فى تدخل واضح وتعبير صريح عن الفشل يستعرض مبعوث الرئيس الأميركي للشرق الأوسط جيسون غرينبلات، ومتهما حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح»، التي يرأسها الرئيس محمود عباس، بتخريب فرصة للتعايش كما اسماها، في إشارة إلى مشاريع الوهم الامريكية المعروفة بصفقة القرن الأميركية الهادفة لتثبيت ودعم النفوذ الاستيطاني وتكريس واقع الاحتلال على ارض الواقع والقفز عن عملية السلام والتهرب من استحقاقات السلام المبني على الحقوق وإقامة الدولة الفلسطينية.
وكتب مغردا غرينبلات على صفحته الخاصة في موقع «توتير» العالمي قائلا: «فتح تفشل فرصة أخرى للتعايش وما يجب أن يكون أمرا طبيعيا. لا يمكن بناء السلام على قاعدة أسستها فتح. ومن أجل تحقيق السلام يجب تسوية القضايا العديدة. ويجب تشجيع التعايش».
هذا هو مفهوم التفكير الامريكي لإدارة ترامب ومبعوثه لعملية السلام يريد التعايش على حساب الحق الفلسطيني متناسيا ان هذه الارض الفلسطينية هي ملك للعشب الفلسطيني ولا يمكن أي قوة ان تنتزع هذه الملكية وان اليهود من يسيطرون على الارض هم تجمعوا مهاجرين ولاجئين في فلسطين وان الاولي علي الولايات المتحدة الامريكية ان تبحث بعودة اليهود الى بلادهم الاصلية حسب القانون الدولي والمطالبة بتطبيق بنود القانون الدولي ومنحهم حقوق العودة الى بلادهم الاصلية بدل من استمرار دعم الاستيطان في فلسطين وتكريس واقع الهيمنة المطلقة على الشعب الفلسطيني وانتزاعه من ارضه فمن حق ابناء شعبنا العودة الي اراضيهم وقراهم وبيوتهم التى هجروا منها دون وجه حق وأيضا من حق اليهودي الذي هجر من بلاد اوروبا وروسيا وبعض البلاد العربية من حقهم العودة الي اراضيهم وان يتمتعوا بالعيش في بلادهم الاصلية هذا هو المنطق السليم والأساسي اذا ما اراد جيسون غرينبلات وغيره ان يتهجموا علي حقوق الشعب الفلسطيني الاساسية والغير قابلة للتصرف .
ان الشعب الفلسطيني كل الشعب والقيادة الفلسطينية ومعهم يقف كل العالم يعبرون عن رفضهم صفقة القرن، التي يسعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب لفرضها على الشعب الفلسطيني من أجل تثبيت الاحتلال وشرعنه وجوده دون حق على الأراضي الفلسطينية.
ان شعب فلسطين يجدد رفضه للمشاركة بأي مؤتمرات ذات صلة بصفقة القرن، ويقف كل الشعب الفلسطيني موحدا خلف قيادته الرافضة.
ان شعبنا الفلسطيني يدرك طبيعة المرحلة النضالية ويدرك ان هذه المعركة فرضت عليه وهو مستمر في المقاومة حتى دحر الاحتلال ونيل الحرية وإقامة الدولة الفلسطينية متمتعا بإرادة قوية وصلبة لمواجهة التحديات الراهنة من اجل التصدي للمؤامرة الكبرى التي تحاك ضد شعبنا وإسنادا للقيادة في صمودها وموقفها البطولي تجاه ما يحاك ضد القضية الفلسطينية وعمقها العربي .
ان مواقف القيادة الفلسطينية وحركة فتح التى يتهجم عليها (جيسون غرينبلات عبر تويتر ) تجاه عملية السلام كانت مواقف واضحة وثابتة وتعبر عن رؤية الشعب الفلسطيني والموقف العربي وعن مواقف الفصائل الفلسطينية ولكن الحقيقة واضحة هنا بان الاحتلال الإسرائيلي هو الذي يرفض السلام ويقف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي موقف همجي رافض الاعتراف باستحقاقات السلام حيث يستمر في بناء المستوطنات ومصادرة الأراضي مستخدم كل ادوات القمع والقتل منهكين حقوق الإنسان الفلسطيني رافضين إطلاق سراح الأسرى ومستمرين في التنكر لحقوق الشعب الفلسطيني بالعودة الي أراضيهم.
اليوم تزداد المؤامرات شراسة وتتشعب الادوار الخفية للنيل من حقوق وكفاح شعبنا الفلسطيني وإرادة وصمود اهلنا ويتعرض الرئيس محمود عباس الى حملة شرسة من قبل ادارة ترامب الامريكية والاحتلال الاسرائيلي وعملائه وأدواته في المنطقة وأبواق الفتنة والعار للنيل من مواقفه والتشكيك في اهدافه حيث يسعون للنيل من صموده والتشكيك في موقفه الثابتة من اجل اهدافهم وفرض رويتهم وتكريس صفقة القرن كحل وحيد في المنطقة لخلق بدائل تمثيلية هزيلة تكون بديلا عن تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية من اجل تمرير مشروعات التصفية للقضية الفلسطينية وإجهاض حلم شعبنا في اقامة دولته الفلسطينية المستقلة والقدس عاصمتها .
وحتما ستنتصر قوة الحضارة على حضارة القوة التي تفرضونها .. ستنتصر الحضارة الفلسطينية علي بطشكم وإرهابكم وعنجهيتكم وحقدكم الأسود علي شعبنا الفلسطيني وستنتصر رسالة شعبنا ورسالة ( السلام الفلسطينية ) وإيمانه المطلق بحقه واستعداده الدائم للتضحية من اجل وجوده وحياته الكريمة وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة والقدس عاصمتها .
ان شعبنا الفلسطيني وامتنا العربية قدموا الشهداء من اجل نيل الحرية وخاضوا المعارك بشرف وبطولة من اجل الحفاظ علي فلسطين ولا يمكن إلا وان نكون المحافظين على دماء الشهداء التي هي الامانة في اعناق هذا الجيل الذي هو مصدر مجد وفخر لفلسطين الحضارة على مر التاريخ وسيظل وساما على صدر كل مسلم وعربي كما أنه سيكون شفيعا للشهداء الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم من أجل أن تعيش أمتنا وتنعم بالعزة والكرامة فطوبى للشهداء الابطال الذين صنعوا هذا التاريخ المشرف للامتنا العربية واننا على العهد ماضون.
( وتسقط صفقة القرن يا جيسون غرينبلات )
بقلم/ سري القدوة
سفير النوايا الحسنة في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية