برأي المحللون في الصحف المركزية الثلاث الاتفاق صوري، ولن يصمد طويلاً، ويبشر بحرب آتية، قد تنشب في الشهور الثلاثة قبيل الانتخابات المقبلة، في 17 سبتمبر
نتنياهو يعيش مأزق صراع البقاء بعد ان فشل في تشكيل حكومه جديده بعد انتخابات نيسان 2019 وفشله قاده الى الدعوه لانتخابات جديده للكنيست في يوليو القادم ، المحلل السياسي المحلل السياسي الإسرائيلي بن كاسبيت يتوقع مغامرات عسكرية من قبل نتنياهو ، بسبب رغبته البقاء بمنصبه، لأنه يعلم أنه في العقدين الأخيرين لا يمكن الخروج سليما معافى من حرب أو مواجهة عسكرية محدودة، حتى لو كان الجيش الإسرائيلي الأقوى في الشرق الأوسط يعمل تحت إمرته، لكن الوضع قد ينقلب فجأة إذا وصلنا إلى نقطة الحسم في مستقبل نتنياهو السياسي، مما قد يجعله يقدم على اتخاذ قرار مصيري هو الأخطر في حياته".
إن "ما قد يعزز ذلك الخيار غير المألوف على نتنياهو أن الأفق في طريقه باتت مسدودا، والخيارات اختفت، وهامش المناورة أغلق، والطريق انتهى هنا، ولعل ذلك يفسر إكثار المقربين منه في الأسابيع الأخيرة من الحديث عن القضايا الأمنية والعسكرية بصورة هستيرية مبالغ فيها، أكثر مما كان سابقا، بحيث إن التحذيرات من مغبة حدوث مواجهة عسكرية تزايدت رويدا رويدا في هذه الجبهة أوتلك
دخل اتفاق تجديد تفاهمات التهدئة، الذي أُعلن عنه ليل الخميس ــــ الجمعة فترة اختبار خلال الأسبوع المقبل، يفترض أن تتضح خلالها نيات الاحتلال الإسرائيلي. وفي الانتظار، تواصل المقاومة تحذيراتها من الاستمرار في المماطلة، بهدف إعادة التفاوض إلى النقطة الصفر
وفي اعقاب ذلك تلقى نتنياهو انتقاداً حاداً على اتفاق التهدئة من رؤساء الأحزاب المعارضة التي تتموضع على يسار نتنياهو ممن يصفون أنفسهم بمعسكر الوسط. فتعمد رئيس حزب «أزرق أبيض»، بيني غانتس، أن يضرب على الوتر الذي يمسّ بصورة نتنياهو كسيّد للأمن كما يحاول الترويج لنفسه، فاعتبر أن «الاتفاق الذي جرى توقيعه الليلة الماضية يثبت أن حماس تُملي الأمور على نتنياهو. ليس هكذا يصنعون الردع».
مع ذلك، فإن هذه التهدئة هي خطوة مدروسة من قبل نتنياهو، وتتساوق مع استراتيجيته التي يعتمدها في الداخل وفي مواجهة الخارج. إذ يراهن على أن يخدمه هذا الاتفاق من زوايا عدّة:
ــــ على المستوى الداخلي، يهدف اتفاق التهدئة إلى محاولة التوصل إلى صيغة توفّر الأمن لمستوطنات جنوب الأراضي الفلسطينية المحتلة، في محيط قطاع غزة، على أمل أن يدعمه ذلك على المستوى الانتخابي، وخصوصاً بعدما بات مستقبله الانتخابي موضع تساؤل.
من زاوية أخرى، يعدّ هذا الخيار الأقل ضرراً على إسرائيل، باعتبار أن الخيارات البديلة في مواجهة القطاع، إما استمرار حالة التوتر أو التفجير الواسع... وكلاهما بلا أفق.
وتنسجم هذه الخطوة مع الرؤية الاستراتيجية لحكومة نتنياهو في مواجهة التحديات التي تواجهها على المستوى الإقليمي. ومن هذا المنطلق، فإن تهدئة جبهة غزة، تسمح لإسرائيل بالتفرغ لمواجهة تداعيات التطورات التي تشهدها بيئتها الإقليمية في الشمال والشرق. ولذلك تسعى إلى تهدئة الوضع على الحدود الجنوبية.
مسئول أمني إسرائيلي كان قد أعلن التوصل إلى اتفاق تهدئة بين إسرائيل وحركة «حماس»، بفعل وساطة مصر والأمم المتحدة، تقوم بموجبها إسرائيل بتوسيع مساحة الصيد واستئناف تزويد قطاع غزة بالوقود. وأكد المسئول الإسرائيلي أن حماس التزمت «بوقف العنف ضد إسرائيل». مهدداً أنه «إذا لم تلتزم حماس بالتعهدات، فستستأنف إسرائيل العقوبات». من دون أن يشير أيضاً إلى أن عدم التزام إسرائيل سيدفع فصائل المقاومة في القطاع لتوجيه رسائل أكثر من يفهمها هم مستوطنو محيط قطاع غزة.
وبحسب مصادر فلسطينية، تحدثت في موضوع التهدئة فإن الوسيطين، المصري والأممي، توصّلا إلى اتفاق على إعادة حالة الهدوء إلى قطاع غزة، وإلزام الاحتلال بتنفيذ بنود التفاهمات والتراجع عن إجراءاته الأخيرة، مقابل التزام الفصائل بإدامة الهدوء، ووقف «الأعمال الاستفزازية»، وخاصة إطلاق البالونات الحارقة باتجاه مستوطنات «غلاف غزة».
وأبلغت حركة «حماس»، الوسطاء، رغبتها في إبقاء حالة الهدوء، لكنها حذرت من التلكؤ في تنفيذ التفاهمات، مهددة بأنها لن تمنح الاحتلال مزيداً من الوقت، طالما أنه انتقل إلى سياسة جديدة في التضييق على غزة، وخاصة في ملفَّي الكهرباء والصيد. وفي ساعة متأخرة من ليل أول من أمس، نقل الوسطاء إلى «حماس» موافقة إسرائيل على طلباتها، شرط وقف إطلاق البالونات الحارقة، ومنع اقتراب المتظاهرين من المنطقة الحدودية. فوافقت الحركة على ذلك، بشرط إعادة ضخّ الوقود وتوسيع مساحة الصيد، على أن يكون الأسبوع المقبل فترة لاختبار النيات الإسرائيلية.
وبدا واضحاً أن الفصائل تعي الأسلوب الذي يتبعه الاحتلال في إدارة ملف غزة، إذ نقلت إلى الوسيطين المصري والأممي أن «إسرائيل تفتعل الأزمات، وتمتنع عن تنفيذ التفاهمات في قضايا جانبية، وذلك لإعادة التفاوض عليها، والتهرب من تنفيذ بنود جديدة تحسّن الواقع الإنساني والاقتصادي في القطاع»، بحسب ما الفصائل الفلسطينيه ».
نتنياهو يعيش مأزق حقيقي بفعل الانتقادات وفقدان إسرائيل للردع وكان الاتفاق الأخير أثار موجة انتقادات واسعة في إسرائيل. فقال النائب عمير بيرتس، وزير الدفاع السابق الذي ينافس على رئاسة حزب العمل ويسكن بنفسه في مدينة سديروت قرب الحدود مع غزة: «أنا أرحب باتفاق تهدئة مع (حماس)، ولكن من دون إعادة الإسرائيليين المحتجزين لدى (حماس)، يعتبر هذا الاتفاق خطوة فاسدة من ناحية أخلاقية تمس بجيش الدفاع الإسرائيلي»، وأضاف بيرتس: «المطلوب هو حل طويل الأمد، وليس اتفاقات تهدئة مشكوك بها، ولا تساوي الورق المكتوبة عليه، ويتم التخلي مرة أخرى عن الجنود والمواطنين، ووضعهم بأيدي (حماس). (حماس) تلعب بنتنياهو». وسخرت وسائل الإعلام الإسرائيلية من الاتفاق، إذ إنه بعد توقيعه بساعات، تواصل إطلاق البالونات الحارقة من قطاع غزة باتجاه جنوب البلاد، واندلاع حرائق جراءها في عشرات المواقع. وقال المحللون في الصحف المركزية الثلاث إن هذا الاتفاق صوري، ولن يصمد طويلاً، ويبشر بحرب آتية، قد تنشب في الشهور الثلاثة قبيل الانتخابات المقبلة، في 17 سبتمبر (أيلول) المقبل.
بقلم/ علي ابوحبله