وصلنا بالعمر والتجربة ما يؤهلنا الي تحديد المواقف الاقرب الي الحقيقة ....بعيدا عن كل خيال ووهم..... والذي يمتلك البعض ممن يرون أن بفكرهم ومواقفهم وحتى بمبادراتهم الانشائية ما يؤهلهم بخيالهم لامتلاك ناصية الحقيقة.... في سراب متكرر ....لخيال متجدد .... ولسيناريوهات عفا عنها الزمن .
لا يمر يوم أو اسبوع أو حتى شهر او عام الا ونجد عبر الصفحات الالكترونية العشرات من المبادرات والتأملات والكلمات الي حد الخزعبلات التي يراد منها اعمائنا عن رؤية الحقيقة التي نعيش كافة تفاصيلها وعلى مدار اللحظة ....ومدي مساحة الالام التي تنخر بعظمنا وتحدث الدمار بداخلنا نتيجة لواقع مأساوي كارثي لا فائدة منه ...ولا عائد وطني يمكن البناء عليه ...بل حالة من التراجع المتراكم والذي أصابنا بالإحباط واليأس ولم يولد لدينا الآمال.... ولم يعزز من مقومات القوة .
مبادرات تطلق ..فرصة سانحة .... لأعدائنا للتلاعب بنا ...واستمرار نهب أرضنا ...والعمل على تنفيذ المخططات التي تستهدف استكمال عوامل القضاء علينا .... ولا زال البعض يحاول التنظير الانشائي .... الفاقد للمضمون .... والبعيد عن النتائج المراد تحقيقها .
عشرات المبادرات ....ان لم نقل القليل منها لجهات صادقة في قولها .... والأغلبية ما بين مبادرات شخصية .... لاكتساب الاضواء ...والبعض الاخر لمجرد تحريك المياه الراكدة في سوق المصالحة الذي أغلق أبوابه .... ولم يعد يستمع الي أي صوت للحقيقة .... وكأن الحال قد أصبح اعتياديا .... مقبولا .... مبررا .... بذرائع عديدة لا أول لها من أخر .
مبادرات .... ومناورات ...وبالونات اختبار.... لعل وعسي تحدث تحريكا ....حتي وان كانت بكل تشويشاتها وخزعبلاتها محاولة لسرقة مساحة من الاعلام المظلوم على أمره بقضية انقسامية تفاصيلها الصغيرة والكبيرة لم تعد خافية على الصغير قبل الكبير .... وحتى يحدث ما يمكن أن يكون نقاشا وجدلا يغطي ما يمكن تغطيته من حالة السكون والتراجع والأزمة الكبري التي نعيشها وبكافة تفاصيلها .
الاعلام ومساحة المبادرات والمناورات والبالونات التي تطلق برغم ما فيها من تناقض ونفيا للحقيقة ....أصبحت واضحة ويراد من سردها كتابة فصل جديد من مسرحية هزلية لا يمكن لها أن تمر على الصغار قبل الكبار .....ان قلنا بأن المبادرات تحمل نوايا طيبة ...وأن كل ما يقال بداخلها ويطرح على العلن لأغراض مخلصة وخالصة ...... فالأصل في القول والطرح أن تكون المبادرات جادة وتحمل الطابع الرسمي وليس الشخصي ....وحتي يدار الحديث بصورة جدية ...وحتى تحدد المواقف وامكانيات اتخاذ المواقف الحاسمة ازاء ما يطرح ....أما أن تأخذنا المبادرات كما البالونات التي لا تستقر على حال ...ولا تحمل عنوان ...فهذا يعني أنها ستنفجر بوجه من يقترب منها .... أو حتى يحاول دراستها أو الرد عليها بصورة دقيقة ومحسوبة .
المشهد وما يطرح من مبادرات وبالونات يعني استمرار لحالة العبث والاستهتار والتراخي وعدم الجدية وغياب روح المسئولية والذي يقودنا الي المزيد من التراجع والانهيار بالمنظومات كافة .
لقد مللنا الاستماع الي مثل هذه المبادرات والبالونات والمناورات ....والتي تتعدد بأهدافها لاختلاف شخوصها وتوقيتاتها ....لكنها بالمجمل محاولة مكشوفة ...وغير مرضية ان لم نقل غير كافية لاقناع أحد بأن هناك حراك جاد .....أم نوايا صادقة ...أو حتى محاولة جادة لاتمام المصالحة .
نتأكد على مدار اللحظة على ان اطلاق مثل هذه المبادرات لا تعبر عن بعد حقيقي ...ولا ادراك واعي لحالة الخطر الشديد .... وما وصلنا من حالة التشتت والانقسام بما يهدد الوجود والقضية والحقوق الوطنية ....بل نري أن ما يطرح لا يعبر عن حالة انسجام ...ولا يعبر عن منطلق واحد .... بل مجموعة من التناقضات لأصحاب فكر واحد .... وحتى لأصحاب قضية واحدة .... وهنا مكمن الخطر الشديد ....
المصالحة وحتي تتحقق تحتاج الي افعال .... والي ارادة واضحة ومحددة وقناعات ثابتة .... بعيدا عن كل خيال وأوهام ومحاولة بائسة لملئ وقت الفراغ ...والتلاعب على سمفونية الزمن المفتوح .... وفاتورته الباهظة ... التي لن يكون بالامكان دفعها .
بقلم/ وفيق زنداح