ان القدس تتعرض الي هجمة مسعورة منظمة تقودها حكومة الاحتلال الاسرائيلي ومؤسساتها المختلفة سواء العسكرية او الامنية والمدنية حيث اقدمت قوات الاحتلال على تصعيد وتيرة اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك وهو ما يؤشر الى رفع وتيرة الاستفزاز لمشاعر المصلين بهدف استدعاء ردود فعل تستغلها سلطات الاحتلال لتنفيذ التقسيم الزماني والمكاني لقبلة المسلمين الأولى والتي اعدت الخطط المسبقة بالتنسيق مع وحدات جيش الاحتلال الاسرائيلي والمستوطنين من اجل السيطرة علي القدس والعمل علي تهويدها وفرض سياسة الامر الواقع علي اهلنا المرابطين الصامدين في القدس الشريف.
ان المخاطر التي تهدد المسجد الأقصى المبارك مستمرة في التصاعد وتطال كافة المعالم العربية والإسلامية بالقدس لتحقيق الأطماع اليهودية في اختطاف القدس من أهلها وتحويلها إلى ( أورشليم ذات الطابع الغربي ) مدنياً واليهودي عقائدياً.
أن إجراءات الاحتلال السافرة المتخذة بحق المسجد الاقصى تعد عدواناً مدروساً على الشعب الفلسطيني ومقدساته وخرقاً صريحاً لحقوق العبادة وممارسة الشعائر الدينية والعقيدة وحرية الوصول الى الاماكن المقدسة ودور العبادة التي كفلتها المواثيق والاتفاقات الدولية كافة.
ان الشعب الفلسطينى لن يسمح بتمرير المخطط الاحتلالي القاضي بتقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً ولعل المطلوب من المجتمع الدولي بكافة المنظمات والمؤسسات الدولية وحكومات ودول العالمين العربي والإسلامي بضرورة التحرك العاجل والسريع والعمل على كافة المستويات من اجل وقف الاجراءات الاحتلالية، التي تشكل مساسا خطيرا بأماكن العبادة وبأحد أقدس مقدسات العرب والمسلمين ، إضافة الى ما تمثله من انتهاك صارخ وخطير لكافة القوانين والشرائع الدولية.
ان القدس تتعرض لأشرس سياسة تهويد في تاريخها خاصة بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب بنقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة والهجمة على رجال القدس إلى جانب ما تتعرض له باقي محافظات الوطن من حملات اعتقالات ومداهمات وقتل بالرصاص الحي وهدم بيوت ومصادرة أراض في ظل حصار لقطاع غزة وقتل أبناء شعبنا .
ان مسؤولية مواجهة هذا الاحتلال هي مسؤولية كل فلسطيني بالدرجة الاولي ومسؤولية عربية ودولية حيث بات اليوم على الكل الوطني ان يدرك حجم ومخاطر هذا الاحتلال وان يتحمل الجميع المسؤولية التاريخية والقانونية والسياسية والأخلاقية من اجل إيجاد حل عادل ودائم لقضية فلسطين وفقا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
فى ظل هذا العدوان الغاشم على القدس والمقدسات الاسلامية لابد أن يتحمل كل العرب والمسلمين المسؤولية المتكاملة من اجل حماية القدس والوقوف الي جانب ابناء الشعب الفلسطيني المرابطين الصامدين في القدس الشريف والتضامن معهم بدعم صمودهم اليومي في مواجهة مخططات تهويد القدس وتهجير ما تبقي من سكان عرب ومسلمين فيها .
ان الغطرسة والهيمنة الإسرائيلية وممارسات الاحتلال الاسرائيلي وتدخله المباشر والسافر في شؤون حياة شعبنا اليومية في القدس يعكس مدى الهيمنة الاسرائيلية التي يجب علي الجميع رفضها ورفض المشاريع التصفوية للقدس والعمل بشكل جماعي لمطالبة المجتمع الدولي بالضغط على حكومة الاحتلال لرفع القيود عن القدس وإزالة العراقيل التي تضعها سلطات الاحتلال في وجه الموطن الفلسطيني المقدسي والتصدي لها بكل قوة من اجل تعزيز الصمود ودعم مشروعنا الوطني الذي سوف يستمر ويتواصل بالتضحيات التي ستقود إلى تحقيق الحلم وإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس.
