الصفقة..

بقلم: عطاالله شاهين

امرأة عجوز تسأل زوجها الهرِم، الذي يسمع من مذياعه الأخبار كلّ يوم بلا انقطاع، هل تضمن صفقة القرن دولة للفلسطينيين؟ فيردّ عليها كلا، فكل ما في الأمر حفنة دولارات، ومشاريع اقتصادية في المنطقة، فتقول له: أيعني بأن الاحتلال باقٍ، فيردّ عليها والدموع تسيل على وجنتيه المجعدتيّن: بلى، فالاحتلال على ما يبدو باقٍ، فتسأله: ولكنّ الصفقة كما يروّجون لها بأنها خطة للسلام، فينظر زوجها الهرم بعد أن يغلقَ مذياعه، ويقول لها: أي سلام يا امرأة، فاسرئيل تريد ضمّ أجزاء من أراضي الضفة أو ربما ستضم الضفة لاحقا، الله أعلم بأن الصفقة بداية لنهاية مشروعنا الوطني، لكن كما ترين شعبنا يرفض أية حلولٍ لا تتضمن دولة على حدود 67، وعاصمتها القدس الشرقية، فتصمتْ المرأة العجوز، وتقول له طيّب ورشة المنامة لماذا؟ يصمت الرجل العجوز ويقول: هي بداية للتطبيع يا امرأة، أي الدول العربية ستطبع علاقاتها مع إسرائيل، تقترب المرأة العحوز من زوجها الذي يبدو النعاس عليه جليا وتقول هذه إذن الصفقة، فيردّ عليها: بلى، لكنّ فشلها يبدو واضحا برفض الفلسطينيين لها، هذه هي الصفقة، فدعينا ننام الآن، كفى هموما من سماعنا أخبارٍ مُحزنة..

عطا الله شاهين