العوض: نحذر من اعتماد مسار الحل الإنساني والاقتصادي

قال وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، خلال مقابلة تلفزيونية حول ورشة المنامة، ان هذه ليست المحاولة الأولى التي تقوم بها الولايات المتحدة الامريكية لعقد ورشات عمل ذات طابع اقتصادي من اجل تركيب عجلات لتسيير صفقة القرن الى الامام ففي اب العام الماضي جربت الولايات المتحدة عقد ورشة عمل ذات مضمون اقتصادي تغيبت عنها القيادة الفلسطينية وفشلت هذه الورشة، أيضا في فبراير من العام الحالي عقدت الولايات المتحدة الامريكية مؤتمراً في وارسو لتحقيق ذات الغرض ورفضته القيادة الفلسطينية وتغيبت عنه وفشل هذا المؤتمر من تحقيق أهدافه .

وتابع العوض "بعد ساعات الولايات المتحدة ستعقد ورشة ذات مضمون اقتصادي في البحرين من اجل نفس الأغراض ونفس الغرض توفير الأموال لدفع صفقة ترمب للأمام وحسب ما تسرب ان هناك نوايا أمريكية لجمع حوالي 50 مليار دولار لتنفيذ صفقة القرن بمعنى استبدال الحل السياسي القائم على حق شعبنا الفلسطيني وفق قرارات الشرعية الدولية بالحل الإنساني والاقتصادي المؤسف في هذا الجانب ان الولايات المتحدة الامريكية تريد ان تصفي القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة بالأموال العربية لذلك نجد ان الدول العربية التي تذهب باتجاه التطبيع تتردد ولا تدفع الأموال المطلوبة منها وفق شبكة الأمان التي اقرتها القمة العربية وهي 100 مليون دولار شهريا بينما تذهب لدفع 50 مليار دولار للولايات المتحدة لتنفيذ مشروعها".

وأكد العوض أن "الشعب الفلسطيني بكل قواه السياسية والشعبية والرسمية يرفضون هذا المؤتمر وبالتالي طالما الفلسطينيون يرفضونه فلا مجال لنجاحه ابدا ولن تنجح الولايات المتحدة الامريكية لو حشدت كل مليارات العالم بان تشتري القضية الفلسطينية وتصفيها ففلسطين ليست للبيع والقدس ليست للمساومة وبالتالي نحن لا نتفهم مبرر أي دولة من الدول العربية التي ذهبت الى البحرين".

وشدد العوض على ان "شعبنا الفلسطيني بوحدته السياسية والشعبية سيسقط مخرجات هذه الورشة مهما كانت وفي هذا السياق هناك سلسلة من الفعاليات التي بدأت منذ أسبوع للتأكيد على وحدة الموقف الفلسطيني الرافض لهذه الورشة والرافض لهذه الصفقة غدا سيكون هناك مؤتمر شعبي عارم في قطاع غزة في مركز رشاد الشوا الساعة السادسة مساءً وسيؤكد الشعب الفلسطيني بكل قواه السياسية وكل مناطق توزعه الجغرافي على رفض هذه الورشة ورفض مخرجاتها وأيضا سيكون هناك بعد غد مسيرة للأمم المتحدة تؤكد على ذات الموقف وأيضا سيكون هناك مؤتمر للمخاتير والوجهاء في قطاع غزة بعد غد للتأكيد على هذا الموقف".

وأوضح العوض ان "الخطورة تتمثل في موقف الولايات المتحدة التي تريد من خلاله ان تخلق امرا واقعا جديدا تستبدل فيه قرارات الشرعية الدولية بما يمكن ان تتوصل له بمؤامراتها مع بعض الدول التي تجنح نحو التطبيع لذلك نطالب الجميع بعدم الذهاب للمنامة كما فعلت روسيا والصين والأمم المتحدة وفرنسا وغيرها ومرة أخرى على الجميع ان يعرف ان الشعب الفلسطيني ليس مغلول اليدين وعلى الجميع ان يعرف ان الشعب الفلسطيني يستطيع ان يصل الى أي مكان في العالم للدفاع عن قضيته الوطنية المشروعة وبدون شك هناك مجموعة من الإجراءات التي لا بد ان نتخذها فلسطينيا واهمها ان نستفيد من هذا المناخ الرافض لصفقة القرن والرافض لورشة المنامة من أجل الوحدة الوطنية الفلسطينية وانهاء الانقسام".