ان معركة القدس تتطلب وحدة نضال شعبنا ومصيره وإن معركة الشعب الفلسطيني هي معركة واحدة وإن شعبنا سيواصل نضاله حتى استعادة استقلاله الوطني وان تعزيز صمود اهلنا في القدس لا يمكن ان يتحقق فى ظل هذا الانقسام الفلسطيني وبات الان من الضروري ولا بد من دعم كل الجهود العربية والدولية التي تبذل من اجل تحقيق المصالحة الفلسطينية واستعادة الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب الفلسطيني بما يسهم في المحافظة على مكتسبات شعبنا النضالية وتمكينه من المضي قدما في سبيل استعادة كامل حقوقه المشروعة .
ان الشعب والقيادة الفلسطينية وكل الدول العربية الشقيقة ودول وشعوب العالم الحر ينادون بالسلام على أرض السلام ، ويؤكدون أن القضية الفلسطينية هي مفتاح السلام والحرب في المنطقة بل والعالم، إلا أن هذا الاحتلال المدعوم من قبل الإدارة الأميركية يأبى إلا أن تعم المنطقة الآلام والخراب والتشريد مما يجعلنا نتساءل عن جدوى قيم العدالة والحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية التي يتشدقون بها ليل نهار والتي تعريهم وتعري زيفهم وكيلهم بمكيالين، فبات من الضروري ان يتقدم العرب ويقومون بالارتقاء بمواقفهم ومسؤولياتهم إلى حجم الجريمة الإرهابية المنظمة التي تقوم بها حكومة القتل والإرهاب الإسرائيلية، حيث تكشف هذه الجريمة أن هذه الحكومة البربرية تستهدف الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية ومستقبله على هذه الأرض وليس أي شيء آخر.
إن حجم هذه الجرائم المفتوحة ضد شعبنا في القطاع وطبيعة هذه المجزرة التي ارتكبت في بيت حانون، والتي يجب أيضاً أن تتحمل الأمم المتحدة مسؤوليتها إزاءها كونها وقعت في إحدى منشآتها، يستدعي مواقف عملية فورية من كافة الدول والمجموعات الدولية، فصمتها لم يعد مقبولاً، بل ويضعها في موضع الشريك مع حكومة الإجرام الإسرائيلي.
ان جماهير شعبنا في الوطن والشتات مطالبة بالخروج بمسيرات جماهيرية حاشدة ومستمرة تنديداً بهذا العدوان المجرم على القدس وتأكيداً على وحدة المصير الفلسطيني في مواجهة هذا العدو الغاصب والتصدي الجماهيري لكل اشكال القمع الاحتلالي من اجل تعزيز صمود ابناء الشعب الفلسطيني فى القدس، فحان الوقت ليعلو الصوت الفلسطيني من اجل الدولة الفلسطينية من اجل فلسطين حرة عربية ودعم صمود اهلنا في القدس لمواجهة الاحتلال وممارساته العنصرية الحاقدة .
ان معركتنا مع الاحتلال في القدس معركة مستمرة من اجل الدولة الفلسطينية ، في القدس يتواصل النضال جيلا وراء جيل في مواجهة غطرسة الاحتلال وعنصريته، في القدس رجال لا تغيب عنهم الشمس يسطرون اروع صفحات النضال والصمود فتحية إلى أهلنا الصامدين أبطال القدس حراس الأقصى طليعة الكفاح من اجل التحرر من الاحتلال ونيل الاستقلال .
بقلم / سري القدوة
*سفير النوايا الحسنة في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية