رسم الاتحاد الوطني الفلسطيني لكرة القدم بالعطاء الصادق والممهور بالتضحية الصامتة معالم خارطة الوحدة الوطنية الرياضية الجامعة بالهمة العالية والعزيمة وقوة الإصرار وصلابة الموقف، وبالإيمان الراسخ والثابت بالقيم الوطنية.
فالكرنفال الرياضي الكروي الفلسطيني الذي جمع جدعان بلاطة أبناء جبل النار وصقور خدمات رفح قلعة الجنوب الثائر على أرض الملعب البلدي بمدينة رفح، كحل عيون الوطن والرياضة الفلسطينية، وجاء تتويجا للإنجازات التي تسطر رغم التحديات والمعيقات وكان بمثابة لوحة سرمدية كنعانية الجذور، فلسطينية الهوية، أبرزت الزخم النضالي الرياضي الوطني والثقافي والتراثي من خلال التفاف الشعبي والجماهيري والفرحة الغامرة التي عاشها القطاع الصامد المثابر على إيقاع اللقاء الكروي.
الاستقبال المميز لجدعان بلاطة لحظة دخول الملعب عبر بصدق وبوضوح عن تاريخ نضالي ووطني متراكم لمدينة رفح العطاء ولقلعتها الصامدة مركز خدمات رفح مصنع الوطنية والرجال.
فشريط الأحداث وما واكبه من إيقاعات فنية ورياضية أطربت الجماهير التي غنت للوطن والكرة الفلسطينية سيبقى مطبوع في الذاكرة الفلسطينية، وسيكتب الكتاب والمؤرخون في كتاباتهم حقيقية الملحمة التاريخية للاتحاد الوطني الفلسطيني لكرة القدم التي صنعت الحدث وأعطته بعدا وعمقا وطنيا ورياضيا في محطة استثنائية، وسجلت وكتبت على سياج الوطن تاريخ مشرق للرياضة الفلسطينية.
العرس الكروي الفلسطيني اعطي دفعة إيجابية للرياضة الفلسطينية ككل وكرة القدم بشكل خاص بفضل ما تم التخطيط له والاعداد الجيد من كافة الجهات ذات العلاقة، وبفضل ما تم تطويره من بنية تحتية رياضية.
العرس يا سادة يا كرام ليس مجرد حدث رياضي، بل هو حدث يحمل الكثير من الدلالات الرياضية والسياسية والوطنية، ويعكس حالة التوحد الرياضي الفلسطيني والوطني، وحالة النهضة التي تعيشها الرياضة الفلسطينية رغم الظروف الصعبة.
والرسائل التي حملها اللقاء كانت تعبر عن حالة وعي ومسؤولية وطنية رياضية ترتكز على إرث تاريخي حضاري يعمل على تعزيز الوحدة و التواصل المجتمعي والتقارب بين أفراد المجتمع الفلسطيني والالتقاء بالأشقاء والأحباب رفاق الدرب الطويل والمسيرة الشاقة وهي عادة متأصلة في مجتمعنا الفلسطيني.
ختاما ...
معركة العبور لغزة العزة لجدعان مركز بلاطة والإصرار على تحطيم القيود والحواجز وتوحيد الجغرافيا الفلسطينية ولقاء مركز خدمات رفح شركاء العهد والمصير المشترك، عمقت جذور وحدتنا وعززت عزيمتنا ورفع هامتنا إلى حيث تجرؤ النسور، واوصلت رسائل عديدة، للعالم الصامت المتخاذل بأن أرادة الشعب العربي الفلسطيني لن تقهر، ولن يستطيع أحد من ثني عزيمة الامة في مواصلة مشروعها التحرري حتى الدولة العتيدة.
كتب /أسامة فلفل