قوة الرياضة تتجلى في “الاصطفاف والصمود“

"الاصطفاف والصمود" إحدى زوايا المخيمات الصيفية للطلائع للعام 2019 والتي جاءت حصيلة الورشات التدريبية التي نفذها المجلس الأعلى للشباب والرياضةمع مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والعنف والجريمة "UNDOC"، وتمحورت حول المهارات الحياتية للوقاية من المخدرات والجريمة والعنف من خلال استخدام قوة الرياضية لتنمية وتعزيز المهارات الحياتية لدى الفئة المستهدفة، وعملت قيادة المجلس على ادخال البرنامج بشكل تدريجي في الفعاليات إلى أن تم تعميمها وتنفيذها في المخيمات الصيفية، نظراً لأهميتها ودورها في خلق أثر إيجابي في نفوس المشاركين من الطلائع، وزيادة وعيهم حول هذه المواضيع المجتمعية الخطرة ومواجهتها لتحصين الأجيال القادمة من هذه الآفات التي تؤدي إلى انهيار المجتمع، خصوصاً وان التعامل مع مثل هذه القضايا أمر حساس وبحاجة إلى مختصين يدركون كيفية طرحها بالشكل السليم.

دمج ذوي الإعاقة في الألعاب الشعبية

ففي مخيم "أشبال فلسطين" الذي يقام في مخيم الفارعة والذي يتبع للمركز النسوي يتفاعل 110 طليعي مع زاوية الاصطفاف والصمود من خلال ممارسة المسابقات الرياضية الفردية والجماعية التي لها دور في كسر الحواجز وتعزيز الثقة بالنفس وتعليم النظام وتقوية روح الفريق.

 فيما يتميز مخيم "شراع الأمل" الذي بلغ عدد الطلائع المشاركين به 100 طليعي وطليعية والذي تنفذه جمعية التأهيل المجتمعي في مخيم الفارعة بدمج أطفال ذوي إعاقة كصعوبة النطق وبطء التعلم، في ثنايا المخيم حيث تتناول زاوية الاصطفاف والصمود فيه الألعاب الشعبية والذهنية التي تنمي المهارات العقلية والجسدية والتي تتناسب مع أعمار الطلائع وسبل تنفيذها بطريقة جاذبة وإبداعية.

أنشطة متنوعة ورياضات مختلفة

أما مجموعة كشافة الفارس مخيم الشهيد "عاهد الفارس" في الرام، والتي بلغ عدد الطلائع فيها 50 طليعي وطليعية، فيبدأ المخيم صباحاً بتمارين الإحماء والجري الخفيف ثم بممارسة ألعاب رياضية تنافسية تعاونية في آن واحد مثل كرة القدم، السلة، الطائرة، ومسابقة التقاط الكرات والتصويب على الحلقات، وذلك بهدف تنمية مهارة التركيز لدى الطلائع وتعليمهم كيفية حصولهم على الكرة بذكاء مما يساهم في تفريغ طاقاتهم وتوجيهها على النحو الأمثل بعيدا عن التعلق بالعالم الافتراضي، ونوهت منشطة الزاوية أنها استفادت من الدورة التدريبية لزاوية الاصطفاف والصمود والتي عقدت قبل انطلاق المخيمات الصيفية، حيث ساهمت في صقل مهاراتها وزيادة خبراتها خصوصا أنها المرة الأولى التي تنضم كمنشطة في مخيم صيفي.

 وأطلقت جمعية "عباد الشمس" لحماية الإنسان والبيئة في الرام مخيم "هويتنا قوميتنا" ويتم فيها تفعيل الأطفال في زاوية الاصطفاف والصمود بممارسة رياضة كرة القدم، المضرب، والدبكة الشعبية والتي تساعد على الحفاظ على صحتهم وكسر الحواجز ما بين الطلائع.

