لقد كانوا الاسرى في سجون الاحتلال عنوانا لفلسطين وشكلوا الجدار المنيع امام اي اختراقات لوحدة الشعب الفلسطيني ووقفوا صفا واحدا لمواجهة غطرسة الاحتلال وعنجهيته وكانوا دائما هم العنوان الاول لإنهاء حالة الانقسام والصوت الفلسطيني المطالب بوحدة شعبنا والحريص علي مواصلة المسيرة بكل إصرار وعزيمة وإرادة.
لقد كانت رسالة الاسري في سجون الاحتلال رسالة كرامة وأصالة للتاريخ الفلسطيني ورسموا معالم النضال الوطني الفلسطيني وكرسوا مفهوم عدالة القضية الفلسطينية على المستوى الدولي ، فهم يمتلكون قوة الحضارة ويمتلكون التاريخ ويصنعون مجد الامة ويكتبون حكاية شعب، هم صوت فلسطين وصوت الوطن الذي يعيش فينا، هم ارادة الانسان الفلسطيني الذي يرفض الركوع، هم تاريخ شعب وشعب يكتب حكاية مجده رافضا الذل والركوع او الهزيمة او الاستسلام .
انها ارادة الانسان الفلسطيني الصامد التي لا تقهر والرافضة لكل الوصايا والتبعية والخنوع، انها كرامة شعبنا الفلسطيني التي تنتصر على الجلاد وإرادة شعبنا المناضل، انها انتفاضة الاسري في سجون الاحتلال انتفاضة الدولة الفلسطينية .
أن الاحتلال الاسرائيلي يمارس القمع والتنكيل بحق شعبنا ويستهدف قتل الانسان الفلسطيني ويمارس ابشع انواع التعذيب بحق الاسرى ويفرض حربا شاملة على الشعب الفلسطيني من خلال سياسة الحصار المالي المفروضة علي القيادة الفلسطينية وباتت دولة الاحتلال هي الاكثر قمعا في العالم، والاحتلال الاكثر عمرا في العصر الحديث بل اليوم لا يوجد دولة على المستوي العالمي تحتل دولة اخرى وتقتل شعب اخر سوى دولة الاحتلال الاسرائيلي وتتعامل مع الاسري كونهم مجرد اكوام بشرية داخل الزنازين وان مصيرهم الموت بشكل مخالف للقوانين الدولية فى حرب شاملة على الانسان الفلسطيني .
هذا هو التفكير والمفهوم الاسرائيلي والعنصرية القاتلة التي تمارسها عصابات اسرائيل بحق شعب فلسطين والأسرى الابطال في سجون الاحتلال الذين يدفعون ثمن الحرية وكل يوم يزداد وضع الاسرى خطورة ويعرض حياتهم للخطر فى ظل الصمت الدولي والعجز العربي ولا يوجد من يقف ويتضامن مع قضايا الاسرى ونضال الشعب الفلسطيني وحقوقه العادلة .
كل ذلك يستمر في ظل مواصلة حكومة الاحتلال الإسرائيلي تعنتها وارتكابها للجرائم المنظمة بحق أبناء الشعب الفلسطيني، واستمرار سياسة الحصار المالي والسرقة والقرصنة الاسرائيلية وتنكر حكومة الاحتلال الإسرائيلي لحقوق شعبنا وممارسة الأساليب الاجرامية بحق أسرى فلسطين بسجون الاحتلال، وفي ظل هذه الممارسات لا بد من القيادة الفلسطينية التحرك العاجل والسريع لإيجاد خطة وطنية شاملة وأن يكون لها موقف صلب وواضح ومعبر عن تطلعات أبناء الشعب الفلسطيني وان تعمل ضمن برنامج كفاحي ونضالي شامل يعكس تطلعات شعبنا والمتمثلة في الحرية والكرامة ونيل الاستقلال، حيث لا بد من العمل على تبني توجهات في غاية الأهمية وهيا رفع القضية الفلسطينية لتكون أمام الأمم المتحدة ليأخذ المجتمع الدولي دورة ويتحمل الجميع المسؤولية وإجبار إسرائيل علي الاعتراف بشعبنا وإقامة الدولة الفلسطينية بعد ان وصلت جولات المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية الي طريق مسدود، فلا بد من العمل على تدويل قضية الأسرى ورفعها أمام المؤسسات الدولية وأيضا العمل علي انتزاع الاعتراف الدولي في الدولة الفلسطينية، والتوجه للأمم المتحدة لطلب عضوية لدولة فلسطين خلال العام المقبل .
