صفقة القرن المشئومة والمرفوضة من دول العالم أضرارها كبيرة على الشرق الأوسط، وتمثل ذلك في إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، والجولان أرضاً إسرائيلية غير محتلة، وصفقة القرن تضر بالأردن في حال تم تطبيقها، ووصلت إليه باعتبار أنه وطن بديل للفلسطينيين.
هذه المخاطر التي يخاف منها الأردن من تطبيق صفقة القرن، يسعى جاهداً لتوقيفها، وكان لملك الأردن عبد الله بن الحسين جولات مكوكية في دول العالم قبل وبعد مؤتمر القمة العربي الذي عقد في تونس، للحفاظ على وحدة الأردن وسيادته على ترابه الوطني، ليبقى الفلسطينيون داخل فلسطين وعاصمتهم القدس، ولا يكون حل القضية الفلسطينية على حساب الأردن.
وهناك فريق من الحكومة الأردنية على مستوى عالٍ يسعى جاهداً للحفاظ على الأردن، ومخاطبة الدول المهمة في العالم للوقوف معه ضد هذه الصفقة وعدم تطبيقها على حساب سيادة الأردن، والحفاظ على وحدة أراضية.
الأردن دولة مستقلة وهي الراعية والمشرفة على القدس منذ تأسيسها، وصفقة القرن منذ الإعلان عنها تهدف إلى سحب البساط من الأردن لرفع وصايته عن القدس، وهذا الأمر يرفضه الأردنيون قيادة وحكومة وشعباً، والعمل جارٍ على استعادته بكل الطرق الدبلوماسية والتفاوضية الممكنة.
الضغط كبير على الأردن للموافقة على هذه الصفقة، لكن الأردن ما زال رافضاً لها ويسعى لعدم تطبيقها على حسابه وحساب أرضه، علماً بأن الأردن زمن الملك الراحل الحسين بن طلال وافق على معاهدة السلام مع الإسرائيليين، من اجل إنهاء حالة (اللاحرب واللاسلم)، وذلك لأن الأردن على حدود مشتركة مع دولة فلسطين بطول ما يقارب (600) كيلومتر، وتعتبر الجبهة الوحيدة الآمنة برغم طولها بالنسبة مع باقي دول الجوار لفلسطين، وما تشهده من مناوشات بين الحين والأخر .
الأردن برغم حجمه الصغير واستقباله ملايين اللاجئين العرب الذي حلت بهم حروب مدمرة أو تهجير قصري، لا يزال يحافظ على أرضه ومتمسكاً بقيمه ورافضاً لأي قرار يضر بمصالح الأردن أو سيادته ومتمسكاً بسيادته على القدس.
وفي اجتماع النواب العرب الذي عُقِِد مؤخراً في الأردن كان الموقف الأردني واضحاً بأن القدس عربية وستبقى عربية، ورفض إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، ووافقه على ذلك معظم نواب العرب.
والأردن هذا البلد المحدود الموارد الاقتصادية، واغلب اعتماده على المساعدات الخارجية، وفي حال تطبيق صفقة القرن يكون الأردن متضرراً من هذه الصفقة، وعلى العرب وأحرار العالم الوقوف جنب الأردن لاجتياز هذه الأزمة، التي ستطال كل الوطن العربي.
بقلم/ محمد الكيلاني