في السابق كان الرجل الفلسطيني لا يسافر مكان الا ورجله برجل زوجته وابناءه. من المحال ان تجد زوجا يقبل ان يعيش بدون ان تكون زوجته بقربه. وكان هذا اهم مميزات الرجل الفلسطيني التي يحسدوننا عليها باقي نساء العالم. وهي ان الرجل الفلسطيني ملتزم بواجباته مع اسرته ويشعر بالمسؤليه نحوهم ولا يتخلى عنهم ابدا. بل سجلت العائلات الفلسطينيه اقل معدل في الخيانه الزوجيه او حالات الطلاق او حالات تعدد الزوجات.
كنا نعيب على رجال الخليج علاقاتهم اللاشرعيه مع انتشار العماله الاجنبيه، وعدم متابعتهم تربيه ابنائهم ليصبحوا تحت رحمه تربيه الخادمات الاجنبيات
و كنا نعيب على المصريين الذين يسافرون للعمل من دون عائلاتهم، ويأتونهم زياره بالعطل الرسميه لتقليل النفقات. وان كان هذا الفرق بسبب سهوله سفر المصري لبلده من أي مكان بالعالم. بينما نحن بلا دوله والرجل الفلسطيني لا يستطيع ان يعود فلسطين متى شاء بالاجازات بسبب اغلاق معبر رفح واحتلال اسرائيل لمعابر الضفه. مع صعوبه الحصول على تاشيرات مرور لمصر والاردن. اضف ان معظم الفلسطينيين بالخارج هم اصلا لاجئون لا تسمح لهم اسرائيل بالعبور لداخل فلسطين. ومن ثم كان الرجل الفلسطيني مضطرا ان يصطحب عائلته معه اينما عمل.
لكن الاحظ اليوم تغير الحال للنقيض. حيث اصبح الشباب يهاجرون للابد لدول اوربيه لطلب اللجوأ ويتركون عائلاتهم بما في ذلك الزوجه والابناء بداخل قطاع غزه. بل يلجإ معظمهم للزواج من امرأه اجنبيه لانه السبيل الوحيد له للحصول على اقامه وعمل وجنسيه ان تعذر اي سبيل اخر، ومن ثم قد ينسى اهله.
اما في داخل قطاع غزه فمن الملاحظ زياده رهيبه في حالات الطلاق مع انعدام فرص العمل، ومن ثم تهرب الرجال من النفقه على عائلاتهم بالطلاق. واحيانا يريد الرجل ان يغير زوجته دون ان يتكلف في النفقه على اسرته السابقه فيلجأ للطلاق. او بسبب مطالبه الرجل من زوجته العامله النفقه على البيت مما يخلق مشاكل كبيره بين الرجل والمراه عندما تشعر ان زوجها يستغلها. بل الاغرب ان كثير من الرجال يستمتعون بتعليق زوجاتهن، فلا يطلقهن وفي نفس الوقت يهجرهن، لتلجا لطلب الخلع والتنازل عن حقوقها الزوجيه.
ومن هنا اصبح حال المراه في غزه كالقطه هي من تحمل وتنجب وترضع وتربي وتحمي ابناءها، بينما اصبح ابوهم لا وجود له بحياتهم.
ومن ناحيه اخرى ازدادت مشكله العنوسه بسبب ارتفاع نسب البطاله لحد لم تشهده فلسطين بكل تاريخها. وبسبب الظلم الواقع في فرص الزواج بين الفتيات. حيث يعتمد الزواج التقليدي وهو السائد بغزه على ان ترشح ام الرجل فتاه لابنها للزواج. ومن ثم الفتاه التي تعيش في وسط غير اجتماعي تنعدم فرصها للزواج وان كانت من اجمل نساء غزه واكثرهن علما وادبا لانه لا يوجد من يدل عليها. أي ان الواسطه والمحسوبيه استشرت حتى بفرص الزواج وليس العمل فقط.
ومع ذلك تجد النساء مهمشات بالمجتمع ويعانيين حرمانهن من معظم الحقوق. لانه من الصعب اصلا ان تستطيع ان تجد النساء وساطات تساعدهن في حل المشاكل التي يصادفهن بحياتهن. فالمراه لا تستطيع ان تترجي احد للمساعده. ولا درايه لها باساليب التحايل والوصوليه التي تنتشر بكافه المجتمعات. ومجرد سؤال المساعده يجعلها عرضه للاهانه والابتزاز.
ومن هنا اسلكم ان تتنبهوا ان تصبح نساءنا كالقطط.
سهيله عمر
[email protected]