يبدو ان غالبية الدول العربية قررت حضور مؤتمر المنامة في البحرين. والمستضيفة للمؤتمر قررت بوقاحة دعوة السلطة الفلسطينية للحضور.
ومن الوهلة الأولى لقراءة الدول المهرولة نحو المؤتمر نجد انها تنحصر بين دول التطبيع أو المختونة والمعمدة أميركيا .
ثمة أشياء مزعجة لفتت أنظارنا وشوهت تطلعاتنا ، أن غالبية الدول العربية مغسلة عن الرؤية الجمعية ووحدة القرار ، حتى التمحور حول فكرة الدول ثنائية القطبية ذهبت أدراج الرياح ..
ويبدو أن القيادة الفلسطينية باتت تدرك أن المؤتمر إستكمالا لسلسلة المؤامرات السابقة ضد القضية الفلسطينية واتخذت قرار يتكأ على موقف 13 مليون فلسطيني ومن بساندهم من أحرار العرب وشعوبها بمقاطعة المؤتمر كون أن الإرهاصات السياسبة ومدخلات المؤتمر تبشر أن المخرجات ستكن فاشلة بامتياز بناءا على المعايير التالية/
- المؤتمر لا يتبنى حلّ الدولتين، المجمع عليه فى المبادرة العربية للسلام عام 2002م
- يأتي المؤتمر بعد ضربات الخبث الترامبية الاستباقية و اعترافه بضم القدس، والجولان للصهاينة - دعوة المتصهين الانجليكاني فريدمان بإيعاز من نتنياهو ضم أجزاء من الضفة، وتقزيم فكرة إقامة دولة فلسطينية وصفها بالفاشلة
- محاصرة السلطة الفلسطينية سياسيا واقتصاديا وإجتماعيا
- محاصرة وضرب مقار الأجهزة الأمنية السيادية، والعمل على هلهلتها وإضعافها
- تكثيف الأبواق الإعلامية المتصهينة لخلخلة الجدار الشعبي حول المشروع الوطني والنيل منه تمهيدا لاقتلاعه.
تأسيسا لما سبق نرى
إن مخرجات المؤتمر لن تكون في صالح الفلسطينيين ولا محور الممانعة العربي والإسلامي للاعتبارات التالية/
- وعود الحل الاقتصادي للقضية والمليارات المالية الشفوية التى سيوعد بها الفلسطينيون، ما هى الا استهلاكا إعلاميا، سترمى كقصاصات ورقية فى سلة المهملات السياسية، بعد هرولة التطبيع السياسي الاجتماعى و الثقافي وكسر جدار العزلة عن الكيان المغتصب ، وشعار الانتعاش الاقتصادي بمثابة مناورة صهيوامريكية ستتبدد على يد الفلسطينون..
قرار السلطة صوابا حينما رفضت مقايضة القضية بالمال المسموم ، وأدركت من خلال خبرات سابقة أن 3 عقود من ممارسة الخديعة كافية ، ولن يبقى أمام القيادة الفلسطينية ما تخسره ، والوعودات المنتظرة فى المنامة أكثر خديعة من وعودات ورقية سابقة ..
لذا نقول أن القادم خطير، وليس أمام السلطة والفصائل الفلسطينية إلا ان تتخندق وراء الحاضنة الشعبية ، الظهير الأقوى للحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية، والهرولة نحو المصالحة، وتمكين مقومات الصمود لحوالي 6 مليون فلسطينى متأثلين بين النهر والبحر..
بقلم/ ناصر اليافاوي