وجه رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية رسالة للمشاركين في مؤتمر البحرين المنعقد في العاصمة البحرينية المنامة قائلاً: "إن مؤتمركم وهم سيتبدد على صخرة صمود الشعب الفلسطيني ووعيه".
وقال هنية في كلمة له خلال مشاركته في المؤتمر الوطني الفلسطيني لمواجهة صفقة القرن ورفض مؤتمر البحرين الذي عقد مساء الثلاثاء في مدينة غزة: إن مؤتمر البحرين مؤتمر سياسي بغطاء اقتصادي وإغراءات مالية، هدفه العمل والتمهيد لتصفية القضية الفلسطينية، وإعطاء الضوء الأخضر للعدو الصهيوني ليبسط احتلاله وسيطرته على كامل الضفة الغربية.
وأضاف هنية أن هدف هذا المؤتمر هو فتح باب التطبيع بين الدول العربية وبين الاحتلال الإسرائيلي، وإعادة تركيب مصفوفات ما يسمى بالأعداء على قاعدة دمج الاحتلال في المنطقة العربية وتنصيب عدو من داخل الأمة لشعبنا وأمتنا.
وشدد على أن صفقة القرن ومؤتمر البحرين ليسوا قدرا على الشعب الفلسطيني، فشعبنا أفشل كل المؤامرات والصفقات والمخططات سابقا، وهو قادر على إفشال هذه الصفقة وتمريغ أنف من وقّع عليها في تراب أرض فلسطين".
وتابع هنية أن صفقة القرن ومؤتمر البحرين ولدا ميتين لأنهما يحملان بذور الفشل، ولأن شعبنا يقف موحداً في موقف هو الأول من نوعه منذ 13 عاماً في وجه هذه الصفقات والمؤتمرات التي تريد أن تفرط بأرض فلسطين.
وأردف أن أمريكا التي فشلت في كل سياساتها، وفي تطويع المنطقة لن تستطيع تمرير هذه الصفقات، مشيراً إلى تصاعد اللهيب في المنطقة وروح التحدي لأمريكا ولمن يقف في صفها.
منعطف تاريخي
وأكد أن الشعب الفلسطيني يقف اليوم في منعطف تاريخي، داعياً إلى نسيان أوجاع الماضي وآلامه، وإلى بناء استراتيجية وطنية تقوم على أولوية التمسك بثوابت القضية الفلسطينية، وفي مقدمتها القدس وحق العودة والدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس على كامل التراب الوطني الفلسطيني.
وأعرب هنية عن جهوزية حركة حماس لعقد لقاء مع الأخ أبو مازن وقيادة حركة فتح في مدينة غزة أو في أي مكان، كما دعا إلى عقد اجتماع الإطار القيادي المؤقت الذي تم الاتفاق عليه بموجب اتفاقية القاهرة عام 2005م.
وأضاف هنية أنه آن الأوان لاجتماع الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية، متسائلاً إذا لم يجتمع الآن فمتى سيجتمع؟ فالضفة الغربية تهود، والاستيطان يبتلع الأرض، وغزة محاصرة، واللاجئون مشتتون في المنافي والشتات.
ودعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تدير شؤون الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة وقطاع غزة، ترعى أبناء شعبنا في كل مكان.
وأوضح أن مهمة هذه الحكومة هو التحضير لإجراء انتخابات شاملة رئاسية وتشريعية ومجلس وطني فلسطيني.
وجدد هنية المطالبة بالعمل على إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية بحيث تضم كل الفصائل الوطنية والإسلامية لتشكل مرجعية وطنية موحدة تتبنى الاستراتيجية الوطنية والعمل الفلسطيني الموحد في إطار وطني شامل.
وقال إن الشعب الفلسطيني يقف اليوم في لحظة تاريخية استثنائية فاصلة ليقول بكل وضوح: إن أرض فلسطين ليست للبيع، ولا للصفقات ولا للمؤتمرات التي تبحث تكريس الاحتلال على أرضنا.
ولفت إلى أن أبناء الشعب الفلسطيني –الذين يستشعرون التهديد الاستراتيجي غير المسبوق الذي تتعرض له القضية الفلسطينية- لم يفوضوا أحداً كائناً من كان للتنازل أو المساومة أو التفريط بحقهم في فلسطين.
وتوجه هنية بالتحية إلى الشعوب العربية التي تقف اليوم لتؤكد مركزية القضية الفلسطينية، وأن القدس هي بوصلة الأمة، مشيراً إلى أن مواقف الأنظمة التي توافق على صك التنازل لا تمثل ضمير هذه الأمة.
وأشار إلى أن توقيت مؤتمر البحرين تزامن مع ذكرى عملية أسر المقاومة للجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2006م في عملية الوهم المتبدد، في رسالة للمجتمعين في البحرين أن مؤتمركم متبدد.
ووجه هنية رسالة للأسرى في سجون الاحتلال، قائلاً: رغم انشغالنا أقول لكم إن المقاومة تعاهدكم أن تحرركم مهما بلغت التضحيات.
تعزيز العلاقات
ودعا هنية إلى تعزيز وتعميق العلاقة والتنسيق مع الدول العربية والإسلامية، خاصة في ظل المواقف المشرفة لكثير من الدول، لا سيما تلك التي تستضيف اللاجئين الفلسطينيين كلبنان الذي رفض المشاركة في مؤتمر البحرين.
وتوجه بالتحية كذلك إلى الدول كافة التي ترفض التطبيع والانصياع للإدارة الأمريكية الظالمة، وتؤكد حق الشعب الفلسطيني في المقاومة حتى دحر الاحتلال.
وأشاد هنية بموقف رئيس البرلمان الكويتي الذي أعلن بكل وضوح رفضه للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.
ودعا هنية إلى المقاومة الشاملة بكل أنواعها الشعبية والسياسية والمالية والإعلامية والكفاح المسلح ضد العدو الصهيوني لمواجهة المخاطر التي تتعرض لها القضية الفلسطينية.
وجدد رفض حركة حماس للوطن البديل، قائلاً: لا للوطن البديل، ولا لمشاريع التوسعة، ففلسطين هي فلسطين، والأردن هو الأردن ومصر هي مصر، ولن نتمدد جغرافيا إلا باتجاه بقية أرضنا الفلسطينية المحتلة.