 وضجت زاوية الاصطفاف والصمود بالأصوات والصيحات التفاعلية الحيوية في مخيم "من النهر للبحر" بتنظيم مركز شباب قلنديا الاجتماعي في قلنديا، وبلغ عدد الطلائع فيهذا المخيم 85 طليعي وطليعية، ويمارس منشط الزاوية بكل حرفية للمرة الثالثة على التوالي 48 لعبة ضمن برنامج محكم طوال برنامج المخيمات الصيفية مثل " لعبة القفز بداخل الكيس، صيد السمك، عكس الاتجاه، ومنافسة البالون، ناهيك عن المنافسات الفكرية التي توقد الذكاء وتهدف هذه الأنشطة إلى تكوين الصداقات والانخراط بالمجموعة وتوعية الطلائع بأهمية القيم والأخلاق وتحفيز طاقاتهم وتعويدهم على النشاط كنمط حياة.

 وبين الأزقة الضيقة في مخيم الأمعري يقبع مخيم "بسمة أمل" بتنظيم الجمعية الفلسطينية للرعاية والتنمية ليقدم الأمل والابتسامة للمرة الثالثة على التوالي لذوي الإعاقة ولذوي الشهداء والأسرى، حيث بلغ مجموع المشاركين 64 طليعي وطليعية، ويمارس الطلائع في زاوية الاصطفاف والصمود كل من "لعبة كرة القدم والريشة طاق طاقيه، والأطواق والحبال..." وتهدف هذه الألعاب إلى تشجيع قيم الانضباط والانتماء للفريق.

غرس روح التنافس والترفيه

تم التركيز على فعاليات زاوية الاصطفاف والصمود التي يتم من خلالها تنظيم مجموعة من الألعاب الشعبية منها الخاصة بالتراث الفلسطيني ومنها ما هو متداول دوليا وبرأي ريم ملش منشطة الزاوية في مخيم "معا نحو القمة" تستخدم العصف الذهني وتعتمد بشكل أساسي على اقتراحات الطلائع وتطالبهم بإعداد العاب شعبية هدفها الترفيه وممارسة الرياضة بأقل الإمكانيات. وقد شهدت هذه الزاوية تفاعلا مميزا خاصة أنها تغرس روح التنافس من خلال الترفيه الإيجابي، بحيث أصبحت هذه الزاوية مطلبا لكافة المشاركين.

عقب محمد قطيط المتطوع في "مخيم ريف الجنوب" عند سؤاله عن أنشطة زاوية الاصطفاف والصمود قائلا: أنه يسلط الضوء على الألعاب الشعبية التي تعتبر إحدى المظاهر الثقافية الفلسطينية وتناسب القدرات البدنية لأعمار المشاركين ويركز على ألعاب الحبلة والأقماع والمسابقات التحفيزية لما لها من تأثير كبير في خلق أجواء من الفرح خلال تنافس الفرق.

 ويعمل منشطو جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في مخيم" قدسنا للدمج" و"مخيم طلائع القدس للدمج" في زاوية الاصطفاف والصمود على تجنب أية مخاطر خلال تنفيذ الألعاب ويراعون الدقة في اختيارها لتناسب جميع الأعمار والمشاركين من ذوي الاحتياجات الخاصة ليأخذوا حقهم في هذه الزاوية، وكما قالت يسرى ذباينة كونها مشرفة على "طلائع القدس للدمج" الذي يضم مجموعة من ذوي الاحتياجات الخاصة أن الطاقم يتحلى بالصبر والتروي لإيصال المعلومة والتعامل بطريقة حذره كي تتحقق عملية الدمج بمفهومها الكامل.

تجدر الإشارة إلى أن الطلائع يمارسون التمارين الرياضية في زاوية الاصطفاف والصمود لمدة زمنية تقدر بأربعين دقيقة يومياً بالإضافة إلى تمارين الاحماء الصباحية.

المصدر: محافظات - وكالة قدس نت للأنباء -