مع الختيار على الهاتف

بقلم: علي بدوان

(مقتطف قصير من نصوص سيرة ذاتية)

في ربيع العام 1978، وفي يومٍ دافىء، مشمس وجميل، بعد أيامس من المطر والبرد، جلست مناوباً في مكتب الـ 84 في المزة (مكتب الداخل) بعد الظهر، حيث كنت صباحاً في دوام الجامعة والنشاط الطلابي، اتصل معنا مكتب الــ 23، وهو مكتب ابو عمار الخاص بدمشق، طالباً "الأول"، لأن ابو عمار يريد التحدث معه فوراً، وكان الأول موجود بدمشق، علماً ان معظم وقته في تلك المرحلة كان في لبنان. فابلغتهم انه غير موجود، وطلبت منهم تحويل الخط لأتحدث مع ابو عمار (الختيار) كما كنا نطلق عليه.

تحدث معي ابو عمار ... فقال بلكنته المعروفة ... مين معي .. من انت .. وقال لمن حوله كما سمعت .. من ده .. مي ده الكدع ..

قلت له أنا عامر اخ أبو عمار، من ( ... )، فسايرني بالحديث كأنه يعرفني تماماً ..

كيفك أخوي عامر .. ازيك ..

كيف شغلكم ... اكيد كويس ..

انا عاوز اشوفك بس تنزل بيروت ...

وعند سؤاله لي عن الأول، قلت سارسل له خبراً على الفور ليتحدث اليكم، وبالفعل ذهب الشاب فارس (الموجود الآن في رام الله) لمنزل (ا ل) القريب جداً من المكان، وابلغ ابو محجوب (جياب التونسي) بأمر اتصال الختيار ... ليتم قضاء الموضوع.

كانت تلك المرة الأولى التي اتحدث فيها مع الختيار هاتفياً، لتتكرر في اوقات لاحقة.

بقلم/علي بدوان