ان قضية الأسرى تتمحور في أهمية العمل علي أطلاق سراحهم وتفعيل ذلك المستوى الدولي والمطالبة بالإفراج عن كافة الأسرى والمعتقلين من سجون الاحتلال وان تكون قضية الاسرى هي القضية الاساسية لمحاور العمل الدبلوماسي والإعلامي والسياسي الفلسطيني .
ان قضية الأسرى في سجون الاحتلال تعد القضية المركزية وأن السلام لم ولن يتحقق إلا بإطلاق سراح كافة المعتقلتين ليعيشوا حياتهم بين ذويهم وأبناء شعبهم وذلك يعكس طبيعة الخطوات الهامة التي تتخذها القيادة الفلسطينية لإيجاد حلول عملية لرفع قضية الأسرى لتكون امام الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية والاتحاد الاوروبي وتكريس النضال على المستوى الدولي والعمل الجاد مع الأحرار والأصدقاء في العالم علي أدانه الجرائم الإسرائيلية بحق شعبنا والأسرى في سجون الاحتلال .
ان العمل الفلسطيني لا بد وان ينطلق من أهمية التركيز علي وحدة القضية الفلسطينية وإيجاد قواسم مشتركة لإطلاق سراح جميع الأسرى من سجون الاحتلال بما في ذلك اسرى القدس وأسرى 1948 والعمل كوحدة واحدة لتبيض السجون، والاستمرار فى انتفاضة الاسري في سجون الاحتلال تأكيدا علي أن قضية الأسرى هي القضية المركزية للشعب الفلسطيني وان اهميتها تأتي في المرتبة الاولى وهي تعبر عن أهمية العلاقة الفاعلة ما بين القيادة وتطلعات أبناء شعبنا خاصة مع تصاعد المطالب الشعبية بوقف العلاقة مع مؤسسات الاحتلال والتأكيد علي انه ( لا سلام ولا استقرار ) دون إطلاق سراح الأسرى لان الأسرى الفلسطينيين هم اغلى ما نملك وهم مقومات النضال الفلسطيني الأساسية .
إن المعركة الأساسية التي يخوضها شعبنا وأسرانا هي معركة شاملة متكاملة، هي معركة الحرية التي يتطلع أسرانا إليها ولا بد أن ينكسر القيد وينتصر الأسرى وينالوا حريتهم بقوة وعزيمة وإصرار وأيمان بحتمية الانتصار فهذا الحق الفلسطيني وهذه الإرادة لا يمكن أن تكون عابره او ينال الاحتلال من منها .
وأننا وفى هذا النطاق لا بد وان نؤكد هنا على الدور التاريخي للمملكة الاردنية الهاشمية وجلالة الملك
عبد الله الثاني وأهمية التدخل الفورى والسريع وعلى كافة الاصعدة من اجل حماية اسرانا في سجون الاحتلال والسعى لوقف سياسة الحصار المالي المفروضة على الشعب الفلسطيني والتي تستهدف النيل من مستقبل القيادة الفلسطينية وكل التحية والتقدير لمواقف الاردن التاريخية الثابتة والراسخة تجاه دعم نضال الشعب الفلسطيني وتعزيز صموده والتي كانت داعما اساسيا له من اجل نيل الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية والقدس عاصمتها.
بقلم : سري القدوة
سفير النوايا الحسنة في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية