إمارة إدلب وحكمها بنظام الخلافة الإسلامية إلى أين؟

بقلم: عطاالله شاهين


ما زالت هيئة تحرير الشام تتحكم بأمور الحياة اليومية في محافظة إدلب، لكن على الرغم من تحكمها الفعلي للمحافظة، إلا أن محموعات أو فصائل إسلامية أقل عددا ما زالت هي أيضا تتواجد بجانب هيئة تحرير الشام، لكن تبقى هيئة تحرير الشام هي المسيطر الفعلي. فهيئة تحرير الشام تنظّم شؤون نحو ثلاثة ملايين نسمة يسكنون في محافظة إدلب، والتي يشبهها البعض بإمارة مشابهة لإمارة داعش، التي انهارت قبل عام.
فمحافظة إدلب سقطت بأيدي فصائل المعارضة السورية في عام 2015، وكان للإتلاف السوري أثرا في دعم الفصائل السورية المعارضة في إدلب، وتشكلت مجالس بلدية لادارة شؤون السكان في البلدات والقرى التابعة لمحافظة إدلب، لكن اقتتالا دبّ بين الفصائل السورية المعارضة ادى في نهاية المطاف الى تمكّن هيئة تحرير الشام من توسعها في محافظة ادلب، وكان ذلك في عام 2017، لكن في عام 2019 تمكنت هئة تحرير الشام من بسط سيطرتها على الجهاز الاداري للمحافظة، ولكن قبيل سيطرتها بشكل كامل على محافظة ادلب استطاعت هيئة تحرير الشام عبر جهاز أطلق عليه تسمية الحسبة من التجول في البلدات والقرى، وذلك لفحص لباس النساء وصلتهن بالرجال الذين يرافقونهن، من أجل بسط سيطرتها الأمنية على المحافظة كونها تحكم بنظام الخلافة إن صح التعبير، وذلك للسيطرة الكاملة على شؤون المحافظة، كما أن في إدلب جامعات لا يعترف بشهادتهم خارج محافظة إدلب، فكل مفاصل الحياة تتحكم بها هيئة تحرير الشام، حتى أن المعابر تتحكم بها الهيئة وباتت أشبه بإمارة إسلامية، لكن نظام الأسد يريد استعادتها كباقي المدن السورية، ولهذا فالإمارة في إدلب لا يمكنها أن تصمد في ظل عدم قبولها من أطراف دولية، ومن هنا فاتفاق إدلب سينهار في النهاية، والمعركة القادمة ستخسّر هيئة تحرير الشام امارتها بسبب التفوق العسكري للنظام السوري، فمن ناحية يريد النظام السوري حلا سياسيا للأزمة، ينهي معاناة السوريين بعد تسعة أعوام من حرب مدمرة دمرت سورية..

عطا الله شاهين