قال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس " إن ظاهرة العنف وجرائم القتل المستشرية في المدن والقرى والبلدات الفلسطينية في الداخل انما هي ظاهرة مقلقة ومزعجة وقد بتنا نلحظ بشكل دائم ومستمر مثل هذه الجرائم المروعة التي تستهدف الابرياء وتروع عائلاتهم وتيتم اطفالهم ."
جاءت كلمات المطران اليوم الاربعاء لدى استقباله في القدس المحتلة وفدا من الداخل الفلسطيني ضم عددا من رجال الدين والمربين العاملين في حقل التوعية والارشاد.
واضاف " اننا نعرب عن شجبنا واستنكارنا وتنديدنا بجرائم القتل وظاهرة العنف التي باتت ظاهرة خطيرة تشكل تهديدا على السلم الاهلي وعلى العلاقات الاخوية الطيبة بين الاسر والعائلات ."
واعتبر " ان اللجوء الى العنف والى ثقافة الانتقام والقتل واستهداف حياة الابرياء انما هي ظاهرة تتنافى مع كافة القيم الاخلاقية والانسانية والروحية النبيلة."
وقال " لقد شاهدنا في الفترة الاخيرة سلسلة جرائم قتل وتحديدا 27 جريمة قتل منذ مطلع هذا العام وهذه الجرائم المروعة تترك اثارا سلبية في مجتمعاتنا وتثير الرعب والولع والخوف في صفوف الناس وخاصة في صفوف شريحة الاطفال" .
وتسائل المطران حنا قائلا : من اين يأتي هذا السلاح ؟ ولماذا نلحظ خللا في التربية حيث بتنا نرى البعض يلجؤون الى ثقافة الانتقام والعنف اللفظي ومن ثم ينتقلون الى مراحل متقدمة من مراحل العنف والتي تصل في بعض الاحيان الى القتل والى الجرائم المروعة التي تستهدف ابنائنا .
وتابع "اننا نقدم تعزيتنا القلبية لكافة الاسر التي فقدت ابنائها نتيجة هذه الجرائم وما اكثر اولئك المحزونين والمتألمين والثكالى الذين فقدوا فلذات اكبادهم بسبب هذه الجرائم الغير مقبولة والغير مبررة .
ان اي خلاف بين الاشخاص او العائلات في مجتمعنا يجب ان يعالج من خلال الحوار وتدخل رجال الاصلاح ورجال الدين ولا يجوز اللجوء الى الانتقام والعنف والقتل بأي شكل من الاشكال ."
ودعا الى اطلاق مبادرات خلاقة يكون فيها دور ريادي لرجال الدين وللمثقفين والاكاديميين والاعلاميين والمربين ولكافة اولئك الذين يحملون الرسالة الانسانية والاخلاقية والوطنية في مجتمعاتنا ، فلا يجوز الاكتفاء ببيانات الشجب والاستنكار مع كل جريمة قتل بل يجب اطلاق المبادرات الرادعة والتي هدفها التوعية وتحصين مجتمعاتنا من آفة العنف وهي افضل وسيلة للخروج من هذا المستنقع الذي نحن فيه " فدرهم وقاية خير من قنطار علاج " .
كما رجال الدين ومن كافة الاديان للقيام بدورهم المأمول في توعية ابنائنا وندعو الشخصيات الوطنية والاعتبارية والسياسية والاكاديمية والاعلامية للقيام بدورها التربوي بهدف توعية ابنائنا وتحصين مجتمعنا من هذه الافة .
