سياسيا تتناقض كلمتا ازدهار واحتلال ولا يمكن ان تأتيا في سياق ايجابي ولا حتي في احتمال منطقي فالمنطق والاحتمال يقولان ان الازدهار لا يمكن ان يحدث مع احتلال جاثم علي صدور الناس يقتل ابنائهم ويسرق ارضهم ويهود قراهم وبلداتهم ويهدم بيوتهم ويسرق ثرواتهم الطبيعية . الاحتلال الاسرائيلي قوة عسكرية لا تقبل الازدهار والنمو والتطور والحياة المتطورة للمدنين , فلم يحدث ان احتلال عسكري ما سمح بالازدهار والنمو والتطور المدني الطبيعيى لانه يعتبر حدوث اي نوع من انواع الازدهار الثقافي او الاقتصادي او الفكري شكل من اشكال المقاومة الحقيقية لوجود هذا الاحتلال وادواته ومعيق اساس لتنقيذ الاحتلال لاجنداته العنصرية وبرامجه وخطه الاحتلالية التي تبقيه احتلال يسيطر مفاصل حياة الشعب المحتل , كل ما في الصورة يشهد وكل دقائق الصورة على الارض تثبت ما اقول فلا اعتقد ان مفكرعلى وجه هذه الدنيا يستطيع ان يثبت ان الاحتلال عامل مساعد على الازدهار . هذه سياسة الاحتلال والاستعمار علي مر العصور والاحتلال الاسرائيلي ومستوطنيه ابلغ شاهد علي ذلك , كلما اقام الفلسطينيون بيتا او مبني او مصنع على ارضهم جاءت جرافات الاحتلال وهدمته تحت ذريعة عدم الترخيص ,وكلما زرع الفلسطينين زيتونا علي سفوح جبالهم انطلق المستوطنون كالكلاب ينهشوا تلك الشجيرات بمناشيرهم وجرافاتهم تحت حماية عسكر الاحتلال الاسرائيلي , وكلما حفر المزارعون الفلسطيني يونبئرا لسقاية مزروعاتهم جاءت قوات الاحتلال وجرافاته ليردموه .
الازدهار من اجل السلام مصطلح كاذب تسوقة الادارة الامركية في مؤتمر بالبحرين بعد ايام تهدف من خلاله تسويق خطة تصفية للقضية الفلسطينية وانهاء الصراع بالطريقة الشريرة والماكرة التي لن تحقق للفلسطينين الا مزيدا من المعاناة والالم بسبب فرض الفرائض والحقائق على الارض ولا اعرف كيف سياتوا بالازدهار تحت حراب الاحتلال ومن فوهات المدافع وصواريخ الطائرات الحربية وكيف سيوفروا رعاية حقيقية لازدهار الشعب المحتل وومخا هو السحر الذي سيستخدمونه ليقبل الفلسطينيون بالقوة المحتلة ويحترموها ولا يقاوموها بل ويتصادقوا معها ليس هذا فقط بل ان الامريكان يريدوا من الفلسطينين القبول بوصاية الاحتلال االامنية والاقتصادية الى الابد يحق لهم ان يفعل ما يريد فعله دون معارضة او مقاومة . فلسفة غير منطقية ومنطق يتنافي مع قوانين الحياة وحسابات خاطئة وتقديرات لا اخلاقية وتجاهل مقصود لحقوق الغير .
قد يصدق بعض العرب الامريكان وقد يتعاطوا معهم في مؤتمر تمويل صفقتهم الفاشلة على اعتقاد انهم سيحدثوا ازدهار اقتصادي بالمنطقة لفترة من الزمان يجلب الامن والاستقرار بما يسمح لتمرير اي حل سياسي للصراع بسهولة ويعتقدوا جازمين ان الاقتصاد والمال يصنع الازدهار ويتناسوا ان اي ازدهار لايمكن ان يحدث في ظل الاحتلال فعليهم اولا انهاء الاحتلال الاسرائيلي لكافة اراضي العام 1967 بما فيها القدس الشرقية ومن ثم يبحثوا عن الازدهار ويعقدوا مؤتمرات التمويل و يعدوا كل برامج التنمية الاقتصادية للشعوب التي اعاق الاحتلال تنميتها اقتصاديا لاكثر من ثمانية عقود وما زال , كيف نصدق الامريكان و نؤمن للمحتل الذي قتل حياتنا واعاق تنميتنا منذ ان احتل ارضنا الفلسطينية , لعل هذا ما يجعلنا نشكك في مصداقيتهم نواياهم فهم يعتبروا الاحتلال الاسرائيلي واقع يجب ان يقبله ويتعايش معه الفلسطينين وهذا مناف للمنطق وطبيعة الصراع . لذا فان مؤتمرهم بالبحرين سيفشل وكل برامجهم الاقتصادية في المنطقة ستفشل ولن يتعاطي معها اي فلسطيني سواء علي مستوي رسمي او فصائلي او حتي شخصي لان لدي الكل الفلسطيني قناعة تامة ان الاحتلال يجب ان ينتهي اولا كمقدمة لاي حل سياسي واي عملية تحقيق ازدهار اقتصادي يهدف لتحقيق الامن والاستقرار في الاقليم تسمح باستثمار كبير تعمل من خلاله مشاريع كبيره تعود بالنفع على المواطن الفلسطينين الذي حرمه الاحتلال من العيش الكريم عقود من السنوات يجب ان يتوقف معها كل ممارسات الاحتلال ,الاستيطان والتهويد وسياسة الابارتهايد ويتم ضمان حقوق المواطنين في دولتين متساويتين في الاعتراف والسيادة امام العالم .
كل معطيات التحرك الامريكي في ما يسمي تيهئة المنطقة للصفقة كاذبة ومضللة واعتقد ان الصفقة تم اعدادها لكي يسطوا الامريكان على المال العربي ويسرقوا الثروات العربية ويملؤوا خزائنهم بالمال وينقذوا اقتصادهم المتهاوي الذي ينذر بكارثة اقتصادية تؤثر على مصالح واشنطن في كافة ارجاء العالم , كل المحاولات الامريكية لاحداث اختراق حقيقي في ملف الصراع لن تنجح وهي محاولات صورية غير حقيقية فقد اعطوا اسرائيل ما تريد , اعطوها القدس وانهوا قضية اللاجئين والجولان واعطوهم الضوء الاخضر لضم مستوطنات الضفة الغربية وفتحوا الحدود العربية لتطبيع اسرائيلي عربي عل كافة الصعد دون ان يحققوا للفلسطينين ما اقرته مبادرة السلام السعودية 2002 , لذا فان من يعتقد ان مؤتمر المنامة سينجح فهو واهم ولن ينتج عنه سوي مقترحات ومشاريع وبرامج بابعاد ومحاور اقتصادية واجراءات وبرامج تنموية وهمية يصعب تحقيقها على الارض . صفقة وهمية ومؤتمر كاذب وفلسفة عمياء ومنطق مضلل للعرب فيما يسمي حل الصراع وانشاء اقتصاد يخدم هذا الحل لكن بالرغم من التضليل الحادث وانسياق العرب خلف الثور الامريكي الا انهم باتوا ميأكدين ان رفض الفلسطينين سيحول دون مشاركتهم ايجابيا ولعب دور فاعل يخدم الحلول الامريكية التي يرفضها الفلسطينين وفي النهاية سيمر الزمن وتاتي الانتخابات الامريكية وتؤجل المحاولة الامريكية الي الفترة الرئاسية الثانية على امل ان يفوز ترامب من جديد .
بقلم/ د.هاني العقاد