إن عقد مؤتمر دولي في مملكة البحرين بمشاركة الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين والقدس التي أصبحت عاصمة إسرائيل بقرار ترمب وكان المؤتمر محاوله لإضفاء الشرعية على الاحتلال وتغليفه وتزيينه بمغريات اقتصاديه وغياب الفلسطينيين هو تأكيد الرفض المطلق للانحياز الأمريكي لإسرائيل ورفض للمؤتمر ومخرجاته لأنه يشكل خروج عن الثوابت الوطنية الفلسطينية ويدمر رؤيا الحل السياسي وقيام دولتين تعيشان جنبا إلى جنب دولة فلسطين وعاصمتها القدس الغياب المدوٍي للفلسطينيين، أصحاب الحق والأرض والقضية، تحت شعار تشجيع الاستثمار في فلسطين هو مؤتمر مستهجن ومدان ومرفوض. كما أن جنوح دول عربية وازنة نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل ومشاركتها في مؤتمر هدفه إغراءات مالية وهمية باستثمارات واهية أمر مخجل ومحزن وخروج عن الشرعية الشعبية حيث التظاهرات التي عمت عالمنا العربي والإسلامي رفضا للمؤتمر ومخرجاته ترافقت مع انعقاد المؤتمر .
إن الصمت العربي عن احتلال فلسطين ومحاولات سلطات الاحتلال لتهويد القدس والاعتراف بها عاصمة للكيان الصهيوني إضافة إلى قرار ضم الجولان العربي المحتل إلى الكيان الصهيوني كلها تصب في مستنقع هزائم العرب في العصر الحديث وسيكتب لها ان تبوء بالفشل لحظة تأخذ الشعوب العربية قرارها بالرفض وتنتصر لفلسطين العربية وشعبها المناضل الصامد وحقه في أرضه. والشعوب إن اتحدت في سبيل قضية حق، لن تعدم وسيلة لتحقيق المبتغى، والتاريخ مليء بالشواهد على ذلك.
"في زمن الخذلان والتواطؤ العربي الذي أضحت فيه العمالة لإسرائيل وجهة نظر والتطبيع مع الكيان الصهيوني أمر يغتفر والجنوح نحو صفقة التخلي عن فلسطين أمر مبرر نرفض الاستسلام للأمر الواقع، وإيماننا بتاريخنا وهويتنا العربية وإيمان المخلصين من قيادات وشعوب امتنا العربية والاسلاميه بقضية فلسطين والقدس وحق العودة، سيواجهون سهام الخيانة والعار ومخرجات ورشة البحرين بمقاومة لا تلين وبكل الوسائل السلمية المتاحة.
وانتفاض الشارع العربي في وجه السكوت الرسمي العربي عما جرى ويجري من صفقات مشبوهة ومؤتمرات موبوءة تفوح منها رائحة العار والخيانة بحق فلسطين والفلسطينيين تشهر مجددا سلاح الموقف، موقف الرفض الشعبي والمقاومة وإطلاق صرخة حق مدوية في كل المحافل الدولية وسيكون حكم التاريخ قاسيا ماضيا بحق كل من باع ويبيع القضية.
ورشة المنامة ألاقتصاديه وصفقة القرن خروج عن قرارات الأمم المتحدة وتحدي للشرعية الدولية ،منـذ عـام ١٩٧٤ والأمـم المتحـدة تكـرر التأكيـد بسـبل مختلفـة علـى حقـوق الشـعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، بما فيها الحق في تقرير مصـيره دون تـدخل خـارجي والحـق في الاستقلال الوطني والسيادة (انظر قرار الجمعيـة العامـة ٣٢٣٦) د-٢٤ .((وخـلال الفتـرة مـن عــام ١٩٨٩ إلى عــام ٢٠٠٠ ،ظلــت اللجنــة المعنيــة بممارســة الشــعب الفلســطيني لحقوقــه غير القابلة للتصرف من المؤيدين والمناصرين بشدة لحق الفلسطينيين في تقرير المصـير، لا سـيما
حقهم في إقامة دولتـهم المسـتقلة، فلسـطين. وأنشـئت في الأرض الفلسـطينية المحتلـة مؤسسـات مؤقتـة شـبه حكوميـة علـى أسـاس اتفاقـات ثنائيـة تفاوضـت بشأنها إسـرائيل ومنظمـة التحريـر الفلسطينية في إطار عملية السلام في الشرق الأوسط الـتي جـرت في تسـعينات القـرن الماضـي؛
وانقضـت في ٤ أيار/مـايو ١٩٩٩ فتـرة السـنوات الخمـس الانتقاليـة المقـررة بموجـب الاتفـاق المؤقت، دون أن يُشرَع في مفاوضات الوضع النهائي من الناحية الموضـوعية. وفي ذلـك العـام، امتنع الفلسطينيون عن إعلان قيام دولة مستقلة من جانب واحد، وأكـد الاتحـاد الأوروبي مـن جديد “حق الفلسـطينيين المتواصـل وغـير المشـروط في تقريـر المصـير، بمـا في ذلـك خيـار إقامـة ألدوله الفلسطينية المستقلة
