صوت فريدمان أم ترامب ..؟!

بقلم: شاكر فريد حسن

أثارت تصريحات سفير الولايات المتحدة لدى دولة الاحتلال ديفيد فريدمان ، حول حق اسرائيل ضم أجزاء من أراضي الضفة الغربية ، غضب الشارع الفلسطيني والقيادات الفلسطينية ، ولقيت ردود فعل مستنكرة ومنددة وإدانات واسعة .

وفي الواقع أن هذه التصريحات البائسة ما هي إلا تعبير وتجسيد لموقف الادارة الامريكية برئاسة ترامب ، الداعم للمؤسسة الصهيونية الحاكمة في اسرائيل ، ولرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ، الذي أعلن عشية الانتخابية الأخيرة للكنيست ، عن ضم أراضي فلسطينية لإسرائيل .

تصريحات فريدمان  خارجة عن الشرعية الدولية ، وتعكس حقيقة السياسة الامريكية في الشرق الاوسط ، وحجم فضيحة هذه الدولة العظمى ، التي ترهن سياستها الخارجية بأيدي غلاة العنصريين والفاشيين والمتطرفين ، وتتماهى مع السياسات الاسرائيلية ، وتعبّر عن حجم الارتهان الامريكي للغطرسة وشهوة التوسع الاستيطاني الكوليونالي في المناطق الفلسطينية المحتلة والقدس الشرقية .

وهي امتداد لسياسات الادارة الأمريكية المنحازة بشكل كامل للاحتلال وسياساته الاستعمارية التوسعية ، ولمشاريعه الرامية لفرض الوقائع والحقائق على الأرض وكسب الوقت وتكريس الاحتلال . وتأتي عقب نقل سفارة أمريكا للقدس ، واعتبار مدينة القدس عاصمة لإسرائيل ، واعترافه بالسيادة الاسرائيلية الكاملة على هضبة الجولان السورية المحتلة .

وفي الحقيقة أن امريكا بإدارتها السابقة والحالية لم تكن تتجرأ على مثل هذه الممارسات والتصريحات والمواقف ودعمها الجارف المتواصل لدولة الاحتلال ، لولا تواطؤ وخنوع أنظمة الذل والعهر العربي ، التي خيبت آمال شعوبها ، وتسعى الآن من خلال " ورشة البحرين " على تنفيذ وتطبيق " صفقة القرن " الترامبية ، الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية ، وحرمان شعبنا الفلسطيني من حقوقه الوطنية ، وفي مقدمتها حق العودة ، وتقرير المصير ، واقامة دولته الوطنية المستقلة فوق ترابه الوطني في حدود العام 1967 ، وعاصمتها القدس الشريف .

لن يكون سلام ولا أمن ولا استقرار في المنطقة ، إلا بزوال الاحتلال وآثاره ، وقيام دولة فلسطينية ذات سيادة مطلقة ، وضمان حق عودة اللاجئين بموجب قرارات الشرعية الدولية ، وعودة مرتفعات الجولان إلى السيادة السورية .

إن شعبنا الفلسطيني وقيادته وفصائله الوطنية المحتلة ، مطالبون جميعًا بالوقوف بوجه هذه التصريحات الخائبة ، وضد كل السياسة الامريكية ، ورفض " صفقة القرن " ، وهذا يستدعي ردًا قويًا بإنهاء حالة الانقسام المدمرة على الساحة الفلسطينية ، والنهوض كالحصان الجامح تصديًا لهذه الصفقة ، التي ستلد ميتة إذا ما تحققت الوحدة الوطنية الفلسطينية.

بقلم/ شاكر فريد حسن