعبري الذي ينافس السلطة على قيادة المرحلة، وسياسية العجرمي الذي مثل قيادة السلطة لقاء مشترك يقوم على الاعتراف بإسرائيل، وضرورة التعامل معها، وتبادل الخبرات، وتوقيع الاتفاقيات في كافة المجالات، ومحاربة المقاومة من كل الاتجاهات.

ملاحظة، استشهدت باسم الوزير أشرف العجرمي، (وكان صديقي في سجن نفحة) كنموذج يمثل وزراء السلطة الفلسطينية وقيادة منظمة التحرير، وقد وقع الاختيار على اسم أشرف العجرمي من غزة لشده التقارب في حروف اسمه مع أشرف الجعبري من الضفة الغربية، وهذا يعكس عميق التقارب في تجربة التواصل مع الإسرائيليين بين رجال السلطة الذين أفرزتهم اتفاقية أوسلو سابقاً، ورجال السلطة الذين تعدهم إسرائيل للمرحلة اللاحقة، مرحلة ما بعد التعاون الأمني.

لافتة: لا يمكن محاصرة نهج أشرف الجعبري المرتبط اقتصادياً مع الاحتلال قبل محاصرة نهج أشرف العجرمي الذي ارتبط سياسياً مع الاحتلال!!!

د. فايز أبو شمالة