قال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس، بأن "الوثائق التي نشرت في جريدة هآرتس حول الجرائم التي ارتكبت من قبل العصابات الصهيونية عام 48 والتي نشرت ايضا في بعض وسائل الاعلام العربية انما تشير وبوضوح الى بشاعة وهمجية ودموية ما تعرض له شعبنا الفلسطيني الاعزل اثر النكبة عام 1948".

جاء ذلك خلال استقبال المطران حنا وفداً من شخصيات دورا الخليل حيث وضعهم في صورة ما يحدث في مدينة القدس وسياسات الاحتلال المستمرة والمتواصلة بهدف الغاء وشطب الحضور الفلسطيني في المدينة المقدسة.

وأضاف، "في ذلك الحين لم تكن وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي متاحة كما هو حالها اليوم، ولذلك فإن هنالك الكثير من الجرائم التي ارتكبت والتي لم يتم توثيقها ونعتقد بأن ما نشر في هآرتس انما هي عينة صغيرة من تلك الجرائم البشعة التي ارتكبت بحق شعبنا الفلسطيني والتي تندرج في اطار التطهير العرقي الذي مورس بحق ابناء فلسطين بهدف افراغ هذه الارض من ابنائها ومن شعبها".

وأشار إلى أن الجرائم التي ارتكبتها العصابات الصهيونية عام 48 ادت الى ذبح وقتل الكثيرين من الفلسطينيين وهنالك من هاجروا والزموا ان يكونوا لاجئين في مخيمات الشتات فانتقلوا الى مخيمات لبنان وسوريا والاردن والى سائر ارجاء العالم.

ولفت إلى أن "ما حدث بحق شعبنا عام 1948 انما يعتبر كارثة انسانية بكافة المقاييس والفلسطينيون لن ينسوا ما حل بهم ولن يتخلوا عن حقهم المشروع في ان يعودوا الى وطنهم الذي منه شردوا ونكبوا وطردوا عنوة اثر النكبة".

وقال "منذ عام 1948 وقبل هذا مع اعلان وعد بلفور وحتى اليوم والفلسطينيون يتعرضون للاضطهاد والاستهداف ويتم التآمر عليهم وعلى قضيتهم العادلة بهدف تصفيتها بشكل كلي".

وشدد على أن "صفقة القرن المشؤومة لن تمحو اثار الجرائم التي ارتكبت عام 48 ومهما تآمروا علينا وخططوا لتصفية قضيتنا وابتلاع قدسنا ومقدساتنا واوقافنا فالفلسطينيون لم ولن ينسوا ما حل بهم عام 48 ومخيمات اللجوء ما زالت قائمة امامنا واللاجئون الفلسطينيون في كل مكان متمسكين بمفاتيحهم وينادون دوما بحق عودتهم الى وطنهم الام".

وقال "ان الجرائم التي ارتكبت عام 48 لا تسقط بالتقادم فالمجازر والمذابح والاعدامات الميدانية والتدمير والخراب الذي حل بشعبنا لن يُمحى من ذاكرتنا ونوجه التحية لكل المؤرخين والمثقفين والكتّاب الفلسطينيين والعرب والاجانب الذين وثقوا الكثير من المعلومات حول النكبة ومع مرور الزمن نكتشف حقائق جديدة وجرائم مروعة ومجازر تدل على بشاعة ما ارتكبته العصابات الصهيونية بحق شعبنا".

وتابع "نقول لترامب ولعملائه ولمرتزقته الذين يعملون على تمرير صفقة القرن بأن مؤامراتكم واموالكم لم ولن تمحو اثار الجرائم التي ارتكبت بحق شعبنا الفلسطيني ومهما اشتدت حدة المؤامرات والمشاريع المشبوهة التي تستهدفنا كفلسطينيين فإن هذا لن يزيدنا الا صمودا وثباتا وتشبثا وتمسكا بحقوقنا وثوابتنا وانتمائنا لهذه الارض المقدسة".

وقال "اقول للاجئين الفلسطينيين ضحايا النكبة واقول للفلسطينيين المشردين في كل مكان كما واقول للفلسطينيين الباقين في هذه الارض بأنه لا يضيع حق وراءه مطالب وسياسة التطهير العرقي التي مورست بحق شعبنا والجرائم المروعة التي ارتكبت بحق الفلسطينيين ستبقى في ذاكرتنا".

وأضاف "نقول للعالم بأسره بأننا لن ننسى ما حل بنا عام 48 ولن ننسى ما تعرض له شعبنا من تشريد ونكبات وجرائم بحق الانسانية".