وحول وضع غزة عقب وليد العوض قائلا "انهم اعتمدوا الحصار على قطاع غزة واعتمدوا التجويع وعمليات العدوان المتكررة من اجل إيصال الوضع الاقتصادي في قطاع غزة الى حافة الهاوية جنى يأتوا في لحظة ما ويقولوا للشعب الفلسطيني بشكل عام وفي قطاع غزة بشكل خاص ان لا سبيل امامكم الا القبول بالحلول الإنسانية والاقتصادية ولذلك نحن نحذر من اعتماد مسار الحل الإنساني والاقتصادي بغض النظر عن من الذي يقوم بدور العراب لهذا المسار وفي عذا الجانب كان لنا ملاحظاتنا التي ابرمت قبل شهر وقلنا ان مسار التفاهمات الذي يغيب الحل السياسي ويغلب الحل الاقتصادي مرفوض ونحن نتمسك بتطبيق قرارات الشرعية الدولية وفي مقدمتها حق شعبنا الفلسطيني في انهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين طبقا للقرار 194 قد لا نتمكن من تحقيق هذه الأهداف اليوم او غدا لكننا سنتمكن من احباط أي مؤامرة تستهدف تصفية القضية الفلسطينية كما تمكنا من احباط مئات المشاريع وعشرات المؤامرات منذ عام 1948 وحتى اليوم".

وأكد العوض ان قطاع غزة لن يكون الا جزء من المشروع الوطني الفلسطيني غزة كما الضفة والشتات اليوم وغدا وبعد غد على قلب رجل واحد نرفض صفقة القرن نرفض ورشة المنامة ونرفض كل الحلول التصفوية ونتمسك بحقوق شعبنا المشروعة

وعن تصريحات غرينبلات حول النية لنقل خدمات وكالة الغوث الى الدول المستضيفة للاجئين قال العوض انه بات واضحا ان الولايات المتحدة تعمل على استبدال قرارات الشرعية الدولية برؤيتها لتصفية القضية الفلسطينية وبهذا الجانب ردت الاونروا بشكل واضح على أمريكا بأن الولايات المتحدة لا تملك حق الغاء الوكالة فالوكالة أنشئت بموجب القرار 302 عام 1949 ولا يحق للولايات المتحدة ان تلغيها او ان تغير وظائفها وبالتالي ستبقى الاونروا قائمة حتى تنفذ  القرار 302 من جانب اخر الدول العربية الشقيقة التي تستضيف اللاجئين الفلسطينيين لبنان والأردن وسوريا وبعض الدول الخرى ترفض ان تنتقل الخدمات لها وبالتالي محم ضد تهريب الاونروا لان ذلك مقدمة لتنصل المجتمع الدولي من مسؤولياته اتجاه قضية اللاجئين فقي قطاع غزة يوجد ما يقارب مليون و 250 ألف لاجئ كلهم يتمسكون ببقاء الاونروا حتى تنفيذ مهامها وأهدافها التي أنشئت من اجلها وهي العناية باللاجئين الفلسطينيين حتى يتمكنوا من العودة الى ديارهم التي شردوا منها بغير ذلك مهما تحدث كوشنير وترمب كله سيكون بمثابة ذر الرماد في العيون

وختم العوض حديثه قائلاً هناك خطوات متسارعة للولايات المتحدة وإدارة ترمب لأنه يعرف انه ذاهب للانتخابات العام القادم وفرصه في النجاح ضئيلة لذلك يحشد حلفائه الصهاينة وحلفائه من المتهافتين في التطبيع العربي من اجل ان يقدم صفقته للأمام قبل حلول العام القادم وبدء انشغال الولايات المتحدة بالانتخابات وعند ذلك لن يكون هناك في التداول لا صفقة قرن او غيرها وستبقى القضية الفلسطينية حاضرة تقض مضاجع كل اللذين يتآمرون عليها وتطرق ضمائر كل الذين يسعون للحرية والسلام والعدل في العالم.

المصدر: غزة - وكالة قدس نت للأنباء -