لقد دمرت إدارة ترمب السلام برمته باعتراف ترمب بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي وقطع المساعدات عن الاونروا وسعيه لتصفية الاونروا للتمهيد لتصفية حقوق اللاجئين وتوطينهم وهذا احد أهم مخرجات ورشة البحرين ألاقتصاديه ، لقد تساوقت إدارة ترمب مع مفهوم الاحتلال الإسرائيلي لاتفاق أوسلو ضمن مفهوم تنازع على أراضي وليس صراع على حقوق وأقامت المستوطنات وصادرت الاراضي وتسعى حثيثا لتهويد القدس ، وبدعم إدارة ترمب تسعى لضم مناطق شاسعة من أراضي الضفة الغربية لإسرائيل بعد اعتراف إدارة ترمب بالسيادة الاسرائيليه على الجولان السوري المحتل
نقول لكل المجتمعين بالبحرين بورشة الازدهار الاقتصادي الذي حجوا لملئ جيوبهم بهذا الإغراء المالي وتعود عليه ترمب وكوشنير ، وقد صاغ مخططاً سياسياً -لا شك أنه يفتقر إلى الواقعية على غرار خطته الاقتصادية- سيصدر في وقت لاحق "وفي هذه الأثناء، يدور أمله الواضح حول إغراء الفلسطينيين بالتلويح بالثروات أمام أعينهم حتى يطيحون بقيادتهم العتيدة ويصنعون السلام مع إسرائيل. وفي الحقيقة، غالباً ما يكون القادة الفلسطينيون أكثر اعتدالاً في نظرتهم لإسرائيل من شعبهم، لكنهم امتنعوا عن حضور هذا المؤتمر.
رسالتنا إلى ترمب وصهره كوشنير وحلفائه العرب والحضور المجتمعين بورشة البحرين
إن "فلسطين ليست للبيع" والقدس العربية درة تاج العواصم عاصمة فلسطين الابديه ليست للمساومة و أن الحق الفلسطيني والعربي بتحرير الأرض من احتلال غاصب لن يخصع لصفقات مشبوهة ونسأل المشاركين من العرب كيف لكم القبول بالجلوس جنباً إلى جنب مع من يحتل الأرض ويغتصب الحق ويدنس أقدس مقدساتكم ومع من تجلسون من اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل هل هو إقرار واعتراف بقرار ترمب آم هو الخوف على عروشكم وممالككم التي لن ولن تدوم وستهتز الأرض من تحت إقدامكم طالما ان شبرا من فلسطين محتل ؟ ورشة البحرين مذبح للقضية الفلسطينية؟ وكان الأفضل والأجدر أن تستثمر تلك المليارات العربية لتوحيد الصف العربي ولإجلاء المحتلين عن أرض فلسطين وتحرير القدس ؟ وبرأيكم لو عرضتم تريلونات الدولارات على الاحتلال لينسحب من القدس هل ينسحب انه الصراع العقائدي الديني الذي تجهلون حقيقته ايها الزعماء العرب المتاسرلين
موقف الدول العربيه التي لم تحضر محل تقدير واحترام الشعب الفلسطيني ومؤيده بموقفها من شعوبها ولسان حالهم يقول ولو جاءوا بأموال الكون وكنوز الأرض فلن نستبدل الضمير الإنساني برشوة دنيئة ولن نتخلى عن تحرير أرض عربية محتلة أو التنازل عن شبر واحد من فلسطين أو التخلي عن حق من حقوق شعبنا العربي الأبي ولن يثنينا عن المطالبة بحق عودة الفلسطينيين الى وطنهم فلسطين وعاصمته القدس الشريف.
لا غلو بالقول إن عملية اغتيال القضية الفلسطينية تجري بأموال عربيه بلا خجل. وان المتآمرين المتاسرلين المتصهينيين مصيرهم إلى مزابل التاريخ ولكل شرفاء الامه العربيه والاسلاميه نخاطبهم ونقول لهم " فلسطين أمانة في أعناقكم ووديعة عند أجيالنا مهما جمعوا من أموال ومهما حاولوا تغيير الحال.
ستبقى فلسطين عربية وعاصمتها مدينة القدس قطب الرحى بمساجدها وكنائسها وبوصلة المجاهدين الخلص ووعي شعوبنا العربية والاسلاميه رغم ما أنهكها حكامها ظلما وفقرا وحرمانا حتى طغت المشكلة على القضية. والمستقبل وفجر الحرية والتحرر من العبودية والاحتلال والتسلط والقهر بات قريب و قريب جدا".
بقلم/ علي ابوحبله