إن الإجتماع على أرض عربية لبعض الدول العربية ورعاية أمريكية صهيوينة، لا يعبر إلا عن تأمر مشترك على الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينة، لتحقيق مصالح وحماية للإحتلال الصهيوني، ليتنعم بالمنطقة العربية بالأمن الذي ينشده، على حساب حقوق الفلسطينين الأصيلة المشروعة، والتي كان يتوجب على الدول العربية، عقد مؤتمر وطني شامل لحمايتها والدفاع عن قضاياها، خاصة ما يجري في القدس الشرقية والإعتداءت على المقدسات الإسلامية والمسيحية، ومنها المسجد الأقصى المبارك الذي همينت السيطرة الإحتلالية عليه .
الإحتلال الصهيوني يتنعم هذه الأيام بالعسل العربي والإقليمي والأمريكي، في ظل تشتت العالم العربي وانشغاله بحروبه وإنقساماته ومشاكله الداخلية، فيتوغل الإحتلال بهمجية على الشعب الفلسطيني ليسلب حقوقه ما يستطيع، وباستخدام مستوطنية بحرق الأراضي والإعتداء على الإنسان الفلسطيني أينما تواجد، دون ذكر ضرورة توفر حماية من أي جهة عربية ودولية، لهذا الشعب ضحية الإحتلال لأكثر من سبعين عاما .
الإدارة الأمريكية تتعامل مع القضية الفلسطينة كصفقة من صفقاتها، ولا تنظر لعدالة الحقوق المشروعة بالقانون الدولي للشعب الفلسطيني، بل تسعى لتحقق مكاسبها الإقتصادية بالمنطقة العربية وتحصيل وأموالها، ويتنعم الإحتلال الصهيوني بنصيبه منها، فيصبح إحتلال بخمسة نجوم مدفوع الأجر من دول عربية تموله، دون تحمله لأي مسؤولية دولية عن إحتلاله حسب القانون الدولي، مما يعتبر أخطر إحتلال وقع ضد الشعوب المظلومة، إحتلال مرخص دولياً وعربياً، وعلى الشعب الفلسطيني أن يرضخ بالإكراه ويقبل بما فرض عليه دون اعتراض .
ليس مستغرباً أن تستضيف البحرين عقد تلك المؤامرة على أراضيها، كأول دولة عربية أرسلت وفداً بحرينياً رسمياً لدولة الإحتلال، قبل فترة زمنية قليلة، ليعبر عن إعجابه بهذا المحتل، وحسن إستقباله واستضافته لهم، فيعزز من قبول الإحتلال الصهوني بالمنطقة العربية بودية ومحبة، دون الإلتفات لوجود شعب فلسطيني يعاني بسبب وجوده، وأن على بعد خطوات من جلوس الوفد البحريني يقبع ألاف الأسرى الفلسطينين في سجون المحتل، دون مراعاة لحقوقهم وإنسانيتهم، وخلفه جدار عازل أكل الأرض الفلسطينية وقطع تواصلها وحرم الكثير من حياتهم الكريمة، فكانت زيارة كما يبدو مقدمة لإستقبال عقد مؤامرتها على أراضيها .
الأموال العربية الضخمة لو وجهت لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني، وبناء قدراته وامكاناته، وتمكين قدرته على مواجهة الإحتلال الصهيوني، وحماية مقدساته وأراضيه وهويته ووجوده، لكانت صرفت بمواقعها الوطنية العربية الأصيلة، ولكن أن تُسير أموال عربية بضغوط أمريكية صهيونية، لتحسين وضع الفلسطينين الإقصادي كما يُدعي، على حساب الوجود الفلسطيني المشروع على أرضه وتاريخه وقضيته العادلة، فهذا تأمر وخيانة للشعب الفلسطيني .
لا مواجهة لمؤمرات ضد الشعب الفلسطيني إلا بالوحدة الوطنية، ووضع رؤية وطنية موحدة لكيفية مواجهة المخاطر القادمة على الشعب الفلسطيني، فكل الإحتمالات متوقعة من الإحتلال ضد الفلسطينين، من حصار للمدن كما حدث بغزة، وقطع لمصارد الحياة اليومية من كهرباء ومياه، وقطع حركة التنقل الداخلية والخارجية، والإغتيالات وغيره، للبحث عمن يقبل بما يعرض على الشعب الفلسطيني، بالإستغناء عن حقوقه ووجوده على أرضه التاريخية، والتهجير ليس ببعيد عن ممارسات الإحتلال الصهيوني في ظل كل هذا التخاذل .
بقلم/آمال أبو خديجة