العالم العربي والأحداث المُلتهبة التي يمُر بها هذه الفترة يبحث عن مُخلِّص لمثل هذه الأزمات، دائماً يكون تدخلاً من دولاً مهمة في الوطن العربي والعالم، من أجل الإصلاح بين الدول، أو منع حروب أو أي طارئ من الممكن أن يحدث بين الدول العربية.
العراق برغم المؤامرة التي يمر بها هذه الفترة أبدى استعداده للتوسط بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، لحل الخلاف القائم بينهم والذي وصل إلى درجة عالية جداً من التوتر يُنذر بحرب كارثية لا تُبقي ولا تذر، فهناك جولات عراقية واتصالات تقوم بها الحكومة العراقية بين أطراف النزاع لخفض حدة التوتر بينهما.
هكذا موقف يُعيد العراق إلى الوضع الصحيح، الذي يأمل كل العرب بأن يكون في وطننا دولة مثل العراق، بأن يكون لها موقف مشرف لمنع اندلاع أي حرب بين الدول العربية وغيرها، ويقوم بدور الوسيط بين الدول، مع العلم بأن التدخل العراقي في هذه المرحلة الحرجة يجعل العراق في منأى عن أي حرب أو يكون طرفاً فيها؛ وخصوصاً الوضع الآن الملتهب في منطقة الخليج العربي بين إيران وأمريكا وحلفائها.
موقف العراق بالوساطة يُعيد إلينا التاريخ العريق الذي كانت عليه العراق قبل الغزو العراقي لها في القرن الماضي، ودورها المهم في الضغط على إسرائيل تحديداً للحد من هيمنتها على دولة فلسطين، وهذه المواقف افتقدها العالم العربي مُنذ ما يسمى بالربيع العربي، واختفاء دولاً عربية كبيرة ومهمة مثل جمهورية مصر العربية؛ لا نسمع لها أي دور أو تدخل وخصوصاً بعد إعلان ترامب صفقة القرن والقدس عاصمة لإسرائيل وإعلان الجولان ارض غير محتلة، لكننا نسمع من دولاً عالمية ليست بالعربية، رفضها لمثل هذه القرارات الأمريكية الجائرة التي تمس أمن الشرق الأوسط والوطن العربي ومنطقة الخليج، وتحديداً بعد محاولة تطبيق صفقة القرن المشئومة والمرفوضة من قبل الشعب العربي وأحرار العالم.
موقف العراق سيكون له الأثر الإيجابي على نزع فتيل الأزمة في منطقة الخليج الذي يشهد غلياناً هذه الفترة، وحالة حرب حقيقية بين إيران من جهة وأمريكا من جهة أخرى. ولو نظرنا إلى الشعب العراقي المحاصر لوجدناه يرفض بأن يكون طرفاً في هذا النزاع بأي شكل من الأشكال، وهذا أيضاً كان موقف الحكومة العراقية، وقيامها بالوساطة في هذه الفترة هو موقف مشرف يضاف إلى مواقف العراق المشرفة على مر التاريخ.
بقلم : محمد فؤاد زيد الكيلاني
المملكة الأردنية الهاشمية